أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


علي سعادة يكتب : في ذكرى رحيل مجاهد عربي قبل أن يكون ملكا

بقلم : علي سعادة
06-07-2019 11:58 PM

الملك طلال بن عبدالله لم يكن ملكا هاشميا فقط، تمر ذكرى رحيله في السابع من تموز( توفي عام 1972 ) كان زعيما معروفا بذكائه ووطنيته وتدينه وكرهه العميق للبريطانيين والحركة الصهيونية، أقصي من الحكم بناء على تقارير طبية وروايات غير موثقة تزعم إصابته ب'الفصام'.
نحن أمام قائد أردني وعربي يحتاج إلى إعادة كتابة تاريخه، ووضعه في مكان يليق برجل وطني وعربي عظيم، ودراسة الوثائق البريطانية المتعلقة بتلك المرحلة لإضافة المزيد من الضوء على كراهية الإنجليز وغلوب 'باشا' له.
لا توجد أية وثائق صادرة عنه لوصف الحالة الدقيقة لإعفائه من مهامه الدستورية سوى مذكرات نشرتها مجلة 'روز اليوسف' المصرية في عام 1965 يقال بأنه كاتبها أثناء إقامته في سويسرا بحجة العلاج، والتي يشكك البعض بها كونها نشرت في ذروة الحرب الإعلامية بين عمان والقاهرة، وتقرير مقتضب قدم للبرلمان الأردني لتبرير إزاحته عن الحكم.
كان أحد إنجازاته الوطنية وضع الدستور الأردني، وتطوير الحياة السياسية والبرلمانية والحزبية، وضمان حقوق المواطن وحرياته الاساسية وبنود أخرى لحماية العمال وشروط عملهم وفق دساتير العالم المتطورة. ومن بين إنجازاته الوطنية جعل التعليم إلزاميا ومجانيا حيث يعتبر هذا القرار الاول من نوعه في الوطن العربي وكان له الأثر الكبير في النهضة التعليمية التي شهدتها البلاد فيما بعد.
ويعد هذا الدستور أول دستور وحدوي عربي، حيث نص على إعلان ارتباط الأردن عضويا بالأمة العربية وتجسيد الفكر القومي للثورة العربية الكبرى.
كان أرثه الأكبر والأهم أنه وقف مجاهدا في صفوف المقاتلين من الجيش العربي دفاعا عن فلسطين في عام 1948.بل أنه كان يستقبل المجاهدين العرب القادمين من الشام للقتال ضد الحركة الصهيونية و الانتداب البريطاني وهو وليا للعهد، ومن هنا بدأ كره الإنجليز له.
ومن المعارك التي اشترك بها معركة 'غيشر' عند جسر المجامع وقاتل في جبهات القدس ورام الله حيث اتخذ موقعا أماميا بين رفاقه جنود المدفعية الأردنية وبقي هناك حتى الهدنة الاولى، وشارك في معارك مرتفعات 'النبي صموئيل' و'الرادار' و'بيت سوريك' و'بيت اكسا' و'باب العمود' حيث كان يتنقل بين موقع وأخر تحت القصف الشديد.
وكان الملك الراحل طلال قد تعرض لحرب شعواء ومضايقات لم تنته حتى وفاته عام ١٩٧٢ ، أخطرها إتهامات له بالجنون والتي بدأتها بريطانيا وأردنيون من بينهم رئيس وزراء على إرتباط مع الحكومة البريطانية والوكالة اليهودية.
رحم الله أبا الحسين ، كان ملكا يتصف باللطف والتهذيب ودماثة الخلق، ننظر إلى تاريخه بحنين وشغف، تماما كما نستذكر أرث وتاريخ الشهيد وصفي التل .

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
07-07-2019 05:51 PM

جزى الله الكاتب الصحفي علي سعادة خيراً وتقبل الملك المجاهد وأدخله برحمته في عباده الصالحين،، نحتسبه عند الله...

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012