أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


هل بدأت المفاوضات السرية الأمريكية -الإيرانية؟

بقلم : حازم عياد
28-05-2019 05:04 AM

نائب وزير الخارجية الكويتية «خالد الجار الله» اشار لجهود سلطنة عمان لخفض التوتر في الخليج العربي، معتبرا ان هذه الجهود مقدمة لوساطات تحقق التهدئة وتمنع انزلاق التصعيد الى حرب واسعة.
تصريحات «الجار الله» جاءت على هامش جلسة البرلمان الكويتي السرية لمناقشة التصعيد في الخليج العربي الذي اعقب الغاء الولايات المتحدة الاعفاءات والاستثناءات المتعلقة بالعقوبات الامريكية على صادرات النفط الايراني؛ فالكويت حالها كحال مسقط والدوحة لا تميل الى التصعيد والمواجهة في الخليج العربي، وتسعى الى البحث عن حلول سلمية للازمة الحالية في الخليج العربي؛ فالعواصم الثلاث (مسقط ؛ الكويت ؛ الدوحة) تملك علاقات جيدة مع كافة الاطراف وخصوصا ايران والولايات المتحدة الامريكية ما يجعلها مؤهلة للعب دور في تخفيف حدة التوتر في الخليج العربي؛ تحركات وتصريحات في العواصم الخليجية الثلاث تستبق القمم الثلاث المعلن عنها في الرياض والتي يقف على رأسها القمة الخليجية الطارئة التي دعا اليها الملك السعودي سلمان في مكة المكرمة.
فالجار الله حدد موقف بلاده من الازمة المستجدة في الخليج ومن الاطراف المتصارعة بإظهار استعداد بلاده للعب دور الوساطة لخفض التوتر في منطقة الخليج بين ايران والولايات المتحدة الامريكية محددا موقع بلاده من الازمة، وفي ذات الوقت اشار الى الجهود التي تبذلها سلطنة عُمان للوساطة خصوصا بعد زيارة وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي الى طهران، مخلقا بذلك حالة من التموضع السياسي المتميز للكويت ومسقط.
بن علوي من جهته اكد هذه المعاني المستقلة في النظر الى الازمة الناشبة في الخليج العربي بالقول: «ان ايران جاهزة للتفاوض لكن ليس وهم تحت الضغط، في ظل الظروف الحالية»؛ ولعلها اولى الرسائل الدبلوماسية التي ينقلها بن علوي بين ايران والولايات المتحدة بعيدا عن ضجيج الطائرات والمدمرات والعبوات الناسفة والطائرات المسيرة.
«الجار الله» بث مزيدا من اجواء التفاؤل والتهدئة بالقول ان المفاوضات السرية بدأت على الارجح؛ فما نقله بن علوي من انطباعات عن نوايا طهران للتفاوض تعد رسالة اولية على امكانية اطلاق مفاوضات جديدة من وراء الكواليس وهي ليست المرة الاولى.
المؤشرات الايجابية لم تتوقف فالولايات المتحدة لم تتخذ أي اجراءات غير مألوفة بعيد الهجمات على ناقلات النفط او على المنشآت النفطية السعودية والسفارة الامريكية في بغداد، مكتفية بتعزيز قدراتها الاستخبارية والدفاعية الجوية وعقد 22 صفقة سلاح مع كل من الامارت العربية المتحدة والسعودية.
والاهم من ذلك ان حاملة الطائرات «ابراهام لينكولن» لم تدخل مياه الخليج خوفا من مواجهة غير مبررة، وتركز نشاطها في بحر العرب والمحيط الهندي لأسباب في ظاهرها امنية ولكنها في الجوهر نزعة تشير الى عدم رغبة الولايات المتحدة بالانجرار الى عملية تصعيد غير محسوبة او الى احتكاك لا تحمد عواقبه، والاهم نزعة امريكية لتخفيف الضغوط على طهران كرسالة دبلوماسية خصوصا ان ايران اظهرت قدرا عاليا من التحدي للاستعراض العسكري الامريكي.
المؤشرات كافة تشير الى ان الولايات المتحدة الامريكية وايران لا تتجهان نحو التصعيد والمواجهة وتبحثان عن قنوات دبلوماسية معقولة تحفظ لكلا الطرفين مصالحهما ومكانتهما؛ فإيران لن تفاوض تحت الضغط، وامريكا لا ترغب بالتورط في حرب شاملة بشكل يمزق الساحة السياسية في الولايات المتحدة ويعمق ازمة ترمب الداخلية.
اتجاهات تفسر الى حد معقول ردود الفعل الباردة والهادئة للإدارة الامريكية وللمؤسسة العسكرية الامريكية على الهجمات التي شنت في منطقة الخليج العربي على عدد من ناقلات النفط والمنشآت الحيوية، واكتفائها بتعزيزات لتحسين القدرات الاستخبارية والاستطلاع وتعزيز الدفاعات الجوية؛ اتجاهات عامة في الكويت وقطر وعُمان والولايات المتحدة تؤكد امكانية اطلاق جولة من المفاوضات السرية بين ايران وامريكا تتجاوز الجهود الدبلوماسية المعلنة في كل من الرياض وابو ظبي في ما عرف بقمم مكة الثلاث.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012