أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


شرف الأردني على الأردني .. حرام, حرام ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
20-02-2019 03:58 AM


لا حول ولا قوة إلا بالله , فوالله إن حالنا اليوم لا يسر صديقا ولا حتى عدوا . نحن شعب .. إلا من رحم ربنا , نسعد كثيرا بإغتيال سمعة بعضنا بعضا , ونتلذذ أكثر بتقزيم رجال دولتنا ومؤسساتنا, ولا نقيم وزنا لقيمة عظمى إسمها دولة ووطن! , ولا شأن لنا بمستقبل أولادنا.

نحن قوم تأخذ الكثرة منا , العزة بالإثم , فنهدم وبأيدينا وعبر ألسنتنا وبإدارة قرص الإنترنت المتاح لمعظمنا , كل شيء في بلدنا الحزين !, رجاله , منجزاته , مؤسساته , ونردد بغير ذكاء يذكر , ما يأتينا عبر الأثير من ' عفن الكلام ' بحق الشرفاء في بلدنا , فهذا فاسد , وذاك قمرجي , وثالث سكرجي , ورابع زاني , وخامس مريض ,, وهكذا وبلا وعي ولا تقوى ولا مخافة من رب العالمين !.

هذا هو الحال المائل حقا , فالكلمة تفقد شرفها وعذريتها وطهرها لأتفه سبب , والقوم المسكونون بوجع الفقر والفاقة وحديث الفساد الذي فسد هو الآخر لكثرة ما نردده ونتناوله , وأنا منهم , نسوا الله فأنساهم أنفسهم , وعموا وصموا عن مخاطر أكبر تبشرنا بما يسمى الأردن الجديد.

يا ناس , ضعوا الله , ثم الأردن الوطن , بين عيونكم إذ تغردون وتكتبون وتتحدثون , وكل منكم صار اليوم كاتبا ومعلقا ومحللا سياسيا ومغردا بما يرى ولا يرى , وتلك هي الطامة الكبرى , فالتخصص الوحيد في حياتنا , هو الكتابة والتغريد , ' بالمناسبة ' التغريد يعني ما يطرب لا ما يطرم كما يفعل كثرة منا .

تعالوا نعارض, ولكن بأدب يصون شرف الكلمة والوطن ومواطنيه , تعالوا نتقي الله في ما نقول ونهز الجيوب ونتبعها بقولنا, ' والله أعلم ' , وصدقوني أن الرزق والمناصب والمغانم من عند الله وحده , لا يأتي بها تسحيج منافق أعمى , ولا معارضة عدمية لا يضيرها هدم المعبد , والناطرون هدمه كثر في القريب والبعيد على حد سواء.

آلمني تحفظ ما كنت أتمناه على تعيين مستشار الملك لشؤون العشائر المهندس سعد هايل السرور , فوطنية الرجل وإنتماؤه فوق كل الشبهات , وآلمني حملة مغرضة يقودها صهيوني بإمتياز ضد النائب رئيس المجلس سابقا عبدالكريم الدغمي وتجد من ' يسولف ' بها , حتى وهو يعلم أن عبدالكريم قامة وطنية لا تجارى , وآلمني هجمة ضد الوزير الأسبق أمجد المجالي على خلفية بيان كان يمكن أن يصاغ بأسلوب مختلف , وأمجد وطني منتم صادق وبإمتياز , وآلمني هجوم مستمر ضد متقاعدين عسكريين لهم رأي ورؤية مثل سائر خلق الله , ولهم تاريخ مشرف أيضا ! .

وماذا أعدد , رؤساء حكومات أدوا وأسهموا وخدموا البلد طويلا لا يسلمون من التشويه , رجال دولة كثر أيضا يطالهم الأذى كل يوم ممن يفترضون فيهم أن يكونوا أنبياء , وأستغفر الله سلفا ! .

ترى , ما الذي جرى لنا ! , هل هو الفقر الذي يعمي الأبصار وحديث الفساد الذي يزكم الأنوف مثلا ! . لن أدافع عن شيء من هذا , ولكني أدافع عن شرف كل أردني تطاله تهمة حتى لو كانت صحيحة , فنحن بشر نصيب ونخطيء , ولكل منا أسرة وأطفال أولاد وبنات , فكيف بالله عليكم موقف أي منا أمام عيون هؤلاء , عندما يتهم بشرفه وسمعته وتلوكه الألسن بلا رحمة ! , ومن منا بلا خطيئة ! , والمخطيء عقابه قانوني في الدنيا ورباني في الآخرة , وليس عقابه في الطعن به وبشرفه على ألسنة حداد لا تتقي الله , ولا ترحم ذل من أخطأ وذل ! .

ثروتنا الآن ويا للأسف , كلها حكي وإشاعات وإدعاءات وإتهامات لا أكثر , فمن يبتغي الإصلاح حقا , يصلح نفسه أولا , ثم يطالب , ولكن بأسلوب حضاري راق يؤشر على الخطأ, ويضع الحل , ولا يمل المطالبة دون أن يخدش سمعة أحد غيره , ودون أن ينزلق إلى درك اللفظ الجارح الفاضح بحق من هم سواه , مهما كانت ذنوبهم ! .

نستذكر نحن كبار السن زمنا جميلا مضى ولن يعود , ونتحسر على مثل جميلة وقيم جليلة كانت عنوان ورمز حياتنا , كان القوم يختصمون وحتى يتشاجرون , ولكن أيضا بأدب , فلا تسمع كلمة تخدش شرف آخر , وإلا صدر حكم عشائري راق بقطع لسانه إن لم يشتره وبأغلى ثمن ! , كان الآباء والأجداد المؤسسون البناة , ومعظمهم ' أميون ' , رفعة في الطهر والترفع عن النقيصة في الذم والقدح والتشهير والخوض في المحرمات والإتهام الباطل.

كانوا رجالا رجالا حقا , لا أشباه رجال , كلامهم حكم , فقرهم شمم , هاماتهم قمم , عقولهم راجحة , صدورهم واسعة , كانوا علماء بالفطرة وبالطبع لا التطبع , وكانت حقوقهم إذ هذا هو حالهم , مصونة, مطالبهم مجابه , رؤاهم تحترم , ورأيهم ماض ويقدر , فأين نحن اليوم منهم ! .

خلاصة القول , شرف الأردني على الأردني حرام , لا يظلمه ولا يلوكه ولا يخدشه , وإلا فنحن نخون حظنا , نهزم رجالنا , نهدم بلدنا وبأيدينا لا أيدي غيرنا , ونتعامى عما هو أخطر على هويتنا ووجودنا ودولتنا , ونجلس بإنتظار مصير لنا يقرره ' ترمب ونتنياهو ' لإبتلاع فلسطين والأردن معا , في صفقة يصوغها ' ولد أصبح ' لا يدري عن تاريخنا أردنيين وفلسطينين وعربا ومسلمين شيئا , سوى أننا مجرد أرقام من سكان تائهين سيجد لنا مأوى يختاره هو ومن معه من أعوان . الله من وراء القصد , هو نعم المولى ونعم النصير .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
20-02-2019 10:30 AM

يُؤخذ على الديمقراطيات الوليده اطلاق حرية التعبير في مجتمع غير مهيأ لها بعد، فيصبح الحديث بالسياسه متاح لمن هب ودب، يتعاطاه الجاهل كحديث نعمه، او قل مثل هجين وقع بسلة تين!

اصبح الحديث بالسياسه مدعاة فخر يتعاطاه رواد النجوميه للتفاخر في المناسبات وصفحات التواصل الاجتماعي ، طمعاً ان يشار لهم بالبنان!

2) تعليق بواسطة :
20-02-2019 10:32 AM

السياسه علم اكاديمي وممارسه عمليه تضفي الخبره على اصحابها.حبذا لو ُترك الابحار بها لذوي الاختصاص، فهم الاقدر على التشخيص واجتراح الحلول كونهم الأعلم بدهاليزها!

اما من يلج ابواب السياسه من غير اهلها فهم عرضه للوقوع بمصائد الجاهلين، الذين لا يروا اكثر من راس جبل الجليد. سعيهم شتى وثمارهم غير ناضجه.

3) تعليق بواسطة :
20-02-2019 10:33 AM

وعليه،
لا نجده من الحكمه ان يوغل احد بسمعة احد دون دليل. ولا ان نشيطن ذوات الله اعلم بسريرتهم، ولا نغلق ابوب الرجوع للحق بوجه من اجتهد واخطأ.

تحضرنا مقولة من كان منكم بلا خطيئه فليرجمها بحجر. ابن الخطاب كان جبارا بالجاهليه واصبح الفاروق بعد ان هداه الله ،خالد بطلٌ في أُحد، وبطلٌ بمؤتة واليرموك.

4) تعليق بواسطة :
20-02-2019 06:06 PM

تحياتي دكتور , لأنت وللأمانة تجسد الخير والإيجابية في كل ما تقول , بلدنا بحاجة ملحة للطيبين المتمكنين أمثالك الذين يقطعون دابر الشر ببذرة خير منتجة , باركك الكريم وأجرك عليه وحده .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012