أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب الضمان: إتاحة الانتساب الاختياري التكميلي لمن علق تأمين الشيخوخة خلال كورونا مدعوون للتعيين في وزارة الصحة - أسماء
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


كل شيء للبيع

بقلم : فارس الحباشنة
04-07-2019 05:13 AM

«للبيع» مكتوبة بالاسود والاحمر والاخضر والابيض، وتنتشر في كل انحاء عمان، وعلى فارغ الصبر ينتظر ناشروها التقاط زبائن يفاوضون ويشترون.
حملة اعلانية غير مبرمجة، ولا يقف وراءها جهة محددة الهوية، ففجأة وتحديدا من شهور قريبة صارت اعلانات للبيع تغزو عمان، بيوت وفلل وشقق وعقارات واراض وممتلكات خاصة معروضة برسم البيع.
موجة كل شيء للبيع انتقلت من الكتابة على الحيطان والاعمدة، واعلانات الشوارع الى صحف الجرائد اليومية.
زمان كنت «تقلب» عمان بالطول والعرض حتى تعثر على اعلان في المجال العام لبيع عقار على اختلاف أنواعه وأصنافه، فأما اليوم في البناية الواحدة عشرات الاعلانات منثورة على الشبابيك والاسطح والواجهات «للبيع للبيع».
موجة اعلانات «للبيع» لافتة للانتباه، ولربما من يتابعها يكتشف كم أن السوق المحلي غارق بهذا الخيار «للبيع»، ويبدو أنه الخيار الأمثل والوحيد والاصلح بين يدي ملاك واصحاب مصالح ومواطنين عاديين.
«للبيع»، فاما لداعي الهجرة والسفر أو لداعي التعثر المالي وسداد البنوك، أو لدواع أخرى كلها مقرونة ومربوطة بالكساد والعجز الاقتصادي والمالي لقطاعات اقتصادية ومواطنين.
إعلان يخفي أزمة عميقة بطرفيها: الخفي والظاهر لم تعلن عن نفسها بشكل مباشر وعلني ورسمي.
من يملك شيئا يعرضه للبيع، كل شيء للبيع، مؤشر عام يغزو المدينة، ولا يمكن الا ربطه بالاوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية والمرعبة التي يمر الاردن بها.
شريحة متحركة في المجال العام يرفعون «كرت احمر» للمغادرة، ومن يتصورون أنه لا خيار بين ايديهم الا البيع، عاجزون وغير قادرين على الاستمرار والتحدي، فمن يتورط بقروض بنكية ومن يتحمل كلف تشغيل واعباء مالية لم يعد يطيق تحملها.
«للبيع» عبارة لا توحي بالايجابية، مؤشر في الاقتصاد يعني الكثير والكثير، وخاصة عندما ترتبط الامور بالبيع تحت الضغوط والتعثر والعجز المالي والمديونية.
وحتى من لا ينشرون «للبيع»، فانهم لا يتخلون عن هذا الخيار في مداولات اعمالهم ونشاطاتهم العامة والتجارية، يرددونها كخيار دون تمهل أو اعادة نظر.
كلمة بسيطة، وأقل من عبارة، فاضحة للوضع الاقتصادي العام، تكتشف ان وراءها ثمة ما يقلق الاردنيين، ويجعلهم يشعرون بخوف زائد ومضاعف، ولا يمكن النظر الى كلمة «للبيع» والتفكير بها باستسهال.
بالطبع نتحدث هنا عن عجلة اقتصاد عام، ونتحدث عن مؤشرات الاستهلاك، ما بين الزيادة والنقصان والضعف والقوة والاقبال والتردي، وهذا ما يعنون الاقتصاد الاردني في هذه المرحلة.
وببساطة فان «للبيع» تحمل تحذيرا سريعا وسريا.. تحذيرا من الوقوع في فخ التدهور الاقتصادي، او الدخول في دائرة ازمات كبرى تمس الاحتياجات الرئيسية، تحذيرات من خيار مهيمن على الوضع العام.
موجة «للبيع» لم تمر على الاردن كما هو اليوم، الاقتصاد الاردني من عقود يعاني من أمراض مستفحلة، ولكن لم يعرف أكثر مما يمر به الان من «أزمة خانقة» ويسميها الخطاب الرسمي «عنق الزجاجة» التي يبدو أن الخروج منها صعب ان لم يكن مستحيلا.الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012