أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الملك ... وترتيب البيت الداخلي ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
15-03-2019 01:51 AM

عاد جلالة الملك من زيارة مهمة جدا لواشنطن , إلتقى خلالها مختلف أركان الإدارة هناك , الخارجية والدفاع والمالية وقيادات الكونجرس بشقيه ومجموعة ' صفقة القرن , بإستثناء الرئيس ترمب .

من المؤكد أن لدى جلالته الآن , إنطباعات وإجابات واضحة حول ما بجعبة هؤلاء , حيال الصفقة ومجمل قضية فلسطين والقدس ومستقبل الأردن إزاءها , لا بل ومستقبل المنطقة كلها في إطار الصفقة الوشيك إعلان آخر وأهم فصولها بعد الإنتخابات الإسرائيلية الوشيكة هي الأخرى ! .
لا ندري هل جلالة الملك مرتاح لما سمع وما تلقى من إجابات ومعلومات أم لا ! , ولا ندري في المقابل , هل فعلت خبرة الملك وحكمته ما يجب أن تفعله في التأثير الإيجابي في مواقف إدارة ترمب المعلنة , والمنحازة وبالكلية إلى جانب ما تريده إسرائيل , أم أن تلك الإدارة ' راكبة رأسها ' وتعتقد أن بمقدورها تنفيذ صفقتها كاملة دون حساب للعواقب ومصالح ومصائر شعوب المنطقة! .

ما ندريه ونعرفه بين ثنايا هذه وتلك ونحن واثقون منه تماما , هو أن' الملك' وأكثر من سواه من قادة الشعوب , قادر وبإمتياز على الإستقواء بموقف شعبه كله بلا إستثناء .

ومبرر ثقتنا هذه , هو رفض الملك القوي والحكيم والعادل , لأية صفقة لا تكفل قيام دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية , مع حل عادل لقضية اللاجئين , وديمومة وإحترام الوصاية الأردنية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف, وفقا لما نصت عليه إتفاقية السلام الأردنية الإسرائيلية المحفوظة وثائقها لدى الأمم المتحدة .

للملك أن يتيقن وأيا كانت نتائج رحلته الأخيرة إلى واشنطن , من حقيقة أن الأردنيين, كل الأردنيين , قد يختلفون على كل شيء , على الحكومات والبرلمانات وسائر مستويات المسؤولية سياسيا إقتصاديا وإجتماعيا وحتى على لعبة كرة قدم !, لكنهم مجمعون تماما وكل الإجماع على ' العرش ' , وهم قد يختلفون من أجله لا عليه, إن ظهر بين الصفوف نفر له رأي آخر , تماما كما هو إجماعهم على الأردن ودونه الأرواح حقا وقد قدموها رخيصة من أجل الأردن والعرش كابرا عن كابر , وما زالوا هم هم على العهد باقون صامدون مصممون ! .

الأردن اليوم فقير مالا , يعاني بطالة مرهقة تنتج فقرا مرهقا , وفسادا مؤذيا يزكم الأنوف , فسادا آذى بلدنا وسمعته كثيرا , وشللية ومحسوبية وتداخلا في الصلاحيات بين هيئات ووزارات , وتدنيا واضحا في مستوى عيش السواد الأكبر من الأردنيين , وتشرذما حزبيا ينتج غيابا واضحا لدور حزبي وطني فاعل , وقانون إنتخاب هو محل نقد وخلاف , وتهميشا تنمويا غير خاف للمحافظات , تهميشا سينتج إن إستمر, هجرة كبرى صوب عمان , بحثا عن فرصة عمل ولقمة عيش , ومعضلات في النقل, والصحة لنقص في الكوادر , والتعليم المرهق ماديا, والبنية التحتية المتردية , وغلاء في الأسعار أمام تراجع في الدخول , وأهم من هذا , فقر مدقع في الماء إذ يصنف بلدنا ثالث أفقر بلد في العالم في توفر مصادر الماء , علما بأن الله يجود علينا وفي المعدل العام سنويا , ب 8 إلى 10 , مليار متر مكعب من ماء المطر , وتقتصر طاقة سدودنا الإستيعابية على 325 مليون متر مكعب فقط ! ! .

جلالة الملك : هناك نفر قليلون ولله الحمد , يسعون بأقلامهم وفيديوهاتهم ومقابل أجر وللأسف , على تعمد تشويه وإفساد علاقاتنا مع دول شقيقة محيطة بنا وما قصرت معنا عبر التاريخ , وأخص منهم دول الخليج العربي الشقيقة , فنراهم يتعمدون ودونما تقوى من الله , تضخيم أي تباين في وجهة نظر بين الأردن وأي من تلك الدول الشقيقة , وبالذات السعودية والإمارات , فبدلا من أن يسخر هؤلاء أقلامهم للخير وتقريب وجهات النظر , يوظفونها للشر وللقطيعة وتأزيم المواقف , وهم بهذا يرتزقون ولايضيرهم وصفهم بالمرتزقة , فلا للأردن ولا للدول الشقيقة ومصالح الأمة عندهم أدنى إعتبار ! .

جلالة الملك : لا علينا , فكل مرتزق على حساب الأمة وشعوبها وقضاياها , جزاؤه عند واحد أحد . وما أرغب كمواطن التأكيد عليه , هو أن البيت الأردني اليوم بحاجة إلى إعادة ترتيب وتحصين ضد المخاطر والتحديات والعاديات . وثق جلالتك أن شعبك الصادق الصدوق كله معك على هذا الدرب , وبالذات عندما يرى العدل والإصلاح وتقوية المسيرة وحشد الكل حولها وتوسيع المشاركة في صنع القرار وإختيار الكفاءات لإدارة شؤون الدولة , تأخذ طريقها الواثق وبلا تردد عبر وحدة وطنية حقيقية صلبة وعلى قلب رجل واحد .

جلالة الملك : ما خاب أبدا من على الله توكل , ثم بشعبه الواحد الموحد إستقوى , فلا قوة غير قوة الله جل جلاله , بمقدورها الوقوف في طريقه .. هما سنتان وأقل وتذهب إدارة نعرفها ومعها مخططها , ولن تعود بإذن الله , والشجاعة صبر ساعة ! , وتبقى فلسطين عربية فلسطينية والأردن عربي أردني , والقدس عربية إسلامية , بعونه تعالى .

عذرا جلالة الملك إن كنت قد جاوزت حدي , فترتيب البيت وهو الوطن , هو السد المنيع في وجه كل طاريء . والله يعلم أنني للخير أسعى وأجرى إن أصبت عنده وحده . وهو سبحانه من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012