أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


أسرار زيارة ترمب لكوريا الشمالية

بقلم : حازم عياد
01-07-2019 05:13 AM

الرئيس الامريكي دونالد ترمب شكر الرئيس الكوري الشمالي «كيم جونغ اون» على الاستجابة لطلبه باللقاء عند الحد الفاصل للكوريتين في قرية بانمونجوم؛ طلب ظهر على شكل مناشدة تقدم بها ترمب زعيم اعظم دولة نووية واقتصادية عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» لزعيم دولة محاصرة؛ واضعا نفسه تحت رحمة «كيم اون» الذي امتلك خيار تجاهله وخذلانه.
الرئيس الامريكي ترمب اقدم على مقامرة دفعته الى الحديث صراحة امام الصحفيين ان عدم حضور «كيم» كان سيتسبب له بإحراج كبير بعد تغريدته التي نشرها قبل اللقاء بساعات قليلة؛ معبرا عن شكره وامتنانه للرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ اون؛ شكر وامتنان يدفع الى طرح تساؤل مهم عن سر اهتمام واستماتة ترمب للقاء كيم؛ فالاستعراض الكبير على اهميته وتداعياته على مستقبل ترمب الا ان له اسرارا ودوافع جيوسياسية حقيقية.
وصحيح ان ترمب كان فخورا بمبادرة الرئيس الكوري الشمالي كيم بتجاوز سابقيه من رؤساء الولايات المتحدة بتخطي الحد الفاصل بين الكورتين ليصبح اول رئيس للولايات المتحدة يزور كوريا الشمالية رمزيا ليسجل حدثا تاريخيا كبيرا لحسب الصحافة ووسائل الاعلام، ويطلق استعراضا مهماً يستبق الانتخابات الرئاسية 2020 الا ان الظاهرة الانتخابية وحدها هنا لا تفسر سلوك ترمب التجاري المساوم.
كما لا تفسرها بالمطلق زيارة الرئيس الصيني «تشي جينبينغ» لـبوينغ يانغ عاصمة كوريا الشمالية قبل ايام؛ مضاعفا من حجم الحرج الذي كان سيعانيه ترمب في حال تجاهل كيم لمناشدة ترمب التويترية ؛ حرج تعامل معه كيم بذكاء بأن سمح لترمب بتجاوز الحد الفاصل نحو بلاده كنوع من المجاملة واللفتة الكريمة؛ فترمب لم يكسب قلب كيم بل ان الرئيس الكوري كان صاحب الافضلية بامتياز.
فزيارة ترمب تحمل ابعادا جيوسياسية اكبر من ذلك وان تم معالجتها بأسلوب ضحل واستعراضي؛ فزيارة الرئيس الصيني لكوريا الشمالية هددت العقوبات الامريكية على كوريا الشمالية في الصميم، ومثلت ردا مزدوجا على العقوبات الامريكية على الصين وكوريا الشمالية من خلال تدعيم التقارب والتعاون الصيني الكوري؛ فضلا عن ان الرئيس الكوري كيم زار الصين وروسيا خلال الاشهر القليلة الماضية، معززا التعاون الاستراتيجي ومدعما المشاورات بين البلدان الثلاث.
استراتيجية ترمب كانت مهددة ومصالح امريكا كذلك؛ استراتيجية قوامها فصل وعزل كوريا الشمالية عن بكين وروسيا بشكل دفع الرئيس الامريكي ترمب الى توجيه رسالة الى الرئيس الكوري الشمالي تبعت القمة الصينية – الكورية في بيونغ يانغ في محاولة لكسر الجليد الذي تشكل في اعقاب القمة الفاشلة في هانوي (فيتنام) بين ترمب وكيم.
رسالة لم تكن الاولى اذ كشفت المصارد الكورية الشمالية عن ( 12) رسالة موجهة من ترمب الى الزعيم الكوري الشمالي كيم اون خلال الفترة السابقة تتحدث عن ضرورة اللقاء؛ علقت عليها المصادر الشمالية بالقول ان الرئيس كان ينظر فيها؛ رسائل تعد مؤشرا على رغبة ترمب بالتواصل مع كيم رغم الفشل الظاهر في قمة هانوي والتصعيد الذي تبعها؛ سلوك قابل للتكرار مع طهران فدبلوماسية الرسائل السرية باتت تقليدا في السياسة الامريكية، ونموذج كيم وترمب ممكن ان يتكرر مع خامنئي.
لا شك ان زيارة الرئيس الصيني «تشي جينبينغ» الى بيونغ يانغ استفزت ترمب وقدمت مؤشرا ونموذجا على الطريقة التي من الممكن ان تتعامل معها الصين مع طهران ايضا؛ مسألة أثارت قلق واشنطن مهددة بزعزعة استراتيجيتها في جنوب شرق آسيا والباسفيك القائمة على احتواء كوريا ومحاصرة الصين؛ ما دفعه للمسارعة الى استغلال قمة العشرين لتخفيض التوتر مع بكين وزيارة كوريا الجنوبية للقاء الرئيس الكوري الشمالي بل وزيارة الشطر الشمالي من خلال تخطي الحد الفاصل في قرية بانمونجوم.
قفزات ترمب الاخيرة في قمة العشرين لم تكن عشوائية بل هي ردات فعل على تحركات صينية وكورية شمالية تترافق مع توتر كبير في الخليج العربي جعل من التصعيد خيارا جيوسياسيا خطرا يتهدد الولايات المتحدة الامريكية التي باتت تواجه خصوما غير تقليديين كبيونغ يانغ وطهران.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012