أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 16 نيسان/أبريل 2024


مؤتمر سوتشي الرابع

بقلم : حازم عياد
18-02-2019 01:29 AM

لم يكد اجتماع سوتشي ينهي اعماله الخميس 14 شباط حتى اطلق الاسد تصريحات نارية هاجم فيها الرئيس التركي اردوغان اثناء لقائه مسؤولي المجالس المحلية في سوريا؛ علما بأن هذه التصريحات جاءت بعد ايام من تسريبات عن زيارة اللواء علي مملوك رئيس جهاز الامن الوطني في الايام الاخيرة من العام 2018 برعاية روسية لمدينة انطاليا التركية ولقائه مسؤولين امنين اتراكا.
لغة الاسد حادة ولا تقل حدة عن اللهجة التي يستخدمها المسؤولين الاتراك ومن ضمنهم الرئيس التركي اردوغان عند مناقشته لملف الاسد وبقائه في السلطة؛ غير انه في المحصلة النهائية فإن الطرفان يعترفان بوجود اتصالات على مستوى متدن بحسب الرئاسة التركية؛ وعلى مستوى عال بحسب ما سربه موقع فضائية الميادين تشمل رئيس الامن الوطني؛ تباين في وجهات النظر يعكس طبيعة الاوراق المتداولة بين الطرفين ومن ضمنها شرعية نظام الاسد والتعاطي معه مباشرة؛ في مقابل اعتراف نظام الاسد بدور تركيا في صياغة المعادلة الداخلية اسوة بإيران وروسيا والتي يقف على سلم اولوياتها الدستور
السوري الان.
في ضوء هذ الجدلية تبرز سوتشي مرة اخرى فالرئيس الايراني روحاني عرض على الاتراك استعداد بلاده للعب دور الوساطة بين تركيا والنظام السوري منافسا بذلك روسيا او مساعدا لها في تقريب وجهات النظر؛ في كل الاحوال فإن الاطراف المجتمعة في سوتشي وعلى رأسها الروس والايرانيون يظهرون حماسة للأمر وهذا اجماع بين الدولتين على ضرورة ان تدخل العلاقة بين الاتراك والسوريين مرحلة جديدة مع اقتراب انعقاد مؤتمر استانا 12 لمناقشة
الدستور السوري.
ما يميز الحالة السورية انها تتم على وقع ضربات المدافع وهدير الطائرات والمواجهات ما يجعل من ضجيج المعارك والقصف اقوى بكثير من ضجيج الدبلوماسية والتصريحات لتزيدها غموضا وضبابية؛ فرغم اعلان موسكو وطهران تفهمها لمتطلبات الامن التركي في المناطق الحدودية الا ان المواجهات والقصف كان عنيفا في ادلب عاكسا تهديدات موسكو بأن الرد على الهجمات على قاعدة حميمين سيستمر ولن يتوقف مصحوبا بإعلان عن عدم نيتها شن حملة عسكرية
في المحافظة.
الاشد تعقيدا في علاقة الزعماء الثلاثة اشادة روسيا بعمل تركيا باتفاق اضنة بين انقرة ودمشق عام 1998 فهو اتفاق يحد من مناطق التدخل التركي ويعكس استعدادا تركيا مستقبليا للتعاطي مع منطقة آمنة اقل بكثير من المعلنة حاليا؛ رسائل متضاربة وهي مؤشر على ان عملية التفاوض جدا معقدة؛ مسألة من الممكن تجاوزها مستقبلا في حال تعاطي الاتراك مع النظام السوري بشكل مباشر اكثر والجلوس على طاولة المفاوضات مسألة تبدو مستبعدة الان؛ وتعكسها التصريحات القوية
من الطرفين.
طهران وموسكو تبديان رغبة في احداث تقارب بين النظام السوري والتركي اذ سيسهل عملية التفاوض ويشرعنها ويشرعن النظام اللتان ترعيانه؛ وهنا معضلة الاسد الحقيقية مع تركيا؛ فأنقرة لازالت مستعصية بالنسبة للاسد والعلاقة معها تدار عبر الحليف الروسي بشكل اساسي بحكم اتفاق ادلب فبوتين اشار الى تقدم في عملية اعداد الدستور وكذلك اردوغان الذي اعلن استضافة بلاده للقمة الثلاثية الخامسة بين
الزعماء في تركيا.
اشكالية العلاقة التركية السورية تكاد تنحصر الان بطريقة ادارة الانفتاح السياسي دون خسائر تركية كبيرة تنعكس على المعارضة السورية ودون خسائر كبيرة من النظام السوري تنعكس على مكانته واعلاناته المتكررة بالنصر؛ فهو يعتبر نفسه محاصرا ويحتاج الى تركيا لفك هذا الحصار بعد ان اعلن الامين العام للجامعة العربية بانعدام التوافق العربي على عودة سوريا الى
الجامعة العربية.
بالنسبة لتركيا بات هناك فرصة قوية لممارسة الضغط على النظام السوري بتأثير من الانسحاب الامريكي والتقارب التركي الروسي في اعقاب تدهور العلاقة مع الولايات المتحدة؛ مدعوما برغبة روسية في تسريع فعاليات استانة 12 والدستور السوري؛ عملية معقدة ومبهمة ولكنها خطوط تتضح يوم بعد الاخر لتحدد للأطراف التي اجتمعت في سوتشي للمرة الرابعة نوعية التطور الحاصل في الملف السوري والذي يصعب رؤيته بالعين المجردة في كثير من الاحيان.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012