أضف إلى المفضلة
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 18 نيسان/أبريل 2024


في ذكرى الكرامة ... نستذكر كيف كانت علاقة الاردنيين بدولتهم !

بقلم : عبدالله عبدالهادي الرحامنة
23-03-2019 10:15 AM

في ذكرى الكرامة...نتذكر قطاع الزراعة و المزارعين ودورهم في تغيير الموازين، نستذكر كيف كانت علاقة الأردنيين مع دولتهم.
منذ الصباح تمكن سلاح الجو المعادي من قطع خطوط الإمداد الرئيسة، فجاء دور المزارعين لينسجوا بعفويتهم خططا بديلة لإسناد قواتنا الباسلة وإمدادها بالمياه والطعام، وإيصال الذخائر حتى الخندق على طول الجبهة، وعمقها الشامخ بشموخ أهلها في سهول الأغوار ومرتفعات ناعور، عيرا ويرقا، السلط، عارضة عبّاد.
... جاء سيل الإمداد الشعبي خبزا من قمح مروجنا، وخضارا من 'سلة غذائنا الاردني' ، وحليبا ومشتقاته من قطعان ماشيتنا، انه الأمن الغذائي الركيزة والأساس لأمننا الوطني،كنا قد اعتنينا بالأرض فاعتنت بنا يومها أيما عناية، جادت علينا بثمار كانت القرى لصنّاع الكرامة، فيما كانت اشتال البندورة وأشجار الليمون سترا لهم وحماية.

... في يوم الكرامة كانت قواتنا الباسلة خارجة للتو من حرب خسرت فيها الكثير من عدتها، عتادها وعديدها، ولم تتمكن بعد من تعويض طلقة واحدة من خسائرها، كانت موازين القوى مختلّة لصالح العدو...ترى هل تعرّف صناع القرار اليوم الى اؤلئك 'صنّاع التغيير المفاجئ' في موازين القوى لصالح قواتنا يوم الكرامة؟

...صحيح ان موازين القوى ما كانت لتتغير لولا حكمة القيادة، وإرادة القتال لدى جنودنا وبسالتهم، ولا شك ايضا انه قد كان للإنسان الاردني دوره المتمم في هذا المجال بصموده في شتى الميادين والقطاعات وعلى رأسها قطاع الزراعة. يومها راى الاردنيون باللاتقنية الحل الامثل لمواجهة كل صنوف التقنية الغربية....هكذا كانت علاقة الأردنيين بدولتهم، التي ذكرتنا بها وزيرة التخطيط عبر تغريدتها الواعدة بإعادة البناء لهذه العلاقة!

.... في معركة الكرامة تجدون المؤشر و الدليل على أن قطاع الزراعة هو أحد أهم عناصر القوة للدولة، وأن ادارة هذا القطاع لا تصح بعقلية التجار وحسابات الربح والخسارة، فالتجار ليسوا معنيين بمفهوم'المجهود الحربي للدولة'، ومضامينه لا تدخل في حساباتهم.
....في ظروف السلم ايضا تعرفّت عن قرب ولمست من واقع التجربة العملية حقيقة وأهمية دور قطاع الزراعة و المزارعين الداعم لجنودنا البواسل لدى تنفيذهم للخطط والواجبات الامنية في شتى المواقع وخاصة الأمامية.
في ذكرى الكرامة مناسبة لتذكير صناع القرار بمدى أهمية هذا القطاع في رسم السياسة الدفاعية وبناء استراتيجياتنا العسكرية والامنية للدفاع عن أراضينا، فموازين القوى لازالت مختلة، لم تتغير وليست مرشحة للتغير في المدى المنظور.
جميل ان نحتفل بذكرى الكرامة، والأجمل ان نجعلها مناسبة لاستخلاص العبر والدروس من المعركة بمراحل سيرها ونتائجها، والأروع ان نحرص على الاستمرار بترجمتها على الأرض.
.....رحم الله شهداءنا الأبرار، رحم الله الشهيد وصفي التل فقد ادرك مبكرا ما يرمي اليه صندوق النقد الدولي، ولما كانت القيادة بالقدوة، كانت الأرض حبه والزراعة حكاية عشقه، وكان لقب 'الحراث' احب الألقاب اليه.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012