16-01-2012 08:07 AM
كل الاردن -
زيد المحارمة
ما أصعب هذا القرار وما أسهل إشعال النار فماذا فعل لك هذا الاختيار ، إلا انك أغضبت ربك العزيز الغفار وتركت خلفك أطفالك صغار ، واتخذت بكل سهوله هذا القرار وأنت تعلم في قرارة نفسك انه انتحار ، فلقد سرت بروحك الأقدار إلى حيث يعلم العزيز القهار ، فماذا سيغير من بعدك هذا القرار وهل سيصحح حرق جسدك المسار ، أم انك أخطأت وتسرعت في اتخاذ القرار وتركت من خلفك من ستحرق قلوبهم النار وسيطول عليهم الانتظار وفقط هم ( أهلُ الدار ) وجعلت من جسدك مزار لمن أراد أن يحقق أهداف ومكاسب حزبيه وشخصيه من وراء تلك الأخبار ، أما نحن فكلها يومين أو أكثر وسيمضي بنا القطار وسنقلب صفحة جديدة ويستمر المشوار ، وستبقى أنت ذكرى فقط في نفس اهلك وأبناءك الصغار ، آه ما أصعب هذا القرار فهل في هذه الدنيا شيئا يساوي لحظه انتظار في عيون أمك و أطفالك الصغار ، فاعلم انك اتخذت قرارك بنفسك وغادرت هذه الدنيا لوحدك وغدا ستطوي الأيامُ ذكرك وستبقى فقط لوعة في نفس أبناءك وأبوك وأمك ، فلقد كان بإمكانك أن تطالب بحقك وستجد من يقف جنبك دون أن تحرق جسدك وتغضب ربك وتفجع اهلك ، فثق تماما انه لن يأكل همك إلا أطفالك وأمك ، فيا أيها الإنسان الجبار الذي استسهلت اتخاذ هذا القرار فهل أنت تملك نفسك حتى تقدم على الانتحار ، فلماذا هذا الاستهتار بهذه النفس التي وهبنا إياها الوهاب الغفار فنحن في أنفسنا لسنا أصحاب قرار وليس لنا الاختيار أن نموت بطريقة الانتحار ،قال تعالى ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، فكيف إذا نفكر وهل هناك من دوافع وأسباب تجعل الإنسان منا يفارق الأهل والأحباب فحقا لاشيء يساوي دمعة عين أو لحظة غياب إلا البكاء من قبل الأهل والأحباب على من رحل وغاب وترك خلفه نظرة استغراب ، فلا بد يوما أن يكُبر الصغار ويستمرُ المشوار ولا حصره إلى على من أشعل في جسده النار ، نسأل الله العفو والعافية في الحياة الدنيا و وفي الآخرة .
zmaharma@yahoo.cm