أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وفاة الفنان المصري صلاح السعدني التعاون الإسلامي تأسف لفشل مجلس الأمن في قبول عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة أبو الغيط يعرب عن أسفه لاستخدام الفيتو ضد عضوية فلسطين الكاملة بالأمم المتحدة النفط والذهب يرتفعان بعد أنباء عن التصعيد في المنطقة تأجيل اجتماع الهيئة العامة لنقابة الصحفيين لعدم اكتمال النصاب صندوق النقد الدولي: الاردن نجح في حماية اقتصاده الحكومة: تأخر طرح عطاء تصميم المرحلة 2 من مشروع الباص السريع الأردن يعرب عن اسفه لفشل مجلس الأمن في تبني قرار بقبول دولة فلسطين عضوا كاملا بالأمم المتحدة أجواء مائلة للدفء في أغلب المناطق حتى الاثنين وفيات الاردن الجمعة 19-4-2024 بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


«مقلوبة»..صلاح الدين

بقلم : رشاد ابو داود
17-05-2019 06:27 AM

كان اللحم أو الدجاج ضيف بيوتنا العزيز «الغالي» الاسبوعي، أما بقية الاسبوع فكان المقيمون الدائمون اما العدس واخواته البقوليات من خير الأرض، حمص، فريكة القمح، برغل، فول، وطبعاً، كانت المجدرة سيدة الاكلات الجميلة مع توابعها من مخللات وفجل وبصل أخضر.
الجمعة كان سيد الأيام، يوم اللحم او الدجاج، وفي أغلب الأيام كانت «المقلوبة» السيدة. تغسل الأمهات اللحم أو الدجاج جيداً بالماء والليمون، يقلبنه قليلاً مع فرمات البصل، وفي قاع الطنجرة الكبيرة يضعنه مع الباذنجان وشرحات البندورة-اضيف اليه من باب التحديث لاحقاً- قطع من الزهرة والبطاطا، ثم طبقة من الرز واخرى من اللحم او الدجاج، ثم أخيراً الرز. تترك الطبخة تنضج على النار على مهلها.
لم اكن اعرف أن « المقلوبة « طبخة مقدسية الاصل حتى شاهدت نساءً فلسطينيات يقلبن الطناجر في صوان كبيرة ويقدمنها للمرابطين والمرابطات في ساحات الاقصى على مرآى من جنود الاحتلال الذين كانوا ينظرون بدهشة الى ما يفعلنه تلك الفلسطينيات، وما علاقة تلك «المقلوبة بالمسجد الاقصى.
بحثت ووجدت أن اسم «المقلوبة»، التي تعرف في الوسط المقدسي بـ «أكلة النصر»، أطلقها عليها القائد صلاح الدين الأيوبي، حين فتح القدس سنة 1187م، وقد كانت تسمى من قبل بـ «الباذنجانية»، نظرا لأنها تطبخ أساسا من الباذنجان.
و سمّيت «مقلوبة»، لأنّه يتمّ وضع اللحم أو الدجاج مع الخضار في قاع الوعاء الذي تطبخ فيه، ثمّ تقلب عند تقديمها، بحيث يصبح الأرزّ أسفل الطعام، أمّا الخضار واللحم فتصبح في الأعلى.
تحولت طبخة المقلوبة من أكلة بيوت المقدسيين، الى أكلة المرابطات بالمسجد الأقصى منذ سنة 2015، خلال شهر رمضان، بمبادرة من المرابطة المقدسية هنادي حلواني، التي دعت المرابطات المبعدات وأقاربها إلى تناول طبخة المقلوبة على باب السلسلة بالمسجد الاقصى، وكان ذلك بهدف تحدي قوات الاحتلال الصهيوني، التي قامت في تلك السنة بإبعادها عن الأقصى.
تُعرف المقلوبة في القدس بـ»أكلة النصر» فقد دأبت عائلات فلسطينية، خاصة التي تقطن في حارات وأحياء وأزقة القدس القديمة، على تقديم الأطعمة والعصائر للمعتصمين، حول بوابات المسجد الأقصى احتجاجا على وضع بوابات إلكترونية وحواجز حديدية وكاميرات «بوليسية» على أبواب المسجد الاقصى عقب تنفيذ «المحمديون» الثلاثة من عائلة جبارين من أم الفحم داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ العام 1948 وهم : محمد أحمد محمد جبارين (29 عاما)، ومحمد حامد عبد اللطيف جبارين (19 عاما) ومحمد أحمد مفضل جبارين (19 عاما) عملية جريئة في باحات الاقصى قتلوا خلالها اثنين من جنود الاحتلال.
في اعقاب تراجع الاحتلال عن قرار البوابات الالكترونية دعا نشطاء من القدس العائلات المقدسية في يوم الأحد الذي تلا الإعلان عن انتهاء الاعتصامات والانتصار على الاحتلال، إلى مشاركة أطفالهم في أطول طابور للأطفال يطوف باحات المسجد وبترديد هتافات «بالروح بالدم نفديك يا أقصى»، وتقديم أكلة «المقلوبة» المقدسية، وكانت المفاجأة للاحتلال مشاركة أكثر من خمسين ألف مقدسيٍ في هذه الفعاليات.
وقد شهدت باحة الأقصى، العديد من الفعاليات التي كان للمقلوبة دورا فيها أبرزها خلال شهر رمضان في شهر حزيران يونيو 2017، ثم في شهر آب أغسطس، وقدعرفت تلك التظاهرة بـ «مقلوبة في الأقصى».
ومن أشهر الفعاليات ايضاً تلك التي تلت قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حول إعلان القدس عاصمة لاسرائيل، حيث دأبت العائلات المقدسية على اعداد وجبة المقلوبة، كل يوم أحد وتناولها برفقة المرابطين والمعتصمين، الذين اعتصموا احتجاجا على قرار ترامب، في ساحات المسجد الأقصى.
من أين للصهاينة الغزاة القادمين من بولندا وألمانيا و فرنسا و بريطانيا واثيوبيا ومن شتى بقاع الارض أن يدركوا معنى تقديم طبخة صلاح الدين في باحات الاقصى من قبل احفاد احفاد أحفاد صلاح الدين وجيشه الذي حرر الأقصى قبل 800 سنة ؟! اذ ان التراث ليس وحده الذي يُتوارث بل الاصرار على تحرير الأقصى أيضاً.
الدستور /بالتزامن مع «البيان»..

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012