أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون الملك في وداع أمير الكويت لدى مغادرته عمان - صور هي حرب إسرائيلية أميركية...السيناتور الامريكي ساندرز : إسرائيل تهدف للقضاء على الفلسطينيين لا حماس بدء صدور نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - أسماء وتحديث الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح 420 مستعمرًا يقتحمون المسجد الأقصى اليوم 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الدوريات الخارجية: اغلاقات كلية وجزئية للطريق الصحراوي اليوم الحكومة: أجهزة متطورة للحماية من الهجمات السيبرانية لـ60 مؤسسة حكومية انخفاض أعداد الزوار الأجانب إلى الأردن 10% خلال الربع الأول من العام الحالي الحكومة: تأخر تجهيز وثائق عطاءات مشاريع ذكية مرورية 5 إصابات بتصادم مركبتين على طريق الـ100 طقس جاف وحار اليوم وغدًا
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


عمان تغرق مُجدداً

بقلم : د. محمد طالب عبيدات
04-03-2019 04:53 AM

وتعاود عمان العاصمة أن تشهد موجة فيضانات وغرق جديدة، وما من موسم مطري شديد يمر سنوياً إلّا ونشهد فيه غرقاً وخراباً للبنى التحتية في العاصمة عمّان –وبالطبع مثلها معظم المدن الرئيسة-، وهذا مؤشر على عدم جودة الكثير من عناصر البنى التحتية كنتيجة لمسببات كثيرة، لكن المهم أن المسلسل ذاته يتكرر سنوياً ونحن نراوح مكاننا، والمبررات ذاتها ولا أحد يعترف بالتقصير بتاتاً، ولذلك فإنّا بتنا بحاجة لمساءلة كل مقصّر في هذا الصدد على سبيل التصويب.
الحلقات المتجددة من مسلسل الغرق السنوي تعود إلى مسببات كثيرة تتلخص في: ضعف جودة البنى التحتية وتصريف المياه السطحية وعدم إستيعابها لتدفق المياه كنتيجة لشدّتها ونقص إستيعاب العبارات والمناهل لذلك، وضعف التصميم الهندسي لغايات تصريف المياه، وسوء الإدارة المتمثّل في تراكم الأتربة والمخلفات الصلبة التي تُغلق المناهل وعدم تنظيف العبارات والمناهل مبكراً من خلال الصيانة الروتينية، وخلل فني في المضخات الساقطة، وأسباب بعيدة المدى كالإحتباس الحراري والتغير المناخي، وأسباب أخرى.
مع الأسف بدأ الناس يشعرون بأن أمطار الخير أصبحت إلى جانب أنها نعمة للناس والنبات والحيوان فهي نقمة على البنى التحتية والتي لا تصمد أمام شدّة مطرية ليست بالقصوى ولا تتعدّى كميتها مئة ملم خلال اليوم الواحد، إذ كان تجمّع وجريان وإرتفاع منسوب المياه في وسط البلد بعمّان وبعض المناطق والمدن الأخرى هذه المرّة كبيراً لدرجة أن المياه داهمت الأسواق والبيوت وأتلفت البضائع وخرّبت بعض الطرقات وتشقّقت بعض الأبنية، مما يؤشر على رداءة جودة المنشأ وعدم تحمّله لكميات المياه المتدفقة.
وحالة الطوارئ القصوى التي تم الإعلان عنها لم تشفع للأمانة البتّة إذ أن جهوزيتها في القوى البشرية والآليات على ما يبدو ليست بالمستوى المطلوب، والمسألة ليست بالكفاءة التي لا نشكّ بها لكنها على ما يبدو بالإدارة وقلّة الصيانة الروتينية وغيرها.
ولهذا فإننا نحتاج لزيادة الجرعة التنسيقية المسبقة والتكاملية بين الجهات الحكومية كافة على الأرض لتطبيق إستراتيجيات الطوارئ فيها وخصوصاً «خلية إدارة الأزمات الخدماتية» وتتحمّل الحكومة كل ذلك، بالرغم من الجهود المبذولة من مركز إدارة الأزمات والتي تابعها صاحب السمو الملكي نائب جلالة الملك، كما نحتاج للمساءلة ولفتح تحقيق موسع للوقوف على الأسباب الحقيقية للمشكلة وتحديد المسؤوليات ومحاسبة المقصرين والتأشير للدروس المستفادة وإيجاد الحلول الناجعة درءاً لتكرار الحلقة التالية من المسلسل السنوي في الأعوام القادمة.
المواطن العادي يلحظ الاستهتار والتقصير الواضح من قبل بعض المسؤولين وحان الوقت للمساءلة وبأثر رجعي ولتغييرات جذرية في بعض وجوه الصف الأول في بعض المواقع، فالوطن لم يعد ساحة تجارب ولا نمتلك ترف الوقت.
وفي الوقت الذي يبذل فيه جلالة الملك جهوداً جبّارة في مؤتمر لندن لجلب الإستثمارات لتقديم الخدمة النوعية للمواطن وتوفير لقمة العيش والتشغيل المناسب للشباب ودعم البنى التحتية، لأن المواطن الأردني يستحق الخدمات المثلى، فإننا بالمقابل نلحظ التقصير الواضح عند مسؤولي البنى التحتية في المدن الرئيسة، ولذلك فإننا نتطلع لإصلاحات جذرية على الأرض وتحديداً محاسبة المقصرين وتكاملية في العمل وفعالية أكثر في الأداء.
شكراً من القلب «لفزعة» نشامى الدفاع المدني والأمن العام والدرك و»عمّال» أمانة عمّان والأشغال والمواطنين الشرفاء وشركات الخدمات في القطاعين العام والخاص وكل من وقف في خندق الوطن.
وأخيراً، فإن مسلسل الغرق السنوي لعمّان يتكرر، ومطلوب أن نرى المواطنة الصالحة على الأرض لكل أردني مسؤول أو مواطن شريف في ظروف جوية كهذه، ومطلوب محاسبة المقصرين وخصوصاً أن هنالك هنالك أرواح مهددة بالفيضانات وتُجّار تخسر بضائعها ورزقها، ومطلوب حلول ناجعة لهذا المسلسل السنوي من الغرق، ومطلوب البناء على التكاملية بين القطاعين العام والخاص للصالح العام في إدارة الأزمات، ومطلوب وقف بعض السلوكيات السلبية لبعض المواطنين إبّان الأزمات.
*وزير الأشغال العامة والإسكان الأسبق

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
04-03-2019 06:32 AM

ماذا يستطيع المواطن الشريف ان يفعل إزاء مواصفات غير مدروسة لعبارات ومناهل تصريف المياه، او عدم التقيد بالمواصفات المدروسة ؟؟؟

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012