|
|
حراك " ملكي " يستوجب التأمل . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي
بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
03-05-2019 11:42 PM
شهدت الأسابيع السبعة الماضية , حراكا نشطا داخليا نسمعه ونراه , وخارجيا نسمعه , لجلالة الملك , في مشهد يوحي ويقول معا , أن ' الملك ' قائد الوطن , يملك من المعلومات التي يعلنها تلميحا تارة, وتصريحا تارة , ما يؤكد على حتمية أن نتأمل نحن العامة وجيدا جدا , مبررات وأسباب هذا الحراك الملكي وفي كل إتجاه .
جلالة الملك ولمقتضيات سياسية تتطلبها المصالح العامة والعليا للوطن , لا يقول كل ما يعرف وما يستشرف , وهو بهذا يترك لخيالنا ولتفكيرنا أن يحلل وأن يدرك , حجم ما يتهدد بلدنا من مخاطر وتحديات تفرضها التطورات الإقليمية والدولية, وتقاطع المصالح وتنافرها وتلاقيها بين الدول في المنطقة, وعلى مستوى دولي أوسع وأشمل وربما أخطر ! .
أزعم أنني قرأت جيدا رسائل جلالته بدءا من لقاء الزرقاء وما صدر وبشجاعة فائقة من ' لاءات ' حددت موقف بلدنا من مخرجات صفقة القرن , والتي إنتهى إعدادها أخيرا بصيغتها النهائية , ثم لقاء المفرق , والتغييرات الأمنية الأخيرة , والرسالة الملكية غير المسبوقة عرفا ومضمونا , والموجهة إلى إدارة المخابرات الجديدة , إلى غير ذلك من نشاطات إجتماعية وعسكرية , كان أحدثها لقاء رئيس هيئة الأركان ' وبالطبع بتكليف ملكي ' مع جميع قيادات قواتنا المسلحة , والكلمة التي وجهها رئيس الأركان وطلب نقلها لمنتسبي جيشنا كافة .
خلاصة ما قرأت ككثيرين غيري في الداخل والخارج , هو أن بلدنا يجتاز مرحلة إقليمية ودولية غاية في الدقة والحساسية التي قد تنجم عنها ' لا قدر الله ', مخاطر ومطامح تستهدف الأردن تحديدا , جراء مواقفه الصريحة القوية المعلنة مما يسمى صفقة القرن . وعليه , فجلالة الملك يبدو كمن يرغب في أن يقول لكل أردني وأردنية ولو همسا في أذنه , بسبب مقتضيات المصالح العليا التي أشرت إليها أعلاه , بأن علينا أن نكون حذرين وبمستوى التحدي كشأننا دوما ومنذ التأسيس, , وأن لا نسمح لأحد بأن يشق صفنا أو يثير فتنة في وطننا لا سمح الله .
والملك وكما ' فهمت ' , يثق بشعبه ثقة مطلقة , ويؤمن بأن من حقه المطالبة بالإصلاح سياسيا إقتصاديا وإجتماعيا وعلى كل صعيد , ولكن ضمن ما كفله الدستور وأجازه القانون والنظام العام , ولسان حاله يقول , ' إن نبع الشعب الصافي الرقراق , يجب أن يبقى كذلك , وأن لا يسمح أحد منا مواطنين ومسؤولين لشخص متهور أو مغرض, والدنيا لا تخلو من مثل هؤلاء , بأن يستغل شكوانا ومعاناتنا فيلقي لا سمح الله , بكوب ماء ملوث في هذا النبع الصافي , ليحيله ورغما عن إرادتنا, إلى غير ما نريد وما نحرص ونتمنى جميعا ', وهنا مكمن الخطر ! .
جلالة الملك يحذر, ويبشر, ولا ينذر , وهو أكثر منا دراية بما يجري وبما يخطط , ولهذا هو يريدنا دوما , وفي هذه المرحلة الخطيرة جدا بالذات , أن نكون يدا واحدة وصفا واحدا , صونا لحاضر بلدنا ومستقبله ووجوده .
والملك العارف ببواطن الأمر أكثر منا جميعا , ينتظر منا أن لا ندع فرصة لأي كان, لأن يخدش حجرا في بلادنا! , أو أن يتفوه بكلمة نابية فيها شر أو فتنة !, بهدف جرنا رغم إرادتنا إلى أتون جحيم الفوضى التي أرهقت وما زالت, العديد من شعوبنا العربية الشقيقة , ولا ندري مآلاتها إلى أين ومتى ! .
والملك اليوم يمارس منهجية سياسة ' العين الحمراء ' وبإمتياز , فالأردن اليوم يعامل كل آخر , بالمثل , فلا تنازل أو مساومة على الثوابت الوطنية للمملكة الأردنية الهاشمية, ومرتكزات تاريخها ووجودها القوي على سائر موائد البحث , ومصالح الأردن وشعبه العليا فوق كل إعتبار , مهما كان الثمن , ومن يخطو نحو الأردن خطوة , نقابلها بخطوة مثلها أو بأحسن ! . أتابع كثيرا ما يكتب عبر صحافة العالم تحليلا وتقريرا عما يجري عندنا وماهية مواقفنا مما يدور في المنطقة , وألمح أن هناك نفسا' مسموما ' يسعى لتأزيم العلاقات بيننا وبين بعض أشقائنا العرب , وأتابع إلإعلام الصهيوني وأقرأ جيدا حجم الدهاء الساعي إلى تمزيق صفنا كعرب أكثر فأكثر , وأدرك في المقابل , أن جلالة الملك حريص وفي إطار المصالح العليا الأردنية , على إدامة وتعزيز هذه العلاقات وليس العكس , ولقد لمست ذلك شخصيا عندما تشرفت بلقاء جلالته مع ذوات آخرين قبل فترة وجيزة .
الملك يقود عملية تنظيم للعمل تقتضيها الظروف في الديوان الملكي , حيث أربع شخصيات كفؤة في مواقع مستشارين إلى جانب رئيس الديوان , وفي المؤسسة الأمنية بإعتبارها الأهم في رصد المعلومة الداخلية والخارجية , وفي صون أمننا الوطني من كل عبث أيا كان مصدره .
قبل أن أغادر , لا أتصور أن أردنيا واحدا في المعارضة المطالبة بالإصلاح , يمكن أن يخذل وطنا يدعو إلى إصلاحه , وهذه مسألة مهمة وجب أن يعرفها العالم كله , فجميعنا نطالب بالإصلاح الشامل والمتراكم , لكننا وفي الللحظة ذاتها , متشبثون بمحراب الوطن الكريم, وقيادته الهاشمية الكريمة . ومهما بلغت معاناتنا وشكاوانا وملاحظاتنا ومطالبنا , تبقى كرامة ووجود وناموس وقوة المملكة الأردنية الهاشمية , ومواقفها من القدس الشريف وقضية فلسطين في صدورنا , فوق كل شبهة , وفوق كل إعتبار غير جدير بالإعتبار . والله من وراء القصد .
نحيي الكاتب الكبير الاستاذ شحاده ونشاركه غيرته الصادقه على الوطن.
مرحلة خطيره باتت تلوح بالافق! وهذا ما نفهمه من حديث سيدنا وهو الاكثر اطلاعا على خفايا الامور.
مرحى لحراك سلمي دستوري وازن متزن يعض بالنواجذ على استقرار الاردن. ونجتهد فنقول : لعل من اهم ما يرفد استقرارنا هو البدء فوراً بالاصلاحـات.
بارك الله مسعاك دكتور إبراهيم , وفعلا هذا ما يجب أن يكون وبمشاركة الجميع , على أن يظل الوطن ودوما هو وأمنه وإستقراره هو بوصلتنا جميعا , خاصة في هذا الزمن الخطير المشحون بالتوتر والمؤامرات والطموحات الضالة , أبارلك بالشهر الفضيل شهر الرحمة والغفران وأسأل الله السلامة للأردن الحبيب والنجاة من كل شر .
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
|