19-12-2011 08:47 AM
كل الاردن -
المحامي محمد احمد الروسان
تشير جل المعلومات المرصودة, والمعطيات الجارية, والتطورات الدراماتيكية اليومية, وقراءات إحداثيات, علم الإنذار المبكر, كعلم بحثي استقرائي تطبيقي, لجهة ما يجري على كل المسرح الليبي, المتفاقم لجهة التصعيد - الساكن, وفي جل مفاصله وتفاصيله, أنّ المسألة والحالة الليبية, لن تكون مستقرة على المدى القريب المنظور, فكلّ الإحداثيات الأجتماعية, والسياسية, والاستخباراتية تشير الى ذلك.
بعبارة أكثر وضوحاً, نرصد تدحرجات, أفقية وعاموديه, لكرة الصراع الليبي – الليبي - الساكن, نحو أتون ملفات مواجهات داخلية, المصحوبة بتدخل بعض الأطراف العربية, والأطراف الإقليمية, والأطراف الدولية, وتصعيدات هذا الصراع الداخلي, سوف يقود ويتيح, إلى تعزيز نفوذ زعماء القبائل, والعشائر الليبية, لجهة السيطرة على مناطقهم القبلية, وهذا يقود بالضرورة, إلى تحويل هذه المناطق, إلى دول قبلية صغيرة متناحرة, تتحالف مع بعضها البعض, ضد بعضها الآخر, وهذا يعني ببساطة, أنّنا الآن قد نكون في مواجهة خيار, انهيار وتفكك الدولة الليبية, لتوفر مكونات نجاح هذا الخيار – الكارثي, من توفر عامل الخلافات العدائية الداخلية, وتوفر عامل المؤامرة الخارجية الإقليمية والدولية, مع عدم وجود العامل الداخلي الليبي, القادر على فرض سيطرته, وهذا يقودنا بلا أدنى شك, إلى بيئة عرقنة, وصوملة, وبلقنة, ملفات الصراع الليبي – الليبي- الساكن والمعلن, بالمعنى الرأسي والعرضي, وعمليات التعبئة السلبية, الشاحنة لأطراف الصراع, لجهة دول الجوار, والجزائر أولاً.
إنّ عدوى الصراع الليبي, تأخذ هذه اللحظة التاريخية, طابع عابر ومخترق للحدود الليبية – الجزائرية, فمنذ بداية الصراع الليبي – الليبي, دخل ليبيا عناصر جهادية إسلامية, مسلّحة ومتطرفة, من الجزائر والمغرب وموريتانيا, ومن الجانب المصري, وبلدان عديدة, من دول الشرق الأوسط, وخاصةً من العراق, والسعودية, واليمن, والصومال.
وتعتبر جماعة, (المنظمة الليبية للجهاد والقتال), بمثابة الفرع الليبي المحلي لتنظيم القاعدة, ولها ارتباطات, مع تنظيم الجهاد المصري, ومع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي, وعلاقات عضوية قويّة, مع الحركات السلفية الجهادية, المسلّحة في الجزائر, وتعد هذه المنظمة, بمثابة المنظمة العسكرية الأولى, الفاعلة في العمليات العسكرية القتالية, التي شنّتها المعارضة الليبية المسلّحة, ضد نظام العقيد القذّافي أثناء العمليات العسكرية الثورية.
لتخوفات النسق السياسي في الجزائر, من القاعدة والفصائل الجهادية الإسلامية المسلّحة, فقد قام النسق الجزائري, بتزويد القذّافي وكتائبه, بالمعلومات الأستخباراتية في وقته.
والجزائر, تتهم المجلس الانتقالي الليبي المؤقت, في اعتماده على عناصر من القاعدة مسلّحة, وعناصر جهادية سلفية وهّابية, ومن الجدير ذكره أنّ المخابرات الجزائرية, في سابق السنوات, اعتقلت عناصر مهمة من عناصر القاعدة, والحركات الجهادية السلفية, المسلّحة الوهابية, من الليبيين أمثال: عبد السلام أو الحكيم بلحاج, رئيس المجلس العسكري في طرابلس, والذي صار متلوناّ - منظّراً لسلمية سلفيته, وتتحدث المعلومات, على قيام المخابرات الجزائرية, بتسليم بلحاج, ومعه مجموعات أخرى ليبية, إلى سلطات نظام العقيد القذّافي في السابق, وتم وضعهم في سجون العقيد لسنوات, وتم الإفراج عنهم مؤخراً, من قبل الثوار, لحظة خروج القذّافي وكتائبه من طرابلس قبيل اغتياله, وتشير المعلومات, إنّ عدد من تم تسليمهم لنظام القذّافي, من المخابرات الجزائرية, بلغ آلاف الأشخاص, وهذا أمر قلق.
تقديرات المخابرات الجزائرية ترى, أنّ النظام الليبي الجديد, سوف يكون إسلامياً بالدرجة الأولى, مع سيطرة عناصر أسلامية مسلّحة, على كل فعاليات العمل العسكري, وهذا من شأنه أن يدعم, جهود العناصر الإسلامية المسلّحة في طرابلس, كما تذهب المعلومات, أنّ هناك جهود تبذل من المخابرات الأمريكية, والبريطانية, والفرنسية, وبالتنسيق مع عناصر ليبية جهادية مسلّحة, سلفية وهّابية من القاعدة, لنقل فعاليات الصراع, إلى جل المسرح الجزائري, خاصةً مع وجود العناصر الإسلامية الجزائرية, كبيرة العدد والعدّة, قاتلت إلى جانب المعارضة الليبية, فهي تريد مواصلة القتال والجهاد, في الجزائر, بدفع من السي أي إيه, والأم أي سكس, والمخابرات الفرنسية.
وسيناريو العدوى الليبية, يتضمن نقل الصراع والقتال, إلى الجزائر, ثم إلى المغرب وموريتانيا, حيث هناك إسلام سياسي في ليبيا, جاء نتيجة وبسبب الإسلام السياسي الجزائري, الذي هو أشد تطرفاً بالأصل.
إنّ إشعال الساحة الجزائرية, عبر نقل الصراع والقتال وعدواهما, من طرابلس إلى الجزائر, عبر مؤامرة مخابراتية- سياسية, من مثلث إطراف واشنطون, باريس, لندن, وبالتنسيق مع المجلس العسكري الانتقالي الليبي, من شأنه تحقيق عدّة أهداف إستراتيجية هامة:-
- يسمح بالتخلص, من آلاف العناصر الجهادية المسلّحة, المتواجدة الآن في ليبيا المحتلّة نيتويّاً, وهذا يسهّل على الناتو, ترتيب الأوضاع في ليبيا المحتلّة, ما بعد اغتيال القذّافي وسقوط نسقه السياسي, وتشكيل حكومة ليبية جديدة, وذلك لعدم وجود, هذه العناصر المسلّحة الإسلامية المعيقة, للترتيبات الناتويّة القادمة.
وإشعال الساحة الجزائرية, وإسقاط النسق السياسي فيها, يعني إضعاف القدرات الجزائرية, وتحول الجزائر, إلى دولة فاشلة, أكثر فشلاً من دولة اليمن, وهذا الأمر تسعى له تحديداً, المخابرات الفرنسية, حيث فرنسا تعيش, حالة قلق سياسي عميق, على نفوذها في مناطق شمال وغرب أفريقيا, من خطر تعاظم قوّة الجزائر, وتحولها إلى قوّة إقليمية نافذة وفاعلة.
وإشعال الساحة الجزائرية حرباً وقتالاً عنيفاً, من شأنه أن يتيح إلى جانب التخلص, من العناصر الجهادية الإسلامية, المسلّحة الليبية والجزائرية, يقود إلى التخلص أيضاً, من العناصر الجهادية الإسلامية المسلّحة الموجودة, في أوروبا كخلايا نائمة, بحيث تقوم أجهزة المخابرات الأوروبية, على دفع وتسهيل مسألة هجرة, هذه العناصر الإسلامية المسلّحة, والمتواجدة على الساحات الأوروبية, للذهاب إلى الجزائر للقتال والمساهمة, في إسقاط النسق السياسي الجزائري.
وإشعال المسرح السياسي الجزائري, سوف يأخذ طابع العنف السياسي الديني, المرتفع الشدّة, وطابع عسكري دموي, وهذا يعني ببساطة: حرب أهلية إسلامية اثنيه عميقة – حرب جزائرية – جزائرية.
إنّ خط العلاقات الجزائرية – الروسية, صار أكثر إدراكاً ووعيّاً, لجهة أنّ واشنطن, تسعى لجعل دول الإتحاد الأوروبي, تحصل على إمدادات النفط والغاز, من ليبيا والجزائر لاحقاً, وهذا من شأنه أن يبطل مفعول مشروعات روسيا الفدرالية, والتي تهدف لجهة احتكار, تزويد أسواق الإتحاد الأوروبي, بالنفط والغاز الروسي, وهذا من شأنه أن يضر بمصالح روسيا والجزائر, ويؤثر على معدلات النمو الاقتصادي الروسي, وهذا ما تسعى إليه أطراف مثلث:- واشنطن – باريس – لندن.
Mohd_ahamd2003@yahoo.com
www.roussanlegal.0pi.com