أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
شهداء وجرحى في قصف الاحتلال المتواصل على قطاع غزة مباراة حاسمة للمنتخب الأولمبي أمام أندونيسيا بكأس آسيا غدا أبو السعود يحصد الميدالية الذهبية في الجولة الرابعة ببطولة كأس العالم سلطة إقليم البترا تطلق برنامج حوافز وتخفض تذاكر الدخول ارتفاع أسعار الذهب 60 قرشاً محلياً 186مقترضا من مؤسسة الإقراض الزراعي في الربع الأول من العام وزير الأشغال يعلن انطلاق العمل بمشروع تحسين وإعادة تأهيل طريق الحزام الدائري تراجع زوار المغطس 65.5% في الربع الأول من العام الحالي طقس دافئ في معظم المناطق وحار نسبيًا في الاغوار والعقبة حتى الثلاثاء وفيات السبت 20-4-2024 نتيجة ضربة جوية مجهولة المصدر : انفجار هائل في قاعدة عسكرية سستخدمها الحشد الشعبي حماس: ادعاء بلينكن أننا نعرقل وقف إطلاق النار انحياز لإسرائيل حماد والجعفري إلى نهائي الدوري العالمي للكاراتيه الحنيفات: القطاع الزراعي لم يتأثر بأزمة غزة وأسعار منتجات انخفضت التنمية تضبط متسولًا يمتلك سيارتين حديثتين وله دخل شهري 930 دينار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


عن المفرق: بعد إذن الاسلاميين طبعاً
27-12-2011 07:50 AM
كل الاردن -


alt

أحمد ابوخليل
حضرت قبل أشهر أول تحرك شعبي معارض يقام في المفرق, وقد وصلت قبل بدء التحرك بحوالي ساعة ثم أمضيت أكثر من ذلك بعد انتهائه, متسائلاً وسائلاً ومستمعاً لأحاديث الناس من المشاركين والخصوم والمتفرجين. وبعد ذلك بأسابيع حضرت جانباً من تحرك "سلحوب" ولكن هذه المرة أمضيت كل الوقت داخل القرية مع المتفرجين والخصوم.

أرى أن عليّ أن أقدم شهادتي لعل ذلك يكون مفيداً:

أولاً وخشية من إساءة الفهم, أبادر للقول أنني ضد الاعتداء على أي مجموعة تريد التعبير عن رأيها وموقفها, وضد الاعتداء اّلأخير حكماً, غير أن الأمر في المفرق وفي سلحوب له جوانب أخرى ينبغي على حزب كبير مثل الاسلاميين أن يأخذها بالاعتبار, لأن الأمر هنا يتصل بالناس أي بالجمهور وليس بالسلطة وأجهزتها.

فإذا كان من حق الحزب المعارض الكبير أن يمارس شتى أشكال الضغط والمناورة والتضخيم والدعاية واستغلال الفرص والظروف مع السلطة باعتبارها خصماً سياسياً, فإن التعامل مع الجمهور له أخلاقيات عمل مختلفة تماماً.

لقد رأيت في كل من المفرق وسلحوب أن قطاعاً واسعاً من الجمهور له موقف وفهم خاص لما يجري في البلد وفي منطقتهم. وفي سلحوب بالذات رأيت الناس, وخاصة الكبار منهم, محرجين من فكرة أن يُعتدى على "ضيوف" قريتهم, لكنهم كانوا يتمنون لو أن الضيوف ومضيفيهم تفهموا واستجابوا للرجاء بعدم عقد اللقاء, كانوا يقولون: إننا لا نعتب على "الجُهّال" بقدر عتبنا على منظمي الاجتماع وضيوفهم.

في المفرق, والحديث هنا عن التحرك السابق, وبمجرد خروج المصلين من المسجد, غادر الجمهور الى جهة أخرى, فيما التزم عشرات الشباب من دعاة المسيرة بمسيرتهم كما هو مخطط لها, بعد أن اعترضتهم مجموعة محدودة سرعان ما فرقها الأمن. ولكن النشطاء للأسف لم يستمعوا الى انطباعات الناس الآخرين من غير الخصوم, إن أكثر ما كان يؤلم بالنسبة لواحد مثلي يدعو الى ويؤيد التغيير والاصلاح (مع أني لا أحب هذه الكلمة الأخيرة بعد أن انتهكت بشدة), أن المشاركين في المسيرة افتقدوا الصلة مع كل الجمهور واعتبروه خصماً, وهو ما جعل كل مسيرتهم تتميز بالكثير من التشنج وانعدام الثقة بالمحيط, وتفرقوا مسرعين. وربما نقلوا الى تنظيماتهم أنهم حققوا إنجازاً, بينما هم في الواقع خسروا.

إن من واجب القوى السياسية أن تنتبه الى المحيط الذي تعمل فيه, وقد يكون الاسلاميون بعد حادثة المفرق الأخيرة, ابتهجوا بالكسب السياسي الذي حققوه كطرف معتدى عليه, ولكن ذلك صحيح في العاصمة فقط, بحكم منطق العمل السياسي في البلد, حيث لا مانع من استثمار الحدث. وكما أشرت قبل قليل فإن أخلاقيات العمل تجاه السلطة تتيح ذلك, لكن ما يؤلم أن هذا الكسب السياسي يأتي على حساب سمعة جمهور واسع من الأردنيين خارج العاصمة.

اسمحوا لي التذكير بحادثة أخرى جرت في المنطقة ذاتها, فقبل أشهر حاول الاسلاميون إقامة مهرجان للتضامن مع "الثورة" السورية في قرية "جابر" الحدودية, وحينها عقد أهالي المنطقة من بدو السرحان اجتماعاً رفضوا فيه عقد الاجتماع لأسباب ذكروها, ووقتها استجاب الاسلاميون ونقلوا مهرجانهم الى "تحت جسر المفرق", وتجنبوا الاحتكاك مع الناس, وهو الأمر الذي لو حصل لتشوهت صورة جمهور آخر من الأردنيين خارج العاصمة.

أيها الاخوة, هناك ما هو غير منطقي تماماً, فالمفرق (بما فيها البادية الشمالية) هي المحافظة التي تضم النسبة الأكبر من المتضررين من النهج الحكومي الاقتصادي والاجتماعي, بدليل أنها الأكثر فقراً على مستوى المحافظات, وفيها العدد الأكبر من جيوب الفقر, وهذا يعني افتراضاً أنها تضم الناس الأكثر استفادة من التغيير والاصلاح, ومن المحزن اليوم, وعلى ضوء سلوك دعاة الاصلاح, أن أهل تلك المحافظة المظلومة لم ينلهم منه إلا الاساءة... والله من وارء القصد.

ahmadabukhalil@hotmail.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012