أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


مات صديقي فيصل الخزاعلة

بقلم : احمد ابو خليل
13-02-2019 06:47 AM

فيصل قصة خاصة. لقد مات فعلاً، وهذا مؤلم، ولكن ذكراه لن تكون إلا بهيجة، فقد كان مصدر فرح دائم. نحن من مدينة واحدة (الرمثا) لكني تعرفت عليه بشكل مباشر عند التحاقي بجامعة اليرموك عام 1978، هو من الفوج الأول وأنا من الثالث، كان يسبقني بسنتين. كان اسماً بارزاً في العمل الطلابي، وهو من المجموعة المؤسسة التي ضمت زملاء له آخرين صنعوا نواة ما صار اسمه لاحقاً الحركة الطلابية في اليرموك.
لكن فيصل كان شخصاً 'بريّاً' وظل كذلك حتى يومه الأخير، وقد حدثني شقيقه أنه قبل إصابته بالنوبة القلبية، عبر عن رغبته بنصب خيمة في قطعة أرض له والعيش فيها.
في ذلك الحين كان يسكن في أقصى شمال العمران في الرمثا، وكان يصف بيته لأصدقائه القادمين من عمان فيقول: 'امشي بطريقك لا يمين ولا شمال حتى تخلص الزفتة'، وبالفعل فقد كان تعبيد الطريق ينتهي تماما عند مدخل بيته.
كانت الجامعة صغيرة، الأفواج الأولى كانت تتكون من 600 طالب، وكنا نجتمع في كافتيريا الجامعة التي كانت تشكل حيزا عاماً للجميع. لكننا كنا دوماً نسأل عن فيصل، وما أن يدخل حتى تتجاذبه الطاولات.
حافظ فيصل على لهجته الرمثاوية القديمة وعلى لغة جسد فلاحية أصيلة، كان على الجميع أن يتعلمها منه ويعرف أنها طبع متأصل عنده.
تخرج فيصل وعمل في أحد البنوك، ولكنه اشترى بضعة رؤوس من الماعز، وظل يوميا بعد انتهاء الدوام يرافقها راعيا لها، دون أن ينسى الشبابة التي كان يتقن 'الدق عليها'.
بهذه الروح عمل في النقابة، ولكن أحد النقابيين المشهورين باعه لصاحب العمل بعد أن كشف فيصل مع زميلين له قصة فساد داخل المؤسسة، والنتيجة كانت فصل فيصل وزميليه من العمل.
عاد فيصل إلى بيته وعمل بجد على تربية أولاده، وفي أيلول الماضي دخل في غيبوبة وتوفي السبت الماضي. رحمك الله يا صديقي وأحر التعازي لأسرتك الكبيرة والصغيرة.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
13-02-2019 04:47 PM

اثاري الفساد متغلغل من هذيك الايام
والحر ينبذ وما اله مكان

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012