أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
520 شهيدًا باقتحام الاحتلال لمخيم النصيرات في غزة زراعة الكورة تحذر مزارعي الزيتون من الأجواء الخماسينية وفاة شخص جراء سيول في حضرموت اليمنية وقرار بتعليق الدراسة 7200 جريح إسرائيلي احتاجوا لتأهيل منذ بداية الحرب الإمارات تدرس واقع بنيتها التحتية وتدعم متضرري الأمطار بعد انتهاء العاصفة الصفدي: لا يمكن الاستغناء عن "أونروا" أو استبدالها مجلس الوزراء يمدد قرار منح شركات النقل السياحي مزايا جمركية وضريبية 3 أشهر الملك والعاهل البحريني يؤكدان ضرورة إدامة التنسيق العربي حملة لإنارة المقابر في المناطق التابعة لبلدية المزار الشمالي نقل 25 رئيس قسم في أمانة عمان - أسماء راصد: علاقة النواب بالحكومة امتازت بالرضا والود رغم "بخلها" بإرضائهم العثور على شاب مشنوقا امام منزله بالاغوار الشمالية فيصل الشبول : الأردن ليس ساحة لتصفية الحسابات الامانة: العفو العام لا يشمل غرامات المسقفات والمعارف المبيضين: سلاح الجو الملكي مستمر في تنفيذ طلعاته الجوية
بحث
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


لا تدهنوا على صدأ في قضية عنجرة

بقلم : رمزي الغزوي
19-02-2019 03:55 AM

نقضي عطلتنا في عجلون، ابنة الغيم، وأخت الماء. لكن العتمة لم تأت على قدر ما اشتهى العاشق، ولا جاءت الرياحُ كما تهوى السفن، في الأسبوع الماضي. فعشنا ليلة ثبتت أيادينا على دفوف قلوبنا الواجفة، وقلبت أخضر غاباتنا أسود من فحم مبلول.
أعرف أنني حين أكتب عن قضية عنجرة، أكون كمن يمشي في حقل ألغام نزق. ولكني أؤمن أن عليّ قول ما أعتقده صواباً، حتى ولو كان مؤلماً. فلست أعمل كاتباً إلا عند الحق. ولأن الواحد لن يرى صورته في الماء، وهو يغلي بشكل جليّ، فقد تريثت حتى أهدأ، وتستقر أنفاسي.
لن تكون هذه القضية الأخيرة في بلدنا. كما لم تكن الأولى. فثمة استقواء على مقومات الدولة. فعند الملمات نرانا ننسحب نحو ما نعتقد أنه حصننا الأقوى والأخير: العشيرة. ونرانا نخلع العقد الاجتماعي.
قبل سنوات كنا نناقش طلابا جامعيين حول المشاجرات وأساساتها. فوقف أحدهم وأخرج هاتفاً (أبو اللكس) وقال: بهذا الهاتف الغبي استطيع الآن أن أحشد خمسين شاباً مدججين بأسلحتهم وقناويهم يهاوشون ويكسّرون دون أن يعرفوا السبب، أو (الواو واو إيش) حسب تعبيره. يومها استغرب بعض الزملاء من هذا الكلام، لكني أكدت صدقه. فنحن ما زلنا نشعر أن عائلتنا هي الذراع الحامي.
سيقول قائلون إن الفقر والبطالة وتغييب المشاريع من أسباب هذا الاحتقان. وهذا يكون صحيحا حين لا نشعر أننا من غير مكونات هذه الدولة، واننا لا نحلب في إنائها. وهذا منطق قاصر يدعو بصيغة مبطنة إلى التقهقر نحو الغاب وقانونه.
احترقت قلوبنا ونحن نرى الشوارع التي من المفروض أنها للناس والحياة مغلقة بالنار. فكيف لي أن أشعر بالأمان؟ وألا أخاف أن أياً كان يستطيع في أية لحظة أن يعتدي على حقي دون أن يفكر بشيء.
أقول وأجري على الله. الأنا المتضخمة لدينا، أو بالمعنى الأدق الأنا المتورّمة. هذا الأنا هي التي تجعلك تشعر أنك أعلى وأغلى وأقوى وأهم من الآخرين، وأنك محمي.
نترحم على الفقيد، ونتمنى الشفاء للمصابين، وننتظر نتائج التحقيق؛ لنر من هذا الذي استسهل قتل الشاب؛ فقتلنا جميعا. نريد أن يطبق القانون على الجميع، لنشعر أننا في دولة قانون. ونريد ألا يكون السلاح متاحاً إلا بيد الدولة، تستخدمه بالقانون. وأريد أن أكون مطمئنا أن الشرطي لما يطلب مني هويتي يمارس عمله، دون تعال واستقواء أيضاً.
نتذكر عشرات الحالات المشابهة لقضيتنا، نعود وكأننا ندهن على صدأ. فيبقى الخراب مغطى بقشرة رقيقة. ويبقى الجمر في الرماد منتظراً أية هبة ريح؛ ليشتعل من جديد.الدستور

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
19-02-2019 09:37 AM

مقال رائع احسنت
*
تتصدر العشيره عندما تضعف الدوله . وتقوى الدوله بتطبيق القانون على الجميع دون انتقائيه.
*
اشرتم لتضخم الانا ولم تجانبوا الصواب . حبذا لو استقوا الشرطي بالقانون وليس بزيّه الرسمي . وحبذا لو تصرف المواطن مهما علا شأنه باحترام القانون.
*
الاخطاء تحصل من الطرفين وكونها فرديه لا يبررها.

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012