03-01-2012 08:09 AM
كل الاردن -
سامي المجالي
المديونية بكاملها والفساد بكافة صوره واشكاله كل هذا وذاك واشياء اخرى تم اختزالها وتقزيمها بشخص عمر المعاني أمين عمان السابق. ياعيب يا خسارة وصلت السخرية بعقول الاردنيين الذين قاموا بأكثر من أربعة الى خمسة آلاف مظاهرة واعتصام ومسيرة هي الـ 2011 . أيعقل أن العثور على عمر المعاني وايداعه السجن هو نتاج عمل مكافحة الفساد وديوان المظالم وحقوق الانسان دوائر ضخمة وكوادر متخصصة متنقاه جل جهودهم لم يتمخض عن اكثر من عمر المعاني والذي وصل الى موقعه نظراً للكفاءات العالية التي يتمتع بها والحالة التي وصلت اليها الامانة من عجز تام في كيفية التعامل مع افرازات العصر المتعلقة بالازدهار والتقدم بحكم البدائية والعقلية الجامدة صاحبة القرار. المشاكل التي انبرى لها عمر المعاني بكل ما اوتي من وعي وفكر مسخراً كل الامكانات ومستعيناً بأصحاب الخبرة .ولنعد على سبيل المثال الى مشكلة العناويين في عمان والتي لم تنجح كل المحاولات السابقة والمبالغ الطائلة التي انفقت لحلها دون فائدة استطعنا تجاوزها والأن بمقدور أي منا الوصول الى العنوان الذي يريد بكل يسر وسهولة على الرغم من طبيعة عمان الجغرافية فهذا الانجاز يسجل لعمر المعاني جزاه الله خيراً.
وكذلك تغير كل وجه وسط البلد المهجور وحماية مواقعه السياحية وتطويرها واعادة رصف الشوارع والأزقة وتوحيد الوان مبانيها الأسمنتية وازالة كل ما هو غير ضروري، والسعي الجاد لتحويله من خربه مغبره شوارعها ممتلئة بأكوام من الملابس القديمة ولا تعدو أكثر من مكرهة صحية وملاذ للخارجين عن القانون هجرها معظم قاطنيها. أخذت تتشكل من جديد بوجه جميل ومزارً للسياح والساعين الى التمتع بأجواء عمان القديمة.وكذلك القرار الجريء بإزالة الآرمات بألوانها المتناقضة مشوهةً أشكال البنايات وطابعها المعماري. علاوة على ما بجعبته من أفكار كثيرة ستنهض بعمان الى المدن الحضارية المتطورة. وأخص منها مشكلة السير المتفاقمة .
هذا هو عمر ذهب ضحية الذين وضعوه في برج عاجي وتخلوا عنه.وأجزم أن مشكلته لا تتعدى عن قناعته أن على المسؤول الوطني أن يشتغل صح ويدعس ، والصحيح على المسؤول أن يشتغل بإيعاز وتوجيه وجاهز للدعس على الفرامل.