|
|
الوصاية الهاشمية .. تنتصر , ولا تحتضر ! . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
19-03-2019 12:07 PM
كنت وما زلت وسأبقى أقول , أن الكلام ' الكبير ' في مبانيه , وبالتالي في معانيه , لا يصدر إلا عن كبار قال فيهم الشاعر ,' وإذا ما كانت النفوس كبارا .. تعبت في حملها الأجساد ' . أما من كانوا غير ذلك , فالذنب ليس ذنبهم ربما إذ جبلت نفوسهم على غير ما وجب أن يكون , وهم لذلك خطاؤون كثيرا في التعبير وفي إنتقاء كلماتهم , ولهم العذر من كل كبير عاقل , وعليهم مقاربة كبر الكلام وفضائل الأقوال إن هم إستطاعوا, عل الله يقبلهم ويتقبلهم .
الكلام عن القدس الشريف ومقدساتها الإسلامية والمسيحية الأسيرة منذ أزيد من خمسين عاما حتى الآن , كلام كبير وفي إتجاهين : الأول مكانة القدس ومقدساتها لدى مئات ملايين العرب والمسلمين بإعتبارها موضع صلاة وسجود لهم , وبإعتبارها موضع معراج محمد صلى الله عليه وسلم إلى السموات العلا بأمر ربه سبحانه , والثاني هو كونها وصية لدى الهاشميين الكرام أحفاد محمد النبي الكريم منذ قبل الإحتلال الأول لفلسطين الحبيبة .
لم يقصر العرب الأردنيون الهاشميون ساسة وحكاما وجيشا ومجاهدين في الدفاع المستميت عن القدس ومقدساتها , وعن سائر فلسطين عبر التاريح وحتى يومنا هذا . وعلى أسوارها وباحات أقصاها وشوارعها وساحاتها , قدموا أرواحهم رخيصة كما لم يقدمها أحد غيرهم , وأجزم أن دماء الشهداء ما زالت تخضب ثراها وحجارتها الطهور .
وواصل القوم الأصائل بعد الإحتلال الغاشم رعاية وصيانة وإحترام مقدساتها بما تستحق , ولا أعرف أنا وكل منصف غيري يعرف الله ويتقيه , شعبا عربيا أو مسلما هب وعبر التاريخ لنجدة ونصرة شقيقه الشعب الفلسطيني , كما فعل ويفعل الأردنيون كابرا عن كابر , ولم يتحمل أحد مثل ما تحملوا وما زالوا من تبعات القضية ومخرجاتها ومؤامرات المستعمرين والغزاة والعملاء المجردين من كل خلق ودين وضمير ! .
أما اليوم وحيث يقال كلام غث يكدر الخواطر بأن الوصاية الهاشمية تحتضر وأن لا أحد مع شعب فلسطين , فهذا كلام صغير لا يعي معنى الوصاية وتاريخها وحتى قدسيتها وكرامتها , لا بل هو يبدو ومن غير قصد كمن يقول للصهاينة إمضوا في مخططكم , فالوصاية تحتضر وستنتهي قريبا ولا أحد يناصر شعب فلسطين ! .
وأما القول بأن هناك من ينافس أو يزاحم الهاشميين على الوصاية , فهو أيضا قول ساذج لا ينتج غير الفتنة بين الأشقاء , ويفتح الفرص رحبة أما الغزاة المحتلين للتذرع بهكذا تنافس وتزاحم لا وجود له , إلا في ذهنية ترمب ونتنياهو وعملائهم لإستخدامه ذريعة في السياق ذاته ! .
الوصاية الهاشمية نيابة عن مئات الملايين من مسلمين ومسيحيين , لم ولن تحتضر , لا بل ستنتصر بنصر من الله أولا , ثم عندما نلتف حولها أردنيين وفلسطينيين في الأردن وفلسطين , داعمين مناصرين رافضين لأي مساس بها مهما كان , ومحرضين لسائر أشقائنا العرب والمسلمين للخروج وبالملايين إلى الشوارع من المحيط إلى الخليج رافضين وبصدق لتهويد القدس ومقدساتها , والمساس بالوصاية الهاشمية على القدس ومقدساتها . يملك كل ' متخوف ' على المقدسات وعلى الوصاية الهاشمية , خاصة إن كان يغمز من قناة أشقاء عرب , أن يطمئن تماما , فلقد سمعت من مسؤولين عربا مطلعين , أن لا مساس بالوصاية الهاشمية من قريب أو بعيد , وأن ما يقال ليس سوى تمنيات صهيونية غرضها إثارة الفتة بين العرب خدمة لمخططهم الماكر .
فقط , مطلوب من السلطة الفلسطينية أن تسمح للشعب المناضل في الضفة وغزة بالتظاهر الإنتفاضي السلمي ضد ما يسمى صفقة قرن , ومطلوب من شعبنا الأردني وشعوبنا العربية كافة , أن تتظاهر وتعتصم سلميا للغاية ذاتها كي يسمع العالم الحر , أن الفلسطينيين والعرب والمسلمين وكافة , رافضون لصفقة ترمب وزمرته , وأن أي تطاول في تنفيذ فصولها , سيفجر العالم العربي والإسلامي برمته , وسيعيد القضية إلى مربعها الأول كما كانت عام 1948 , وأن ما يتوهمه ترمب سلام صفقة يشتريها بالمال , سيكون وبالا عليه وعلى المنطقة والعالم كله ' واللي حملها يسيرها ' . ختاما , الوصاية الهاشمية ليست وظيفة سياسية كما يتصورها بعض سذج ! , لا, الوصاية هي شرف ديني عظيم , وعلى كل عربي وعلى كل مسلم أن يصونه وبه يتشبث مهما كان الثمن , إثباتا لعروبته ولإسلامه ولإيمانه ولإنسانيته . وعنها سيجد ترمب وإدارته أنفسهم مرغمين على مراجعة حساباتهم , فما يرفضه طوفان الشعوب يستحيل تنفيذه وسينقلب ضد ما يريدون ويتوهمون . الله تعالى من وراء القصد .
يسلم قلمك ابو مازن/إنه زمن الرويبصه.
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|