كل الاردن -
إياد حماد
اليوم قدم مجرم الحرب المدعو محمد الدابي كبير فريق السياح العرب - الذين أرسلتهم إلى سوريا الجامعة التي تنسب نفسها إلى العروبة والحق أنها لا تحمل من العروبة إلا بمقدار ما يحمل بشار الأسد من عروبة – تقريره الأولي حول ما شاهده من مناظر سياحية في سوريا وللأسف أنه ظن نفسه أمام رئيسه عمر البشير وأنه يقدم له تقريراً حول ما يجري في إقليم دارفور
والحق إن ما يجري في سوريا عبارة عن مهزلة تقودها الجامعة مع بعض الأطراف الدولية للمماطلة وإطالة عمر النظام الأسدي المتهالك فكيف ترسل الجامعة فريقاً من السياح العرب يقودهم شخصية ملاحقة من المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب المجازر بحق سكان إقليم دارفور ؟ ثم كيف تطلب من هؤلاء السياح مراقبة مدى التزام نظام الأسد بالمبادرة العربية دون أن تقدم لهم الدعم اللوجستي بل والحماية ؟ ثم تخرج علينا الجامعة لتقول أنهم بحاجة إلى تدريب
من شاهد عمل هؤلاء السياح أي المراقبين يدرك بلا شك أنهم كانوا ألعوبة بيد النظام الأسدي فهو كان يتحكم بغالبية تحركاتهم حتى أن من مسخرة هذه البعثة أن الكثير من أعضاءها كانوا يذهبون إلى مركز المحافظة ولا يخرجون منه حيث هناك كانت تأتيهم أفواج العبيد الذين سخرهم النظام الأسدي ليقدموا لبعثة السياح - المراقبين - الشهادات التي يريدها النظام كما أن النظام كان يرسل أعضاء هذه البعثة إلى حيث يتجمع أنصار الأسد ليقدموا لهم الشهادات بوجود الجماعات المسلحة بل وصل الأمر بالنظام إلى استخدام سيارات عليها شعار الجامعة لقتل الأبرياء كل هذا الجامعة لا تزال مستمرة في لعبة المراقبين
والأمر لم يقتصر على ذلك بل شكل وجود التناقض بين الشهادات التي بثها المتظاهرون وبعض المراقبون وبين تصريحات مجرم الحرب محمد الدابي إمارة على عدم حيادية ومصداقية هذا البعثة في مطلقها فالمجرم الدابي سارع إلى وصف الوضع في حمص بالمطمئن بينما قتل في حمص في نفس اليوم العشرات بل أنه أنكر وجود القناصة مع تأكيد أحد أعضاء بعثة السياح على وجود قناصة على أسطح البنايات بل أن هناك تصويرات مسجلة للمراقبين وفي نفس التسجيلات أبنية عليها قناصة الأسد فكيف ينكر المدعو الدابي وجود القناصة ؟ ويدعي بأن المراقب الذي قال إني رأيت القناصة بأم عيني أنه يقصد على فرض أنه لو شاهدهم
كما لنا أن نسأل كيف تأكد محمد الدابي من وجود تهريب للأسلحة إلى داخل الأراضي السورية ؟ فهل تأكد من ذلك من خلال مصادره الخاصة والتي ذهبت إلى الحدود السورية مع دول الجوار وهناك شاهدوا عمليات التهريب للأسلحة أم أعتمد في ذلك على مزاعم المخابرات السورية ؟
أما بالنسبة للجماعات المسلحة فقد كان على مجرم الحرب الدابي أن يحدد لنا طبيعة هذه الجماعات ما دام أن لديه تلك القدرة الفائقة على كشف عمليات التهريب للسلاح وهو قابع في فنادق دمشق فهل هذه الجماعات المسلحة تنتمي لتنظيم القاعدة أم هي عبارة عن قطاعات مسلحة تابعة للجيش السوري الحر والذي انشق عن الجيش السوري الذي تحول إلى عصابات وكتائب ومرتزقة لبشار الأسد تقتل الشعب السوري ؟ ثم لماذا لا يقدم الدابي تقريراً حول أسباب ظهور مثل هذه الجماعات المسلحة ؟
إن ألعوبة الجامعة معلومة وقد ذكرت سابقاً بأن الهدف منها كان تقديم المزيد من المهل لنظام الأسد لكي يتمكن من القضاء على الثورة وهذا ما فعلته الجامعة اليوم من خلال إعطاء النظام المزيد من الوقت بعدم رفع الملف السوري إلى مجلس الأمن ومن خلال الاستمرار بمهمة السياح العرب والتي فشلت من أول يوم فقد كان المطلوب منها التأكد من سحب الآليات والمدرعات من الشوراع والمدن ووقف إطلاق النار على المتظاهرين مع السماح لهم بالتظاهر السلمي والسماح للفضائيات العربية والعالمية بالدخول إلى الأراضي السورية ونقل الأحداث هناك على حقيقتها وليس كما يصوره مجرم الحرب الدابي
وبالتأكيد فإن ما من شيء من هذه التقاط التي بعث المراقبين من أجل التحقق من تنفيذها من قبل النظام الأسدي قد تحقق بل من المؤكد بأن هذا النظام لن يطبق شيئاً من هذه النقاط لأن فيها نهايته وعلى كل حال الشعب السوري لن ينتظر الجامعة طويلاً فهي جامعة ميتة منذ أن تأسست فلا يعول عليها بشيء ويخطئ من يظن أن بيدها إنقاذ الشعب السوري فهي أحرص ما يكون على النظام الأسدي منها على الشعب السوري ...
iyad197700@yahoo.com