أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون الملك في وداع أمير الكويت لدى مغادرته عمان - صور هي حرب إسرائيلية أميركية...السيناتور الامريكي ساندرز : إسرائيل تهدف للقضاء على الفلسطينيين لا حماس بدء صدور نتائج انتخابات رؤساء مجالس المحافظات ونوابهم - أسماء وتحديث الصناعة والتجارة تطرح عطاءً لشراء 100 أو 120 ألف طن من القمح 420 مستعمرًا يقتحمون المسجد الأقصى اليوم 47.4 دينار سعر الذهب عيار 21 بالسوق المحلية الدوريات الخارجية: اغلاقات كلية وجزئية للطريق الصحراوي اليوم الحكومة: أجهزة متطورة للحماية من الهجمات السيبرانية لـ60 مؤسسة حكومية
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


الجزائر والسودان ودور الجيوش العربية في الحياة السياسية

بقلم : د. عارف بني حمد
14-04-2019 05:35 AM

بمناسبة التطورات الميدانية لإنتفاضتي الشعبين الجزائري والسوداني وإسقاط الرئيسين ودور الجيشين الجزائري والسوداني في رسم تطور الأحداث والعملية السياسية ، فقد أبتليت العديد من الدول العربية منذ إستقلالها بحكم العسكر، والذين جاءوا للحكم من خلال الإنقلابات العسكرية في النصف الثاني من القرن العشرين ، وقد عانت هذه الدول (سوريا ، مصر ، اليمن ، العراق ، الصومال ، موريتانيا ، الجزائر ، السودان ، تونس ، ليبيا) ، من حكم العسكر، الذين فشلوا في تحقيق أحلام وطموحات الشعوب العربية بتحقيق التنمية والتقدم والديمقراطية ، وساد هذه الدول الإستبداد والفساد والتخلف في كل المجالات وغياب العدالة الإجتماعية والفقر والبطالة وإمتهان كرامة الإنسان ، وتربعت معظم هذه الدول على قوائم الدول الفاشلة والدول الفاسدة في المقاييس والمعايير العالمية ، كما فشلت معظم هذه الجيوش في حماية مواطنيها
وأراضيها .

وكل هذه الظروف والعوامل ووعي الشباب الطامح للتغيير ، كانت وراء إندلاع ثورات الربيع العربي منذ عام 2010 والتي لاتزال إمتداداته مستمرة وحاليا وصل الى الجزائر والسودان ، وكان للجيوش العربية دور بارز في رسم مسارات ومصائر الانتفاضات الشعبية، حيث شكلت قرارت قادة الجيش دورا مهماً في السقوط السريع و غير العنيف للأنظمة السلطوية في مصر وتونس، والجزائر والسودان . وعلى العكس، كان موقف الجيش في ليبيا وسوريا واليمن عاملاً أساسياً لتحول الانتقاضات الشعبية إلى حروب أهلية استدعت التدخل الأجنبي.

وهذا يدفعنا للحديث عن دور المؤسسة العسكرية في الحياة السياسية ، إذ يعتبر (صاموئيل هنتغتون) من آوائل من درس هذا الجانب وركز على الإحترافية كعامل أساسي في تحديد دور الجيش في الحياة السياسية ، وأن زيادة احترافية أفراد الجيش تقود بالضرورة إلى تقليص النفوذ السياسي للجيش. بالمقابل، فإن الجيش الذي يقوم بأدوار سياسية هو جيش غير محترف بالضرورة.

ويمكن إجمال أسباب تدخل الجيش في الحياة السياسية في الكثير من دول العالم الثالث :

1. أطماع شخصية للقادة العسكريين بتولي السلطة .

2. ضعف الهياكل والمؤسسات السياسية، كأجهزة الدولة (البرلمان ) والأحزاب السياسية ومؤسسات المجتمع المدني ، والتي يفترض بها توفير قنوات مؤسسية تنظم التنافس والصراع بين مختلف مكونات المجتمع.

3. تآكل شرعية القيادة السياسية والنظام السياسي ككل .

4. الصراع والتنافس بين النخب الحاكمة .

5. عدم قدرة النظام السياسي على تلبية مطالب الناس .

6. تدهور الأوضاع الإقتصادية ونقص الموارد ، وتفشى الفساد فى الإدارة.

7. وجود معارضة قوية .

8. تدخلات ودعم خارجي .

وكل هذه العوامل تساعد على بروز الجيش ودخوله المعترك السياسي كأحد أقوى مكونات المجتمع، نظراً لامتلاكه وسائل القوة التي تمكنه من فرض سيطرته ، إما بدعم النظام أو المتظاهرين أو تولي السلطة بإنقلاب .

وعلى الأنظمة العربية جميعا أن تدرك أن هناك تغيرا جوهريا طرأ في المجتمعات العربية وبدرجات متفاوته ، عنوانه رغبة الشعوب العربية وخاصة فئة الشباب الواعي بالتغيير وممارسة حقوقها السياسية مثلها مثل شعوب العالم المتحضرة ، حيث تطمح هذه الشعوب ب: حياة كريمة في ظل دولة قانون تؤمن بالمساواة الحقوقية بين الناس، العدالة الإجتماعية، الحريات والمشاركة السياسية ، حكومة تنبثق عن إرادة الناس وتخضع للمساءلة الشعبية ، دولة لا ينخرها الفساد ولا تحكم بالقبضة الأمنية والعسكرية .

إن فكرة الحرية ورفع الظلم والعدالة الاجتماعية وانشاء نظام سياسي يخضع للمساءلة، وتغيير الحكومات بواسطة صناديق الاقتراع، وحرية الصحافة وحرية التعبير هي من محركات القرن الواحد والعشرين. ولن تستطيع الأنظمة العربية، مهما بالغت من إجراءات قمعية ، منع التغييرات الكبرى القادمة ، وكل الذي تستطيع أن تفعله هو كسب الوقت.

وكان من الأفضل للانظمة العربية منذ البداية أن تتأقلم وتتكيف مع التغير فتطور واقعها وتغير سياساتها بالقيام بإصلاحات سياسية جوهرية وحقيقية وتشرك المواطنين في صناعة القرار . والنظام الذي يعاند حركة التاريخ ولا يطور نفسه سيزول بالتأكيد ، كما يجب أن يدرك الإنقلابيون العسكريون بأن الإنقلابات العسكرية لم تعد مقبولة في القرن الواحد والعشرين ، ولن يتم الإعتراف بها ، ويجب عليهم تسليم السلطة للمدنيين ، وضمان وحماية وحراسة عملية التحول الديمقراطي التي تعكس طموحات الشعب .
كاتب اردني..' رأي اليوم '

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012