أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


دوافع ترمب في الجولان

بقلم : حازم عياد
24-03-2019 03:15 AM

لا يتوانى ترمب عن توظيف الخطاب اليميني الانجيلي المتطرف، كما لا يتوانى عن توظيف الصراع العربي الصهيوني في صراعاته الداخلية في الولايات المتحدة الامريكية، فهي مخرجه من الازمات وملاذه الدائم، كان آخر عمليات التوظيف الاعلان عبر موقع التواصل الاجتماعي «توتير» نيته الاعتراف بالسيادة الاسرائيلية على هضبة الجولان السورية المحتلة، خلافا لقرارات الشرعية الدولية والحقائق التاريخية، وحالة التوتر والتصعيد في المنطقة؛ اذ انه لا يعبأ بهذه الحسابات ما دام الهدف هو البحث عن مخرج من ازمته ومأزقه الداخلي.
إعلان ترافق مع زيارة وزير خارجيته مايك بومبيو الى الكيان الاسرائيلي الذي خالف الاعراف الدبلوماسية المتبعة في وزارة الخارجية الامريكية بزيارة «حائط البراق»، واطلق تصريحات تخلو من الدبلوماسية وتقترب من الخطاب الايدولوجي الديني الانجيلي المتطرف بالقول: «إن الرب أرسل ترمب لإنقاذ اليهود»، مضيفا ان امريكا لن تسمح بأن يسيطر النظام السوري وايران على هضبة الجولان؛ رسالة مزدوجة موجهة الى الداخل الامريكي والى الناخب الصهيوني في نفس الوقت.
الاعلان تزامن مع اقتراب موعد انتهاء تحقيقات مولر حول التدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، ومطالبة نانسي بلوسي زعيمة الاغلبية البرلمانية في الحزب الديمقراطية الى جانب تشاك شومر زعيم الاقلية الجمهورية وزير العدل بالإفصاح عن مضمون التحقيقات دون الكشف عن الاجراءات المراد اتباعها ضد ادارة ترمب والمقربين منه؛ فتسليم الملف لوزارة العدل سيقود ضمنا الى اجراءات قانونية ومحاكمات وتحقيقات من الممكن ان تمتد الى صهره جاريد كوشنير عراب صفقة القرن وابنه البكر.
ترمب وامام هذه الهواجس سعى الى توظيف الورقة الاهم لديه في هذا الصراع؛ اذ سيوقع على وثيقة الاعتراف الامريكي بضم الجولان للكيان الاسرائيلي بحضور نتيناهو الذي سيشارك بدوره في المؤتمر السنوي للايباك (اللوبي الصهيوني في امريكا) الاجتماع الذي اعلن 7 من المرشحين الديمقراطيين للرئاسة مقاطعته في حين اعلن المرشح الثامن عن عدم حضوره لتضارب مواعيد سابقة تعد الاولى من نوعها في امريكا.
ترمب يسعى الى توظيف اللوبي الصهيوني (الايباك) في صراعه الداخلي والضغط على وزير العدل والقيادات الديمقراطية والجمهورية لإعاقة الاجراءات الممكن اتباعها ضده او ضد اعضاء ادارته؛ اذ ستقود الى محاكمات وتحقيقات موسعة تشمل الرئيس نفسه من خلال الدفع نحو صدام مباشر بين اليمين الامريكي الانجيلي المتطرف والقوى المناهضة لإدارته خصوصا من التقدميين في الحزب الديمقراطي، كما انه يسعى للحصول على تعاطف اليمين الامريكي لحماية عراب صفقة القرن جاريد كوشينير.
الخطاب الذي قدمه بومبيو في المنطقة والاجراء المتبع من قبل الرئيس الامريكي تجاه الجولان لا يقتصر تأثيرها على الداخل الامريكي اذ سيكون لها تداعيات على الانتخابات النيابية في الكيان الاسرائيلي، والاهم تداعيات خطرة على الولايات المتحدة الامريكية في الساحة الدولية؛ اذ ستعزز عزلتها خصوصا في المؤسسات الدولية لمخالفة قرار ترمب الشرعية الدولية، امر عبر عنه الامين العام للأمم المتحدة غوتيرس برفض القرار الامريكي بضم الجولان، تبعه بيانات مماثلة من الاتحاد الاوروبي والجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي وعدد كبير من القوى الدولية على رأسها روسيا والصين وبريطانيا.
في السياق ذاته، فإن القرار الامريكي يحرج الحلفاء العرب خصوصا المندفعين نحو التطبيع مع الكيان الاسرائيلي والساعين للترويج لصفقة القرن باعتبارها مفتاحا لإنهاء الصراع العربي الصهيوني في المنطقة، ويترافق مع هذه التداعيات تصعيد كبير بين ايران والولايات المتحدة الامريكية يشمل العراق وسوريا ولبنان، موفرا فرصة ثمينة وثغرة مهمة في جدار الاستراتيجية الامريكية تتيح المجال لإطلاق حملة عسكرية وعمليات تصعيد متدرجة في الجولان المحتل مدعومة بموقف دولي مناهض للإجراءات الامريكية.
تسخين جبهة الجولان سيكون نتيجة طبيعية للقرار الامريكي المتخذ في اروقة البيت الابيض ليبدو القرار بأنه قرار خال من الحكمة ومتهور لا يبالي بتداعياته الدولية والاقليمية؛ فجل ما يريده ترمب الخروج من مأزقه الكبير في امريكا دون اهتمام بالشرعة الدولية او بمصالح حلفائه العرب من المتهافتين على التطبيع.
خطوة ترمب تخلو من الذكاء، وتفتح الباب لمزيد من التصعيد في المنطقة بشكل من الممكن ان يهدد صفقة القرن ذاتها وتاريخ اعلانها الجديد، كما تكشف عن حقيقة مفادها بأن صفقة القرن وكافة القرارات المتخذة من قبل ادارته ما هي الا ادوات في صراع محتدم داخل الولايات المتحدة الامريكية، لا تراعي مصالح الحلفاء ولا الاصدقاء ولا تهتم بالتداعيات الامنية والسياسية، فجل اهتمامه محكوم بهواجسه الداخلية.
حقائق متدفقة تكشف عن ثغرة كبيرة في السياسة الامريكية تتيح المجال لمواجهة السياسة الامريكية بنجاح لمن اراد فعل ذلك؛ فالاجراءات الامريكية توسع هامش المناورة لكل المتضررين من السياسة الامريكية في المنطقة، وتفتح لهم آفاقا جديدة لمواجهتها.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012