أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون الملك في وداع أمير الكويت لدى مغادرته عمان - صور هي حرب إسرائيلية أميركية...السيناتور الامريكي ساندرز : إسرائيل تهدف للقضاء على الفلسطينيين لا حماس بدء صدور نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - أسماء وتحديث الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح 420 مستعمرًا يقتحمون المسجد الأقصى اليوم 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الدوريات الخارجية: اغلاقات كلية وجزئية للطريق الصحراوي اليوم الحكومة: أجهزة متطورة للحماية من الهجمات السيبرانية لـ60 مؤسسة حكومية
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


هل نعيش كمواطنين «متلازمة ستوكهولم»!

بقلم : علي سعادة
24-02-2019 05:48 AM

هذه المقالة تحمل مغزى سياسيا ينسحب على المواطن العربي من المحيط إلى الخليج، وهي مقالة تتحدث عن المواطن العربي بوصفه شخصا نصف وطني ونصفه الآخر أحجية أو لغز.
ويمكن ملاحظة تأثير «متلازمة ستوكهولم» على المواطن العربي بشكل مباشر في الأنظمة غير الديمقراطية، وهي كثيرة على أية حال في عالمنا العربي، ومن صفاتها المشتركة أنها لا تملك سلطة شرعية سواء شعبية أم انتخابية أم حتى بالتوافق ورضى الطرفين، فتصبح وسيلة الحكم القمعية والدموية ضاغطة على أفراد المجتمع بشكل متعب ومؤذ، ومع الوقت يطور خلالها الأفراد (المواطنون، الشعب، الرعية) علاقة خوف من نظام الحكم وأدواته، فيصبح المجتمع ضحية النظام (تريد أن تتعايش معه بأي وسيلة)، ولأن النظام أذكى من الجميع فهو يدرك هذه الحالة ومع الوقت يتقن لعبة ابتزاز الشعب وتخويفه.
هنا يعتاد الشعب على القمع والذل لدرجة تجعله يخشى من التغيير حتى وإن كان للأفضل، ويظل يدافع عن النظام ويذكر محاسنه القليلة جدا، وأهميته في استقرار الدولة دون الالتفات إلى مظاهر القمع والفساد الظاهرة للجميع.
«متلازمة ستوكهولم» بحسب مصادر عدة، وهي متوفرة على الشبكة العنكبوتية، هي ظاهرة نفسية تصيب الفرد عندما يتعاطف أو يتعاون مع عدوه أو من أساء إليه، بشكل من الأشكال، أو يظهر بعض علامات الولاء له مثل أن يتعاطف المخطوف مع المُختَطِف.
وأطلق اسم «متلازمة ستوكهولم» على حادثة وقعت في العاصمة السويدية ستوكهولم حين سطا مجموعة من اللصوص على بنك في عام 1973، واتخذوا بعضا من موظفي البنك رهائن لمدة ستة أيام، خلال تلك الفترة بدأ الرهائن يرتبطون عاطفيا مع الجناة، حتى إنهم قاموا بالدفاع عن الخاطفين بعد انتهاء الأزمة وجمع الأموال لهم.
تسمية هذه الحالة كان من قبل نيلز بيجيروت، المختص بعلم الجرائم والأمراض النفسية، حيث كان مستشارا نفسيا للشرطة وقت وقوع الحادث، واشتهرت هذه التسمية عالميا بعد هذه الحادثة.
في هذه الحالة تظهر فيها الرهينة أو الضحية التعاطف والانسجام والمشاعر الإيجابية تجاه الخاطف أو الآسر، تصل لدرجة الدفاع عنه والتضامن معه. هذه المشاعر تعتبر بشكل عام غير منطقية ولا عقلانية في ضوء الخطر والمجازفة التي تتحملها الضحية، إذ إن الضحية تفهم بشكل خاطئ عدم الإساءة من قبل المعتدي وكأنه نوع من الفضل والطيبة والرحمة.
ويمكن اعتبار «متلازمة ستوكهولم» كنوع من الارتباط الذي له علاقة بالصدمة، ولا يتطلب بالضرورة وجود حالة خطف، فهو ترابط عاطفي قوي يتكون بين شخصين أحدهما يضايق ويعتدي ويهدد ويضرب ويخيف الآخر بشكل متقطع ومتناوب.
إحدى الفرضيات التي تفسر هذا السلوك، تفترض أن هذا الارتباط هو استجابة الفرد للصدمة وتحوله لضحية، والتضامن مع المعتدي هو إحدى الطرق للدفاع عن الذات، وحين تؤمن الضحية بنفس أفكار وقيم المعتدي فإن هذه الأفكار والتصرفات لن تعتبرها الضحية تهديدا أو تخويفا.
تفسير «متلازمة ستوكهولم» طبقا لـعلم النفس التطوري يفسر التعاطف والارتباط مع الخاطف بأنه حل لمشكلة تعايش الضحية مع وضع تكون فيه مسلوبة الإرادة ومغلوبة على أمرها للحفاظ على حياتها وبقائها.
وما زالت هناك أنواع من العلاقات في الوقت الحاضر تحمل بعض السمات النفسية للارتباط مع الخاطف أو الآسر مثل متلازمة الزوجة المتعرضة للضرب والإساءة، والعلاقة خلال التدريبات العسكرية الأولية، وضمن الأخويات أو نوادي الرجال، وكذلك في بعض الممارسات الجنسية كالسادية والماسوشية وبعض حالات الاغتصاب والعقاب.
ويمكن ملاحظة وجود بعض مميزات «متلازمة ستوكهولم» لدى ضحايا العنف في المواقف التالية:
المشاعر الايجابية للضحية كالحب والشفقة تجاه المعتدي المتحكم، والمشاعر السلبية للضحية كالبغض تجاه من يحاول تخليصها، ووجود سلوك مساند من قبل الضحية لمساعدة المعتدي، وأحيانا عدم رغبة الضحية بالخلاص من المعتدي.
إن علاج هذه المتلازمة يتطلب جهودا كبيرة من المعالجة السلوكية، والجلسات المستمرة التي تهدف إلى تعديل الفكرة عند الضحية، وكتابة التجربة القاسية بطريقة مختلفة من أجل تغيير صورة المعتدي في ذهن الضحية من كونه شخصا منقذا وطيبا وإنسانيا إلى حقيقة أنه شخص معتد ومعتصب وقمعي.
بعد هذا العرض والتحليل الرقمي والافتراضي، ترى عزيزي المواطن هل تشعر بأنك واقع ضمن «متلازمة ستوكهولم»، اقتصايا أو سياسيا أو اجتماعيا أو بأي جانب آخر من جوانب الحياة، هل تجد نفسك تقنع نفسك أحيانا وتبرر وتدافع عن المعتدي عليك فقط لمجرد أنك لا تريد الاصطدام به وأنك عاجز أمامه فتصبح حياتك مرتبطة له؟!
لا تحاول الإجابة لأن عليك أن تعرف أين الفخ في هذا المقال؟السبيل

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
24-02-2019 10:46 PM

نعم الشعب ن مصاب بهذه المتلازمة كما وصفتها والتي زرعتها الحكومات المتوارثة والمتوارثة والمتعاقبة في المواطنين وعلى مدى عقود للتعاطف معها والتغاضي عن اخفاقاتها الاقتصادية واسرافها وهدرها للمقدرات والمكتسبات وهي لا تقل عن الحروب ويستغرق الشفاء منها لعقود اخرى !!!

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012