أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


القدس..تستذكر محبيها

بقلم : كمال زكارنة
22-02-2019 04:32 AM

مع صبيحة كل جمعة، كانت القدس على موعد مع محبيها وزوارها،الذين يحرصون على اداء صلاة الجمعة جماعة في اقصاها المبارك،حيث تتدفق الحافلات من الشمال والجنوب والوسط، تحمل مئات الالاف من المواطنين الفلسطينيين الذين لا ينامون تلك الليلة، وهم بانتظار بزوغ الفجر للتوجه الى مهوى افئدتهم قدس الاقداس، ومنهم من كانوا يهيمون في الجبال والسهول والوديان وسط الظلام باحثين عن طرق سرية توصلهم الى المسجد الاقصى المبارك، لأداء الصلاة فيه والتواجد في ساحاته وفي ازقة وحواري واحياء القدس القديمة، متحدين سلطات الاحتلال الصهيوني، مؤكدين انها قدسهم وعاصمتهم ومدينتهم المقدسة، مهما بلغت وحشية الاحتلال وآلة قمعه.
في الاشهر الاخيرة تراجعت اعداد الحشود الشعبية القادمة الى القدس بفعل سياسة وممارسات الاحتلال العنصرية التي تمنع المصلين من الوصول الى الاقصى وممارسة ابسط حقوق الانسان وهي اداء شعائرهم الدينية، فقد نصبت سلطات الاحتلال الصهيوني الحواجز العسكرية والامنية على مداخل القدس من جميع الاتجاهات، وحددت اعداد المواطنين المسوح لهم بالدخول واعمارهم وجنسهم، وقمعت الحريات الدينية والانسانية، وصادرت حقوق المواطنين الفلسطينيين في العبادة، وفرضت في القدس واقعا جديدا، وتجرأت على المسجد الاقصى وقسّمته زمانيا ومكانيا، وهي تقوم بالتدريج بعملية تهويد ممنهجة ومنظمة للمقدسات واماكن العبادة والبلدة القديمة في القدس المحتلة.
امام هذا الواقع الصعب، يتصدى الاردن وفلسطين للممارسات الاحتلالية سياسيا ودبلوماسيا وقانونيا، وعلى الارض في المدينة المحتلة، من اجل حمايتها من غول التهويد الاستيطاني، وافشال المخططات الاحتلالية الهادفة الى ابتلاعها واغراقها بالمستوطنات والمستوطنين.
ويعتبر تشكيل المجلس الاسلامي المقدسي التابع لدائرة الاوقاف الاسلامية في القدس اخيرا، احدى وسائل الدفاع عن القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية فيها، والتصدي لسياسات الاحتلال الصهيوني في المدينة المقدسة، والتأكيد على الحق العربي الاسلامي الفلسطيني بمدينة القدس على امتداد التاريخ والحاضر والمستقل.
التصدي الاردني الفلسطيني المشترك لمشاريع الاحتلال ومخططاته التهويدية في مدينة القدس المحتلة، يضع الامتين العربية والاسلامية والمجتمع الدولي امام مسؤولياتهم تجاه القدس، ويجبر الاحتلال على تغيير نهجه العدواني وغطرسته والامتثال الى القوانين والاعراف الدولية.
القدس تنادي اهلها الغيارى، وتدعوهم لملء ساحاتها وازقتها وشوراعها من جديد، بعد ان يفيض بهم الاقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة؛ لان كل قدم فلسطينية تطأ ارض القدس تقلع قدما احتلالية صهيونية منها، وتدحرها بعيدا عن الاقصى، فلا يطيب للقدس الا اهلها وابناء شعبها وروادها ومحبيها في كل مكان.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012