أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


حامد العبادي يكتب : صحفي يتذكر "8 ": الحسين مع الأسد في دمشق ..اسأل "دولة أبو سمير "!

بقلم : حامد العبادي
27-02-2019 11:38 PM

قرر وزير الاعلام الدكتور هاني الخصاونة بناء على تنسيب مدير عام وكالة الانباء الأردنية علي الصفدي في 16 / 6 / 1988 نقل ثلاثة صحفيين من المركز ليكونوا مراسلين للوكالة في 3 عواصم عربية
ابتداء من 1 / 8 / 1988 كما يلي :
طارق خوري الى القاهرة
حامد العبادي الى دمشق
عيسى الشوابكة الى بغداد
حاول مسؤول حكومي بالاعلام لخلافات سابقة بيني وبينه ان يغير ايفادي الى بغداد الا ان الوزير المحترم معالي الدكتور هاني الحصاونة رفض فكرة هذا المسؤول باعتباري خريج جامعة دمشق مما يساعدني على أداء رسالتي الاعلامية بشكل افضل من غيري .
غادرت عمان يوم 31 / 7 / 1988 بسيارتي الداشيا الى دمشق لأباشر مهامي اعتبارا من 1 / 8 / 1988 .
في اليوم التالي لوصولي ذهبت الى الوكالة العربية السورية للانباء 'سانا ' في حي البرامكة والتقيت الزميل المدير العام الدكتور صابر فلحوط الذي رحب بي وأبدى كل تعاون في مجال تمكيني من اداء رسالتي الاعلامية ..حيث مقر عملي في مكتب بالاشتراك مع وكالة الانباء الكويتية ' كونا ' ضمن حرم الوكالة العربية السورية للانباء ' سانا ' ، المكتب مقدم مجانا من ' سانا ' فقط لا ندفع سوى فاتورة المكالمات الخارجية .
في اليوم الثامن لمباشرة عملي تلقيت اتصالا هاتفيا من الزميل عبدالله العتوم مدير المندوبين في الوكالة يبلغني ان جلالة الملك الحسين' رحمه الله ' توجه الى دمشق ، ونعرف ان الطيران من عمان الى دمشق مابين 20 و30 دقيقة ،سارعت للاتصال بالمستشار الصحفي للرئيس السوري حافظ الأسد ' رحمه الله ' جبران كورية عرفته بنفسي فدعاني الى قصر الرئاسة في المهاجرين .
استقليت سيارتي ' الداشيا' وتوجهت الى القصر فوصلت مع وصول موكب الحسين والأسد ، دخل الجميع القاعة ودخلت معهم بوجود الاعلام السوري وسحلت ملاحظاتي عن الحضور .
جلس الزعيمان ،الى يمين الحسين جلس : زيد الرفاعي رئيس الوزراء وعدنان ابو عودة المستشار السياسي للملك وعلى يسار الأسد جلس عبدالحيم خدام ومحمد زهير مشارقة نائبا الرئيس ومحمود الزعبي رئيس مجلس الوزراء وفاروق الشرع وزير الخارجية.
بعد دقائق والتقاط الصور الفوتوغرافية والتلفزيونية خرج الجميع واصبحت القمة ثنائية ' الحسين والأسد ' .
سألني الاستاذ أبوعودة عن وجودي فقلت له لقد تم نقلي الى دمشق ،وسأل عن زميلي محمود الحوساني ' رحمه الله ' فابلغته انه نقل الى عمان .وقف الشرع وابوعودة ووقفت معهما حيث استذكرا بعضا من ذكرياتهما في جامعة دمشق .اما الرفاعي فجلس مع خدام في قاعة اخرى مفتوحة وكانا يتحدثان معا .؟
بعد ذهاب الشرع وقفت مع الاستاذ ابو عودة وسألته :هل من توجيه معين للخبر .رد : اسأل دولة ابو سمير .
اجبته : لكنه مجتمع مع خدام .رد : ما فيه مشكلة اسأله وغادر .
طبعا لست ساذجا حتى اقع في هذا المطب القاتل كصحفي احترم نفسي ومهنتي ،صعدت الى الطابق العلوي حيث المستشار الصحفي كورية وأخذت الخبر منه مع قيامي بأردنة الخبر ، ومن مكتب كورية اتصلت مع 'الوكالة ' في عمان وأمليت عليهم الخبر .
وعدت الى جوار قاعة الاجتماعات وبعد نصف ساعة شاهدني الاستاذ ابو عودة وسألني : هل سألت دولة أبو سمير ,.أجبته :لا . رد : لماذا . اجبته : تصرفت لوحدي .
لو وقعت في هذا المطب لكان قرار الرئيس الرفاعي سحبي من دمشق ولم يمر سوى 8 ايام على نقلي للعاصمة السورية ،لكن ادعي انني صحفي مهني باعتراف زملائي الذين تشرفت بالعمل معهم سواء كانوا مديرين عامين او رؤساء تحرير او محررين او مراسلين صحفيين وسجلي يشهد بذلك .
اما السبب الرئيس لسؤالي لمعالي الاستاذ ابو عوده الذي احترمه فكونه مستشارا سياسيا ووزير اعلام سابق يعرفني عندما كنت اغطي اخبار رئاسة الوزراء لسنوات ..لان العلاقات الاردنية السورية لم تكن على مايرام لسنوات على خلفية الموقفين المتناقضين من الحرب العراقية الايرانية التي انتهت في ذات اليوم '8 / 8 / 1988' ولا ننسى الاحداث ' التفجيرات ' في سوريا مابين 1978 و1982 واتهام سوريا لحكومتنا بدعم جماعة الاخوان المسلمين السوريين ، وتغيبت سوريا عن قمة عمان الاقتصادية في خريف 1980 ،ووصل الامر الى حشد البلدين الجارين جيشيهما على الحدود وكادت تنشب الحرب لولا فضل الله وتدخل الامير عبدالله بن عبدالعزيز ' الملك لاحقا ' رحمه الله اذ توسط بين البلدين مما حال دون وقوع الحرب .وصدرت فيما بعد رسالة من الحسين يلقي فيها باللائمة على الحكومة فيما يخص اتهام دمشق لنا بمؤازرة الاخوان السوريين.وحضر الرئيس الاسد فيما بعد قمة الوفاق والاتفاق في عمان تشرين الثاني 1987 .
بعد انتهاء المياحثات توجه الزعيمان الى مطار المزة حيث ودع الاسد الحسين ..وفي طريق عودتي من المطار بسيارتي الخاصة كان يجلس بجانبي زميل من ' سانا ' تفاجات بأن موكب الرئيس الأسد على يساري وحركة السير لا تتوقف ..أي أن الموكب يسير بشكل عادي وسط حركة سير كثيفة .سألت زميلي فأجاب : هي تعليمات الرئيس بعدم عرقلة حركة السير وان كان موكبه .
لا أنسى عندما وصلت دمشق لمباشرة عملي استقبلني الزميل المرحوم طلال ابو هزيم ' ابو ايهاب ' الذي كنت واياه نتشارك في المكتب واحتفى بي هذا الزميل الكريم وعلاقتي به تعود الى عملنا معا في ' بترا ' قبل ان يستقيل منها ويلتحق بوكالة الانباء الكويتية .
وبدأت ابحث عن منزل لاحضر اسرتي من عمان وساعدني الزميل الصديق د .توفيق عنداني في العثور على شقة قرب ملعب العباسيين تعود للسيد عودة قسيس امين عام اتحاد العمال عضو مجلس الشعب السوري .
وخلال البحث عن شقة وفي عمارة بأحد احياء دمشق لم نجد المطلوب قال لي الزميل عنداني قبل خروجنا من العمارة هذه شقة تحمل اسم المرحوم ' رياض سفلو ' رحمه الله زوج الزميلة الاعلامية المعروفة ' عزة الشرع ' متعها الله بموفور الصحة والعافية .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
28-02-2019 12:22 PM

نعتذر

2) تعليق بواسطة :
28-02-2019 12:50 PM

واضح ان الاستاذ الكاتب توثيقي متميز
وليس فقط قوة ذاكرة
ممتع قراءة ما يكتبه

رد من المحرر:
شكرا أخي المحترم .. أعتز بشهادتك ..تحياتي

3) تعليق بواسطة :
28-02-2019 06:55 PM

ارشيف وذاكرة وتوثيق حقا متميز للاستاذ حامد

رد من المحرر:
شكرا ..زميلي وصديقي في مهنة المتاعب ..تحياتي واحترامي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012