أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


"هدية " ترامب الانتخابية لنتنياهو ستلقى قريبا في سلة القمامة! .... علي سعادة

بقلم : علي سعادة
25-03-2019 11:27 PM

'هدية ' ترامب الانتخابية لنتنياهو ستلقى قريبا في سلة القمامة!
علي سعادة
لم يقم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأي مفاجأة أبدا، ولم يتصرف خارج السياق العام لشخصيته الانفعالية النزقة المتعالية، وجنون العظمة الذي يغلف جميع قراراته منذ أن تسلم الإدارة الأمريكية .
ما قام به يوم الاثنين بإعلانه اعتراف الولايات المتحدة 'بسيادة إسرائيل' على هضبة الجولان العربية المحتلة، كان استكمالا لما بدأ به من قرارات خطرة على الولايات المتحدة وعلى العالم، من بينها الاعتراف بالقدس العربية المحتلة 'عاصمة لإسرائيل'.
في جميع قراراته كان ينظر ترامب إلى مصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو الشخصية، فهو في وضع انتخابي قلق منفعل ومذعور، يوشك تحالف ' ابيض أزرق' بقيادة بيني غنتس بتحالف مع الجنرالات اشكنازي ولبيد و يعلون، أن يجهز عليه وأن يجره في حالة هزيمته إلى المحكمة بتهمة الفساد وفضيحة الغواصات الألمانية.
ترامب يتصرف مع نتنياهو كمدير حملة انتخابية انتهازي وليس كرئيس لأكبر دولة في العالم اقتصاديا وسياسيا وعسكريا، يواصل مده بالأوكسجين الضروري لضمان فوزه في انتخابات الكنيست في التاسع من نيسان المقبل.
حين قال نيل ارمسترونغ عندما أصبح أول إنسان يطأ سطح القمر، في تموز من عام 1969: 'هذه خطوة واحدة صغيرة لرجل، لكنها قفزة عملاقة للبشرية.' فإن خطوة ترامب 'بمنح' القدس والجولان لنتنياهو القاتل المتسلل والمتكرر، كانت قفزة كبيرة بالعالم العربي وبالمنظومة الدولية بأكملها نحو الظلام والفوضى.
خطوة استعمارية مستهترة إلى أبعد الحدود فوض فيها ترامب نفسه صلاحية التصرف بأراض ليست ملكا لعائلته ولا حتى لدولته، وليست من ضمن صلاحياته سواء الرسمية او الشخصية، لو أراد أن يكون كريما مضايفا، صاحب واجب بحق، لمنح نتنياهو والمتمرد على الشرعية في فنزويلا غوايدو أية ولاية من الولايات الخمسين، حينها لن يتكلم أحد، ولن يحتج إنسان عاقل على قراره، فهو كان سيتصرف بما يقع ضمن حدود بلده وربما صلاحياته.
تزامنا مع 'هدية ' ترامب المسمومة ومنزوعة الدسم ، جاء القصف الصهيوني لغزة كجزء من برنامج نتنياهو الانتخابي فالتقدير الأولي للمراسلين العسكريين في دولة الاحتلال يشير إلى أن العملية العسكرية ستكون قصيرة قد تمتد لساعات أو أيام دون أن تصل إلى المواجهة المفتوحة، وهذا يعود إلى اقتراب موعد انتخابات الكنيست وعدم رغبة نتنياهو في تحمل أي إخفاق ميداني قد يكلفه حياته السياسية.
نتنياهو وفقا لمحللين سياسيين سيحاول تحقيق صورة انتصار في هذه الجولة تدعم موقفه أمام الناخب الإسرائيلي، والتي تتمثل باستهداف أكبر قدر ممكن من البنى التحتية لفصائل المقاومة، وقد يشمل بنك الأهداف مواقع حكومية وجمعيات خيرية، أو ينهي هذه الجولة بتنفيذ عملية اغتيال ضد أحد القادة البارزين في الجهاز العسكري لأحد فصائل المقاومة.
المقاومة تعي وضع نتنياهو الانتخابي المترنح، لذلك تحاول تسجيل عدة أهداف دفعة واحدة ربما يكون من بينها رفع الحصار فورا عن قطاع غزة دون شروط، وإلا فإن الأيام القادمة وحتى موعد الانتخابات سيكون مفتوحا على جميع الاحتمالات ومنها الحرب المفتوحة، وهو ما سيتجنبه نتنياهو تماما، فوضعه لا يحتمل أية مغامرات.
قد تفيد 'هدية ' ترامب في تقوية مركز نتنياهو الانتخابي لكنها لن تكون أكثر من 'هدية' ستلقى قريبا في سلة القمامة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012