أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


طواقم حكم سياسية , هي الحل . ..بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
11-03-2019 04:14 AM

لقد مللت الكتابة في هذا الأمر لكثرة ما كتبت فيه , وهاجسي والله يشهد , هو خروج الأردن من محنه السياسية والإقتصادية والإجتماعية , ولا شيء غير ذلك , خاصة ونحن ومنذ عقد ' جحيم ' عربي مستمر , نعاني مر المر, ونقترب كل يوم مما هو أخطر وأصعب ! .

طواقم الحكم السياسية , ليست بدعة أردنية مثلا , بل هي قاعدة عالمية تعارفت عليها البشرية كلها ومنذ قرون عدة وبالذات , دول العالم المتحضر التي أحرزت سبق التقدم والقوة في كل ميدان , فصارت دولا دائنة لا مدينة , منتجة لا مستهلكة , مصدرة لا مستوردة , غنية لا فقيرة , آمنة مستقرة لا خائفة تتحسب لكل طاريء , حرة مستقلة لا مرغمة على تبعية , متحللة من سائر معضلات الفقر والبطالة والعطالة , لا رهينة لها ولما تفرز من مشكلات , كلمتها مسموعة ورأيها مقدر , ولا تخشى نوائب الدهر وغدر الأيام , فهي محصنة بمطعوم سياسي فاعل وفعال يقيها كل شر وكل شرير طامح أو طامع ! .

ننصح ونطالب بتغيير جوهري في النهج صوب حكومات سياسية , ومجالس أعيان ونواب سياسية , ومجالس حكم محلي سياسية , ومحافظين سياسيين , وسفراء سياسيين , ومراكز قيادة سياسية في كل شأن , فنحن نرى في طواقم كهذه ذات خبرات وخلفيات وتجارب ثرية مدنية وعسكرية وتربوية وثقافية وأكاديمية وحزبية وإجتماعية ونقابية وحتى إقتصادية وإدارية , جماعات وفرقا وطنية إمتلكت سمة البعد السياسي وخصالها بحكم الخبرة في ميادينها , وصارت ذات ذهنيات سياسية تعي تماما أنها تعمل من أجل دولة ووطن وشعب , لا من أجل شركة أو قطاع أو عمل خاص محدود ومحدد في جوهره ومضمونه .

الطواقم السياسية المعروفة والمعرفة مجتمعيا بقدراتها وكفاءاتها ونزاهاتها وإخلاصها وأهليتها للإبداع وإجتراح الأفكار الكبرى النافعة , بعيدا عن كل مثالب الإقصاء والتهميش والمحاصصة والمحسوبيات والتفكير السطحي الهامشي الصغير , هي الأقدر على إنتشال البلد من مشكلاته ومعضلاته وما يتهدده من مخاطر إقليمية ودولية ومحلية , مثلما هي الأقدر على إنتزاع ثقة الناس بدولتهم وبرجالها, وضمان تفاعلهم الإيجابي مع قراراتها ومواقفها وإجراءاتها حتى لو كانت صعبة وقاسية ! .

لم يعد مقبولا ولا حتى مستساغا , أن نسكت جميعنا عن خطر أهتزاز منسوب الثقة بين شعبنا ودولتنا وبوضوح , وفي زمن جد مرعب وصعب !. فماذا يعني مثلا أن يندفع الناشطون وغير الناشطين من شعبنا , نحو فضاء التواصل الإعلامي الهائل , مناشدين دولة أجنبية صديقة وليس دولتنا, لرفض قرار حكومتنا بتعيين سيدة فاضلة في منصب سفيرة لدى تلك الدولة !! , أليست هذه سابقة خطيرة يمكن أن يتسع مداها لما هو أبعد وأخطر وأهم , أم ماذا !! . عندما يبدأ شعبنا بإستجداء تحقيق مراده من حكومات وأجهزة حكم أجنبية , فإن علينا أن نتلمس رؤوسنا ونفكر مليا في الأسباب والمبررات ونسارع في البحث عن حلول , ولست أرى سوى التحول نحو طواقم حكم سسياسية , أي حل . والله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012