12-01-2012 08:37 AM
كل الاردن -
خالد المعايطة
عندما كان يجلس المطارنة في مكانه المعتاد في بيته عند المساء وبعد يوم حافل استنزف ماتبقى من طاقته ويتأمل أولاده وهم يطوفون في البيت أمامه فهذا منهمك في واجباته المدرسية وهذا يمازح أخاه وهذه مستغرقة في حوار مع أخيها وتلك تنصح أختها التي التحقت حديثا بالجامعة .
عندما كان يتأمل هذا كله
كان يتمنى أن تنهي بناته الدراسة الجامعية
كان يتمنى أن ييسر الله زواجهن
كان يتمنى أن ينهي أولاده دراستهم بنجاح
كان يتمنى أن يصبحوا رجالا يعتمدون على أنفسهم
كان يتمنى أن يحفظوا شيخوخته
هذه الأمنيات التي كانت تطوف في خلد المطارنة ولم يكن الموت بينها لأن هذه الأمنيات كان يحدوها الأمل ويحميها الإيمان بالله أولا ثم بالنفس على أن تحقق هذه الأمنيات.
ثم جاء هذا القرار وتبعه صد الأبواب أمامه و غلق الآذان دون صوته , جاء هذا القرار - لا أقول ليحطم إيمانه بالله فظني أن إيمانه بالله كبير ولكنها لحظة ضعف ويأس – ولكن ليحطم إيمانه بنفسه وثقته بها على أن تحقق تلك الأماني فذوت أمامه أمنيه أمنيه وشهد موتها واحده تلو الأخرى ثم انبثقت من رفاتها أمنيه جديدة لم تكن يوما إحدى أمنياته , انبثقت كالعنقاء من بين الرماد تلك هي أمنية الموت .
وهكذا أصبح الموت عند المطارنة دواء لكل علله فمضى إليه بكل جوارحه يحضنه ويعانقه ولسان حاله يترجم قول الشاعر :
كفى بك داء أن ترى الموت شافيا وحسب المنايا أن يكن أمنايا
kmaaita@yahoo.com