أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


«سيراً على الأقدام».. تدق ناقوس الخطر

بقلم : عمر العياصرة
21-02-2019 01:00 AM

أكثر من 200 شاب عقباوي، متعطلين عن العمل، قرروا ان ينظموا مسيرة من العقبة الى عمان، مشيا عالاقدام، غايتهم منها الاعتصام امام الديوان الملكي مطالبين بوظائف كريمة لهم.
الفكرة بدأت عندما قام احد حملة الدكتوراة، بمسيرة مع عائلته واطفاله، من الطفيلة لعمان، مطالبا بعمل في احدى الجامعات الرسمية، وتمت الاستجابة له وجرى تعيينه.
متعطلو العقبة كانوا 12 شابا، قرروا محاكاة الدكتور الجامعي، ومن ثم انضم لهم العشرات، وهناك احتمالات قوية ان تنضم لهم مسيرات متعددة من مختلف المحافظات.
رئيس الوزراء اتصل هاتفيا مع المسيرة، وقال لهم ابشروا، لكنهم لم يقتنعوا بوعوده، وواصلوا مسيرتهم، مشترطين لتوقف فعاليتهم ان يشاهدوا «كتب التعيين» بأم اعينهم.
الطريقة الجديدة في الاحتجاج، سلمية لأبعد حد، وقد لاقت قبولا عند الناس وتعاطفا، مما يجعلها عرضة للاستنساخ وقابلة للتعميم والتضاعف.
هذا الحراك سيجعل الدولة امام مفاجأة مربكة لم تكن بالحسبان، واحسب ان الرزاز لا يملك حلولا، وعندها ستنكشف كثير من العورات الاقتصادية للحكومة.
ببساطة، بدأ الاحتجاج المطلبي في الاردني، ليعبر عن منطقية نتائجية للاوضاع الاقتصادية للمجتمع، لعل كرة ثلج «مسير الاقدام» ستكون اول الامتحانات المطلبية التي ستواجهها حكومة الرزاز.
رئيس الحكومة، وعد في خطته للعام 2019، بتوفير 30 الف فرصة عمل، اين هي، وهل يمكن ان تسعفه امام تسونامي مطالب المتعطلين عن العمل، ام هي وهم ومجرد ذر للرماد في العيون؟
الدولة بالمقابل، لا تبدو قادرة على تشغيل المزيد من المواطنين في اجهزتها، حتى الجيش والامن والدرك، لن يكون بمقدورهم فتح الابواب لآخرين، ففاتورة الرواتب بلغت الحلقوم.
ولعلنا ندفع ثمن بيع مؤسساتنا الانتاجية التي كان بمقدورها ان تخفف من الضغط، وكذلك ندفع ثمن تشوهات البنية الاقتصادية والتعليمية التي اهملت المهني لحساب الاكاديمي.
ماذا ستقول الحكومة للشباب المتعطل عن العمل، كيف ستجمع بين شرهها بفرض الضرائب، وبين مطالب الشباب؟ وهل تدرك الحكومة ان «الاحتجاج المطلبي» لم يبدأ بعد، وانه اكثر ايلاما؟. السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012