أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


الدكتور غازي الزبن!

بقلم : فارس الحباشنة
12-05-2019 01:05 AM

الدكتور غازي الزبن وزير الصحة الاسبق غادر الحكومة في التعديل الوزاري الاخير. ولربما أنه من العناوين الهامة والكبرى التي لاحقت التعديل الوزاري المثير للجدل واللغط، وما قوبل من سخط سياسي وشعبي لخروج الوزير الزبن، وما فتح من تساؤلات ملتبسة ومحيرة حول التأمين الصحي الشامل، والاخير مشروع تمضي الحكومة بتنفيذه من خلال دمج كافة القطاعات التأمينية تحت مظلة واحدة.
الاسئلة جاءت من تحت أيضا للتحدث عن نفوذ وتوغل شركات الادوية العملاقة. وما طرح ايضا في الآونة الاخيرة من لغط شعبي عارم حول تسعيرة الادوية، والفروق الهائلة بين اسعار الادوية اردنيا وعربيا واقليميا. ولماذا تباع الادوية باسعار جنونية وخيالية فيما تباع بدول مجاورة باسعار تقل عن النصف وأحيانا أكثر؟
لم يخرج حتى الان أي مسؤول رسمي ليوضح آلية تسعير الادوية ومدى مشروعية الاسعار المطروحة في الاسواق، وهل هي واقعية وعادلة ؟ ولكن يقال ان الوزير الزبن مضى صامتا في حفر ونبش اسرار « الصندوق الاسود» لتجارة الدواء في الاردن، ودفع لوضع الاليات وتشريعات صارمة وناظمة توقف تمادي الشركات وتوغلها واحتكارها للاسعار.
لربما أن خروج الوزير الزبن من الحكومة هو خسارة وطنية بلا شك. فالرجل خاض جولة لا بأس فيها صدت توغل قوى البزنس والمال وأصحاب النفوذ اللامرئي. وخطت علامات بارزة على جدران السياسة الحكومية في صد ومواجهة حيتان ووحوش تجارة الادوية والقطاع الطبي الخاص، وما ترمي اليه شركات كبرى ضاغطة ومؤثرة على صناع القرار من احتكار لشبكة التأمين الصحي الشامل، وتوغلها على السوق دون منافسة والالتزام في قيود رسمية صارمة ومانعة وصلبة تحمي قيم وقواعد أي شراكة وعلاقة متبادلة بين الحكومة والقطاع الخاص.
ولطالما كانت تجارة الادوية والقطاع الطبي مثار جدل، وتفتح الشهية لاقتحام عالم من احتكاريات «البزنس» الكبرى. وتذكرون وزير الصحة الاسبق الراحل الدكتور عبدالرحيم ملحس فقد خاض معركة ثمنها كان ثقيلا عليه شخصيا ومن ناصره ومن حمل الالوية والرايات معه في مواجهة مافيات الادوية والاطعمة الفاسدة.
حقيقة الأمر لم يعد ممكنا ولا مقبولا، وإن صحة الروايات وما تسرب من معلومات عن الاسباب الدافعة لخروج الدكتور الزبن في التعديل الوزير الاخير، فالامر يبدو عويصا، ولابد أن تكون المعركة على نحو أكبر وطنيا وشعبيا وسياسيا لحماية الخدمة والرعاية الصحية من توغل مافيات ووحوش البزنس من لا تعرف قلوبهم رحمة، والا سيكون الثمن بعد الثمن غاليا.
ولأننا نعرف البلاد جيدا، ونعرف أخبارها واسرارها الخفي والمعلوم، ونعرف من قلبه عليها، ومن لا تعرف قلوبهم الرحمة، ومن يرجمونها في سرهم . ذاكرتنا حية، والقضية مازالت مفتوحة، ولربما أن الحكومة معنية اليوم قبل أي وقت مضى أن توضح سرا في خبرية إقالة الزبن، وما تخفي من أسرار على صعيدي : تجارة الادوية وتسعيرتها، والتأمين الصحي الشامل.
تجارة الادوية من الاحتكارات التاريخية في الأردن. وتصف الى جانب احتكارات كبرى في الاتصالات والتأمين والبنوك والدواجن واللحوم والقمح والقهوة والشاي الخ، وايها السادة : حتى الملح فانه محتكر في الاردن. وقد ارتفعت الاصوات كثيرا، وفي الاونة الاخيرة باتت اشبه بالمغامرة، واذكر أنني قد عبرت في مقال صحفي الى «حقل الالغام» في تجارة الادوية وتسعيرتها، وعن قصد وسابق رصد، دون تيه ولا مكابرة، لكشف المستور لمن يرغب في الاطلاع على كارثة وطنية، أين منها الاهمال والاعتداء على المال العام والفساد، وهي سرقة لقوت الاردنيين واستغلالهم، واستسهال موتهم.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012