03-01-2012 11:21 PM
كل الاردن -
سامر محمد العبادي
بسم الله الرحمن الرحيم ( أن تريد أن تكون جبارا في الأرض و ما تريد أن تكون من المصلحين ) صدق الله العظيم .
نتفهم جميع اسباب العنف في مجتمعنا الاردني , من عنف مجتمعي , الى عنف جامعي طلابي , الى عنف فكري , الى عنف يعبر عن حاله لها اسبابها , و قد شاهدناها دوما و اعتدنا عليها , و بدانا نلحظ مؤتمرات و ورشات عتمل تحاول الحد من هذه الظاهرة .
و كان الامر , اعتياديا , فلكل مجتمع ايجابياته و سلبياته , ففي مرويات العنف المجتمعي أذكر و قبل فترة وجيزة , قصه خلاف بين عائلتين , وصلت الامور من التهور بينهما أن قامت احداهما بحرق منزل عائله أخرى , وعندما علموا أنه لا يوجد في المنزل الذي أشتعل الا أمرأه أسرعوا أنفسهم لاطفائه , و بدءوا يعتذرون منها على هذا التصرف بالقول لها : سامحينا ,و لكن ابنك أبتدأ الشجار و أجبرنا على ذلك , صورة انسانيه من رحم العنف , تعبر على علاتها على ادراك للمسبب و أخلاق رغم سوء المشهد المذكور .
و أتفهم أن يقوم حزب تنويري بعقد ندوات و ورش عمل تحاول الحد من هذه الظاهره , كون الحزب هو مدرسه فكريه و أحدى روافع المجتمع الى النور و الهدايه , ان زعم هذا في أدبياته .
و لكن , ما يعجز عن الفهم , هو قيام حزب بعسكره كوادره , و ارسال رساله الى المجتمع , و بقوة ما يشبه الميليشيا , أن من ليس معنا فهو علينا ! هل هذه أدبيات عمل سياسي لحزب يجد أفق الديمقراطيه و الحوار !
حينما يتفاجأ المواطن الاردني البسيط , و الذي يرى هذا المشهد أمام عيناه , فانه يبقى حائراً و قلقاً , و حينما يمضي قرابه الاسبوع , و لا نسمع رداً أو توضيحاً مقنعا من حزب حول ما هيه ما ظهر في شوارعنا من شباب منظم بعصب صفراء , فاننا من حقنا كمواطنين ينشدون السلام لوطنهم أن يتساءلوا , و سؤال بحجم الوطن , و أكبر من أي ربيع أو خريف : الى أين تأخذون الوطن ؟
هل ضاقت بما رحبت فضاءات الوطن لننزع الى الهدم , و هل الاصلاح سيكون من ثمنه حبات الدموع , و الدماء , وهل تغيرت الاولويات في ما بات يعرف بـ ' الحراك ' ليصل الى لغه لم يعتدها الاردن منذ عقود , من حقنا أن نسأل من يقلقنا بمطالب الاصلاح أن ما قيمه ' الكلمة السواء ' و ما قيمه مبادئ الخير و شعارات الامه , و تبني الحلول أن كانت ستستهلك وطننا و أجيالنا , و شبابنا !
ترى , هل أصبح هذا الوطن عبئاً على من ينشدون الخير له ؟ و هل ضاقت طرق الخير ؟ وهل اختزلت عقود البناء و العمل , و كلمه الوطن ضاقت لتكون أصغر من أن نتداعى لحمايه قداستها .... وهل سيضرب بعضنا رقاب بعض ,بعد أن وصلنا الى مرحله من بناء انسان أردني بذلنا لتعليمه صفوة مقدرات اقتصادنا , و هل أصبح مديح الوطن أهزوجة لا ترتقي الى القلوب .
أنه وطن , و له تاريخه , و مؤسساته , و قوانينه , و لا يحل لأحد أن يستبيحه بدعوى' الاصلاح ' و لا قداسه لمن يحاول النيل من مؤسساته التي بنيت على أكتاف الاباء و الاجداد ,و ما زادهم الوطن الا حنكه وعشقاً .
برسم عشقنا للوطن نقول لكل من يحاول أن يحور أدبيات العمل السياسي في الاردن و يحاول العبث بأمن الانسان الاردني , انه الاردن الخير الذي قال فيه الشاعر : إذا قيل ألا خيل الله أركبي , رضيت بكفي الأردني انسحالها , لأن الاردني من طينه أرض حملت الانسان الخير , و حمل هذا الإنسان خيل الله لانه أخير الخيرين , و لا مكان بيننا لمن يهددنا في أقدس مقدسات وطننا ,عمان .