أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


عبدالله الثاني .. أكثر من ملك ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
16-03-2019 11:50 PM


كل أردني مجرب حكيم , يعي تماما أن الملك الأردني الهاشمي , أكثر من ملك وأكبر من قائد دولة تقليدي , فكما كان الراحل الكبير الملك الحسين رحمه الله , رمزا لشعب وعنوانا لوطن , فالملك عبدالله الثاني أمد الله بعمره , يجسد الحالتين معا وبجدارة وإقتدار , ولكل منهما طريقته التي تفضي إلى ذات الهدف .

بدأ الملك عبدالله الثاني عهده بشبه تفرغ للشؤون الخارجية على وجاهة أهميتها , وإختار عدة حكومات أولاها شؤون الداخل آملا منها إصلاح الواقعين الإقتصادي والإجتماعي فضلا عن الشأن السياسي المحلي , وساند أفكارها ورؤاها وبلا حدود , علها تحقق المبتغى وفقا لنهج الإعتماد على الذات , فحقق بعضها شيئا وأخفق بعضها الآخر , وبالذات تلك الحكومات التي أراد الملك منها تحقيق شراكة قوية منتجة بين القطاعين العام والخاص من خلال نهج التخاصية الشهير .

مؤسف جدا أن بعض تلك الحكومات فهمت التخاصية على أنها بيع أصول الدولة وموجوداتها , ومن هنا بدأت معاناتنا داخليا , فبدلا من أن تفتح تلك الأصول والموارد العامة للإكتتاب العام المحلي والخارجي على طريقة الشراكة بين القطاعين العام والخاص , جرى البيع كاملا وفقدت خزينة الدولة مواردها التقليدية التاريخية , وإستعاضت عنها بجيوب مواطنين خاوية أصلا ! .

هنا شرع الملك بالعمل على جبهتين , الأولى خارجية ملتهبة بحروب لا ترحم عند حدودنا وبالقرب من تلابيب ثيابنا , ونجح وبإمتياز في مقاربة الحكمة والبراعة في مقاربة السياسة الخارجية , في إخراج المملكة من بين أنياب الذئاب كلها برغم غلو شراستها , ويظلم حظه كثيرا من لا يشهد لجلاله الملك بذلك الإنجاز الكبير , وعلى كل منظر متحذلق أن يتصور حالنا اليوم لولا هذا الإنجاز الملكي الأكثر من رائع ! .

أما على الجبهة الداخلية , فلم يتردد الملك في إقصاء كل حكومة قصرت وشكل بدلا منها لعل وعسى ! , لا بل وأسهم بمجهود كبير في بناء تعاون مع دول شقيقة وأخرى صديقة وفتح أبوابا كثيرة لهكذا تعاون وعهد للحكومات بالمتابعة .

إلا أن الظروف الإقليمية والدولية وتقاطع مصالح الدول من جهة , وتقاعس وتردد بعض حكوماتنا من جهة ثانية , وقفا حجر عثرة دون تحقيق ما يريد الملك تحقيقه , خاصة وأن الملك متشبث تماما بالثوابت التاريخية للمملكة ويرفض التنازل عن شيء منها , ولسببين إثنين , الأول حرصه على أن لا يسجل التاريخ أن المملكة الأردنية الهاشمية أخلت بثوابتها التاريخية , والثاني حرصه على أن لا يلحق بدولة أو دول عربية شقيقة أي قدر من أذى إن هو إستدار بالمملكة في إتجاه آخر ! .
هذا النهج الوطني القومي الإنساني الأخلاقي الذي يختطه الملك , يستحق أن يقدر عاليا وأن يثمن غاليا من جانب وطني أردني , ومن جانب قومي عربي , وحتى في بعده المثالي الدولي , لكن فوضى العالم اليوم , تجامل كثيرا وتمدح كثيرا وحسب , ولا تلتفت في المقابل كثيرا إلى ما يجب أن يقابل هذا النهج الملكي الأردني بما هو حري به من دعم ومؤازرة وتقدير .

في السياق , يخرج علينا نفر يدعون الحكمة من خارج حدود الوطن , بعضهم تنقصه الدراية بخفايا السياسة والأمور , وبعضهم ' راكبها ملط ' كما نقول , فينصحون ويتهمون وبعضهم يشهرون ويجرحون , ومنهم من يستقي معلوماته من مغردين إسرائيليين تمدهم أجهزة إستخبارية بما تريد أن يقولوا , وكله معلومات وإشاعات إستخبارية موجهة لها غاياتها الشريرة ضدنا وضد نظامنا السياسي ومصالح شعبنا لا بل وأمتنا كلها ! , ولا تخدم غير العدو .

ذلك شأن يطول شرحه والحديث فيه , وما يعنيني هنا هو قول فصل لا مراء ولا تملق ولا نفاق فيه , وهو أن الملك عبدالله الثاني , أكثر من ملك وقائد وطن , فهو سبط هاشمي لا يمكن وتحت أي ضغط أو ظرف كان , أن يتنكر لإرثه الهاشمي الوطني العربي الذي دفع آباؤه وأجداده ثمن الوفاء له والتشبث به , وهو فقط بحاجة إلى رجال رجال يلتفون حوله وحول المملكة , أيا كانت مواقعهم داخل السلطة أو خارجها , فهذا وطن في عين العاصفة , لا يصح ولا يجوز أن يعتقد رجاله أنهم بمنآى عن المسؤولية والمشاركة في حفظه من كل شر .

مرة ثانية , عبدالله الثاني أكثر من ملك , وهو صاحب رأي ورؤية وبعد نظر , ولو كان لي رأي كمواطن , لنصحت بإزالة كل جليد قد يكون يغطي علاقات المملكة بجوارها وبالذات دول الخليج العربية .. السعودية والإمارات ومصر وغيرها , وبمبادرة رائعة أردنية فحواها , أننا نحن الأردنيين أدرى وأخبر وبحكم تجارب السنين بكل مرارتها , بنوايا ومواقف ودهاء المحتل الإسرائيلي الذي لن يسلم من شره عربي , إن لم نتفاهم ونتوحد موقفا وكلمة ورأيا ورؤية في مواجهته .
خلاصة القول : ما نعرفه نحن المحتجين وأصحاب الرأي الآخر إنطلاقا من حرصنا على بلدنا وهويتنا وتاريخنا وقدسنا وفلسطيننا , لا يساوي واحدا بالألف مما يعرفه الملك , ويقينا فهو الأكثر حرصا منا جميعا , فلنوحد صفنا مع الوطن والملك بعيدا عن الهواجس والشكوك , والقرار هو في نهاية المطاف للشعوب لا لترمب وزمرته . والله من وراء القصد .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
لا يمكن اضافة تعليق جديد
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012