أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


عودة الربيع مع الربيع

بقلم : د. محمد جميعان
06-04-2019 11:46 PM

ترتكز تساؤلات الساحة العربية في هذه الايام حول عودة الريع العربي كموجة ثاتية وذلك بعد موجته الاولى عام 2010 وما تلاها، والتي اخذت في طريقها انظمة في تونس ومصر وليبيا، الا انها اخفقت بالاطاحة بالنظام في سوريا ونشبت حرب عصابات وهروب لاجئين من ديارهم وما زالت تراوح او معلقة رغم الهدوء على الساحة..
البدايات في الموجة الثانية هذه جاءت من السودان على خلفية الفساد ضنك العيش والغلاء وضعف القدرة الشرائية بالنسبة للشعب وازمة اقتصاية مزمنة اصبحت متفاقمة بالنسبة للدولة السودانية.
الا ان اوار هذا الربيع تصاعد مع حديث التجديد او اعادة انتخاب بوتفليقة وما يرافق ذلك من فساد ، وسرعان ما خرج الشعب غاضبا من اعادة انتخاب رجل مقعد يلازم فراشة ، وكان للناس ما ارادوا بتدخل الجيش والامر باتخاذ اجراءات اعفاء الرئيس حيث قدم استقالته ، وما زال الشعب في الميادين مطالبين باعتقال وابعاد رموز النظام السابق..
هنا نلاحظ اختلافا في المنهج والمواجهة بين الموجة الاولى والثانية بان جموع الناس تخرج بكثافة وانضباط، ويجري التعامل معها ببعض الحكمة دون تضحيات وتهور.
وكأني بالعقل الباطن للناس اخذ من تجارب ما سبق ، وادرك مسارب واليات تحقيق اهدافه دون فوضى وباقل ضوضاء ، وكذلك السلطات الحاكمة بالمقابل اتعظت ومارست ضبط النفس وحاولت المعالجة المتدرجة..
تقارير المراقبين والمحللين تشير الى ان هذه الموجة سوف تتصاعد وتاخذ انظمة اخرى مع دخول الربيع واجوائه المريحة ، وما يراه ويشاهده من انجازات في الجزائر سيما مع تجاوب الجيش وبقاء الشعب في الميادين .
الا ان قواسم مشتركة تبقى قائمة بين الموجة الاولى والثانية هي من تثور الناس وتخرجهم ، تتمثل في المضامين وما يختزنه العقل الباطن من الالم والظلم وتحديدا في الفساد والاستبداد وضنك العيش..
من اجل ذلك سنشهد ربيعا ساخنا مع الربيع واجوائه المريحه ومراوحة الفساد والاستبداد وضنك العيش.
كاتب اردني..رأي اليوم

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
09-04-2019 08:17 AM

العاقل يحل المشكله ولكن الحكيم من يمنع حدوثها !
جاهل من يتجاهل الاحتقانات وما قد تفضي اليه مع ارتفاع حرارة الربيع ..لعل انجع الوسائل لتدارك هذا هي المبادره باصلاحات مقنعه وملموسه .

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012