أضف إلى المفضلة
السبت , 14 حزيران/يونيو 2025
شريط الاخبار
الملك يترأس اجتماعاً لمجلس الأمن القومي لبحث تبعات العدوان الإسرائيلي على إيران محافظ إربد: الحالة الصحية للمصابين إثر سقوط جسم طائر “جيدة” الأمن العام يجدد التحذير بضرورة عدم الاقتراب من أي أجسام غريبة إصابة عشرة أشخاص إثر تدهور حافلة ركوب متوسطة في محافظة العقبة الملكية الأردنية: رحلات إضافية لمن تعذر سفرهم بسبب إغلاق المجال الجوي الأمن العام: إصابة ثلاثة أشخاص بسقوط جسم على منزل في إربد وحالتهم حسنة إعـادة فتح الأجواء الأردنية للطيران شركة البوتاس العربية توقع عقد توريد جديد مع شركة البوتاس الهندية (IPL) حتى نهاية 2025 ارتفاع كبير على سعر الذهب في السوق المحلي مديرية الأمن العام تعلن انتهاء فترات الإنذار وتدعو لاتباع التعليمات إدارة الأزمات للاردنيين: لا تصعدوا الى السطوح الملكية: رحلات اليوم من الثامنة وفق مواعيدها ما لم تطرأ أية مستجدات تستدعي التأجيل الملك يتلقى اتصالا من ميلوني ويحذر من خطورة التصعيد في الإقليم على أمن المنطقة واستقرارها الأمن العام: سقوط أجسام جوية في عدد من مناطق المملكة دون إصابات رحلات لـ 5 شركات طيران كانت قادمة للاردن تهبط في شرم الشيخ بعد تحويل مسارها
بحث
السبت , 14 حزيران/يونيو 2025


هل اتفاقية الغاز مجرد شأن قانوني؟

بقلم : د . مروان المعشر
03-04-2019 03:59 AM

یبدو مشھد مناقشة اتفاقیة الغاز في مجلس النواب الأسبوع الماضي سوریالیا بعض الشيء. فبعد مناقشة حامیة الوطیس أظھرت بوضوح رفضا نیابیا واسعا لھذه الاتفاقیة، وھو رفض یعكس المعارضة الشعبیة العارمة لھا، انتھى المشھد بقرار الحكومة تحویل الموضوع للمحكمة الدستوریة لتقرر فیما اذا كان على الحكومة عرض الاتفاقیة على مجلس النواب ام لا. ھناك أسئلة كثیرة من الواجب طرحھا، وقد طرحت مرارا، حتى لا یتم تسویف القضیة بمناقشات قد یكون ظاھرھا قانونیا بینما ھدفھا الحقیقي —لا سمح الله— الاستمرار في اتفاقیة ستؤثر مباشرة على الامن القومي الأردني.

ھناك أولا السؤال السیاسي ویتعلق بالحكمة من وراء توقیع اتفاقیة مع دولة اصبح من الواضح انھا تعمل ضدنا لتنفیذ مشروع صفقة القرن ضد المصلحتین الأردنیة والفلسطینیة. اذا كانت المعارضة لھذه الصفقة على ھذه الدرجة من القوة الیوم، فكیف ستغدو في المستقبل القریب بعد ان تعلن صفقة القرن وتستمر إسرائیل في ممارساتھا في القدس وایضا لمحاولة تھجیر الشعب الفلسطیني بكل الوسائل لمنع قیام دولة فلسطینیة على التراب الفلسطیني؟ ھل تعتقد اي حكومة ان بالامكان الاستمرار في الاتفاقیة لمدة خمسة عشر عاما تحت ھذه الظروف؟ لماذا ھذا التعنت؟ وھل الضغوطات الأمیركیة التي كان لھا بدون شك اثر كبیر في توقیع ھذه الاتفاقیة أقوى من تعریض الامن القومي الأردني للخطر؟

ھناك السؤال الاقتصادي لمن لا تقنعھ الحجة السیاسیة. ھل حقا نوفر مبالغ مالیة جراء الاتفاقیة ونحن لم نطلع علیھا أصلا؟ وھل الافتراضات التي وضعت لثمن الغاز تصمد لخمسة عشر عاما امام انخفاض أسعار الطاقة بسبب توفر مصادر الطاقة البدیلة؟ وكیف نقرأ ھذه الأرقام الاقتصادیة ونحن نعلن ان لدینا طاقة إضافیة نستطیع بیعھا لدول الجوار؟

وھناك السؤال الذي لم یجب علیھ احد لغایة الآن. لماذا تبقى بنود الاتفاقیة سریة ان لم یكن لدینا ما نخفیھ؟ وھل یجوز أصلا ابقاء مثل ھذه الاتفاقیة سریة في بلد ندعي فیھ اعلاء قیم الشفافیة وسیادة القانون؟ وكیف یتم اخفاء ھذه الاتفاقیة عن اعلى سلطة تشریعیة في البلاد حتى وان أصدرت المحكمة الدستوریة حكما بعدم وجوب عرضھا على المجلس؟ وھل یجوز للحكومة، اي حكومة، ان تقبل بشرط جزائي مقداره ملیار ونصف من الدولارات في حال إلغاء الاتفاقیة، ونحن لا نعرف بعد حتى ان كان ھذا الشرط موجودا؟ وھل یجوز ان لا تتساءل الحكومة عن كیفیة القبول بھذا الشرط؟ وان كانت الاتفاقیة موقعة بكفالة الحكومة، الا یستدعي ذلك تحمیل الخزینة أموالا وبالتالي من حق وواجب مجلس النواب حق مناقشة الاتفاقیة؟

أسئلة كثیرة على بال المواطن الأردني الیوم، ولكن ما یمكن الجزم بھ ان الموضوع لا یمكن اختزالھ بسؤال المحكمة الدستوریة عن ضرورة عرض الموضوع على مجلس الأمة ام لا.

موقف رئیس مجلس النواب كان واضحا من ان الاتفاقیة مرفوضة شعبیا ونیابیا بغض النظر عن رأي المحكمة الدستوریة.

قد تكون ھناك محاولات للدخول في مناقشات قانونیة تھدف الى تمییع الموضوع والاستمرار في الاتفاقیة، وھي محاولات تذكرني بالصمت الحكومي القاتل الذي لم یشرح للناس بعد ان كانت ھناك اي إجراءات لوضع قرار جلالة الملك عدم تجدید اتفاقیة الباقورة والغمر موضع التنفیذ.

ولكن ھذه المحاولات ستجد صعوبة بالغة في تمریرھا على الناس حاضرا او مستقبلا. تصنع الحكومة خیرا ان ادركت ذلك ولم تحاول اختزال الموضوع بتغلیف قانوني یتجاھل كل النواحي الاخرى، وبادرت الى إلغاء الاتفاقیة من جراء نفسھا، لأن تحصین الجبھة الداخلیة الیوم لا تعلوه اولویة اخرى. إلغاء الاتفاقیة بات الیوم إحدى وسائل الرد على المحاولات الأمیركیة-الاسرائیلیة لتمریر صفقة القرن.الغد


التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012