أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


الموضوع: المرأه الأردنية ... والحراك السياسي !

16-01-2012 08:24 AM
كل الاردن -



علي الحراسيس
يتسائل البعض عن غياب دور المرأه الاردنية في الحراك السياسي القائم في البلاد  منذ عام ، وماهي أسباب ذلك الغياب ، في ظاهرة تستدعي الدراسة والتقييم إذا ما قيست بدور المرأه  الفاعل والملاحظ للمرأه المصرية والتونسية والسورية والليبية وحتى اليمنية صاحبة جائزة نوبل في الدعوة للحرية والتغيير  ، وإذا اردنا الاجابة على السؤال هنا حول أسباب غياب المرأه ألأردنية في المجال السياسي ، فأننا ُنرجع تلك الاسباب ليس الى عوامل اجتماعية وثقافية مرتبطة بالعادات والتقاليد والثقافة التي تحرم "  خروج المرأه للشارع " ، فالمرأه اليمنية تعيش في مجتمع اكثر تشددا واكثر قسوة ، استطاعت تسجيل إنجازات رائعة على مستوى المطالبة بالاصلاح والتغيير ،  ولكنها في الاردن  ولأسباب تتعلق بطبيعة الدور التاريخي المناط بالمرأه والمقتصر على أداء  أدوار  اجتماعية محددة استمرت عشرات السنين لم تجد فيها المرأه الأردنية ولا زالت في معظم المناطق حتى اليوم الفرصة والتدريب والتمكين لتطوير اداءها سياسيا واجتماعيا لغياب البرامج والتدريب الذي كان على البلاد توفيره منذ سنوات ، وكذلك لغياب وضعف الاحزاب والتنظيمات والهيئات السياسية والاجتماعية  الفاعلة في البلاد خلا بعض"  ثغور "منظمات حزبية لم تحتل برامجها النسوية المكانة والحشد المطلوب ، ولم تتلقى اصلا دعما رسميا للعمل بين النساء ، بل وتم التصدي له باعتبار أن ذلك يهدد النظام ، على نفس موال رفض اي حشد أو تجمع أو إتحاد للشباب والطلبة وغيرهم حتى اليوم .
بعيدا عن تلك ألأسباب التاريخية المرتبطة بطبيعة النظام وسنوات الحكم العرفي ومحاربة أي تجمع يمثل اية طبقة اجتماعية او سياسية او فئوية  ، فأن ظاهرة العمل العام للمرأه الاردنية قد سجل الى حد ما ولو كان متواضعا تقدما واضحا خلال السنوات السابقة بفعل ما اتيح لها من مجالات العمل السياسي  والاجتماعي في المجالس النيابية والبلدية بفضل  مكرمة " الكوتا " التي دفعت البعض منهن للخروج والإنخراط في العمل العام ،  لعل وعسى ان تتبدل الافكار والثقافات وتصبح المرأه الاردنية بغنى عن تلك الكوتا خلال السنوات القادمة على حد تقدير ، ويمكن القول أن ظاهرة نشاطات المرأه الاردنية بشكل عام ان استثنينا المستفيدات من الكوتا النسائية  قد ‘إنحصر في إتجاهين  ، ألأول ، إتجاه يعمل ضمن مؤسسات وهيئات خيرية واجتماعية يشارك فيه  بضع نساء من الطبقات المخملية المحصورة بمناطق غرب عمان دون غيرها !  إذ تجد النسوة هنا متحلقات حول سيدة من سيدات العائلة المالكة التي تترأس إحدى الجمعيات أو الهيئات الاجتماعية والخيرية ، يتبنين برامج  تطوير وتأهيل المرأه الاردنية في مناطق بعينها ، أو يعملن ضمن إحدى الجمعيات المعنية في مجالات حقوق المرأه وشؤون ألأسرة  وبعض برامج التدريب على مهارات محددة لتحسين وضعها الاقتصادي ، والتي تسجل إنجازات متواضعة لا زالت قاصرة لم تصل الى كل المناطق في البلاد ، وقد يكون سبب رفض المرأه الاردنية الانخراط في بعض تلك الفعاليات  الحقوقية والأسرية منها تحديدا علمها بأن تلك البرامج ليست إلا بروتوكولات حكماء الغرب في إخراج المرأه من موقعها والدعوة الى ما يسمى بحقوق المرأه الاجتماعية وخاصة محاولات تلك الهيئات تطبيق قرارات مؤتمر بكين وكوبنهاجن للمرأه ، التي أجاز الاردن بعض منها ورفض البعض الأخر لتعارضها مع الدين والقيم والثقافة العربية والاسلامية .
أما الاتجاه الأخر في النشاط ، فهو ألأكثر حركة ونشاطا وخاصة في الأونة ألأخيرة ، فهو يتعلق بدور سياسي واجتماعي واضح المعالم تديره جمعيات وهيئات باتت تنتشر في عمان مؤخرا وترفع الصوت عاليا  تطالب بالدفاع عن حقوق المرأه السياسية والاجتماعية و" ألإنسانية "  للولوج الى حقوق سياسية بحتة تخدم مشروعا سياسيا كبيرا يهدد أمن واستقرار البلاد ، و لا يأخذ بعين الاعتبار خصوصية الاردن ودوره من خلال صب الاهتمام على موضوع تجنيس أبناء ألأردنيات وحصول ما يسمى بالغالبية السكانية على حقوق سياسية منقوصة على حد تعبيرهم  ومنح الجنسية لمن  ترك أرضه للمستوطنين اليهود ! وهي دعوات تقودها منظمات نسائية أردنية ذات برامج سياسية واضحة المعالم ُدسّت اليها تلك المطالبات من خلال رزم الدعم المالي الذي تتلقاه تلك الجمعيات خدمة لأهداف سياسية خطيرة  !
على الدولة ألأردنية المبادرة وتفعيل دور المرأه الأردنية في كل مكان  وعلى كافة الصعد ، والبدء بلملمة كل الهيئات والتجمعات النسائية في إتحاد عام للمرأه الأردنية ، وتأطير هذا التجمع ببرامج وطنية تخدم الهوية الأردنية وتدافع عنها ، بعيدا عن البرامج المشبوهة وألأجندات الخارجية التي تنادي بها بعض التجمعات النسائية وتهدد أمن واستقرار وبقاء البلاد ، ودون ذلك ، فأن المرأه مهددة " بهجوم " برامج واجندة اجتماعية وسياسية  قد تشكل ثغرة في جدارنا الوطني يصعب معها الاصلاح والترميم ، ففي غياب تلك ألأُطر الشاملة والرؤى الاستراتيجية في مجال تفعيل  وتطوير وتنمية دور المرأه ألأردنية ، فأن مشاركتها ودورها سيبقى محصورا بنشاطات وبرامج متواضعة لا تشكل رافدا اساسيا من روافد البناء الوطني وحماية منجزاته .


aliharasees@yahoo.com

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
16-01-2012 12:05 PM

اعتقد ان جزء ما ذهب اليه الكاتب حول ضعف المشاركة السياسية للمرأه مرتبط بتاريخ علاقاتها مع الحكم العرفي الذي حرمها حتى من الانظمام لاتحاد طلابي او احزاب ، وعانت المرأه ما عانته من جراء ذلك ، ولكن لم تمنح ولأسباب ثقافة المجتمع وما ذكره الكاتب حول العادات والتقاليد فكان لها دور في الحد من النشاط ، ولكنها استطاعت انجاز الكثير على صعيد سياسي واثبتت مقدرة على المشاركة بفاعليه ، اما ما قاله بالمتحلقات حول الاميرات وسيدات العائله ، فبعض منه صحيح ، اذ تعمل معظم النسوة ضمن ذلك المنهج تقربا ومحاولة للوصول ، واتاح ذلك المجال لجمعيات اخرى سياسية ان تطالب بحقوق سياسية ، تجنيس ابنائهن مطلب عادل ، فما ذنب الابناء ؟ وهل يخشى البعض من التجنيس ، فكلنا ابناء وطن نحبه ونقدره من كافة المنابت حتى لو تجاوزت البعض منهن تلك الحدود فهن الاقلية .

2) تعليق بواسطة :
16-01-2012 12:49 PM

اسالوا جمعيات بني حميده وسيدات ضانا وسيدات الكرك والمفرق ، كيف تستغل تلك الجمعيات التي ترفع شعار حقوق المرأه في استغلالهن بالاعمال الانتاجيه ، تطريزات اللباس الشعبي يحتاج لجهد ووقت طويل تتقاضى عنه المراه 75- 100 دينار ويباع في الخارج 750- 1000 دينار ، وسيدات ضانا يعملن في الحجارة الكريمه ويشتغلن 40 - 50 قطعه مقابل 5 دنانير في اليوم ، لا ضمان ولا تقاعد ولاتامين صحي او اجتماعي ، وتباع القطعه الواحده لوحدها من 100 - 200 دينار .استغلال ما بعده استغلال لحاجة المراه في الريف والبادية وظروفها , المهم الربح والوصول للمناصب على اكتاف تلك النسوة

3) تعليق بواسطة :
16-01-2012 01:12 PM

انت تقول ان الاحكام العرفية والعادات حدت من نشاط المراه الاردنية وانا اتفق هنا ، واتفق معك ان الوزارات والمناصب مرتبطه بنساء غرب عمان فقط ، ونفس الوجوه دون غيرها وصلن من خلال علاقات مع سيدات العائله المالكه ، ولكن لا ننكر انجازات البعض من الجمعيات على دعم المراه في الريف والبادية البعيده في مشاريع انتاجية زادت من دخلها وتوعيتها ببرامج صحية واسرية حافظت على صحتها وصحة اسرتها كالتباعد بين الاحمال وتنظيم الاسرة والرعاية الصحية والاطفال وغيرها ، ليس للجمعيات هدف سياسي لتحرك النساء بهذا الاتجاه ، نتفق على بعض ما جاء هنا ونختلف على ما جاء في بعضها .

4) تعليق بواسطة :
16-01-2012 01:45 PM

لنعترف أن المرأة لا زالت أسيره للعادات والتقاليد رغم وصولها إلى أعلى المراتب في الوضائف العامه فهي كانت وستبقى ضلا للرجل ...قد يكون سبب احجامها عن المشاركه في الحراك هو الخوف من التغيير أو عدم قناعتها بجدوى الثورات وأن الأوضاع ليست بهذا السوء الذي يوجب التغيير مع أن الفساد لم يبقي ولم يذر .
إذا كان الرجل بجبروته لم يصل إلى نتيجه طوال مدة الحراك وذهبت مطالباته بمحاربة الفساد أدراج الرياح فهل تستطيع المرأه إحداث التغيير ؟

5) تعليق بواسطة :
16-01-2012 03:14 PM

في احدى المناطق المحافظة في مدينة اردنية طالبت جمعية التطوير اشراك الرجال والنساء في برنامج مشترك يناقش قضايا اجتماعية والعلاقات بين الجنسين ومواضيع يخجل المرء من ذكرها ، وحين رفض الناس تلك الاقتراحات وطالبوا بفصل الذكور عن الاناث ، الغت الجمعية الفكرة والمشروع كليا ،!!! لماذا ؟

6) تعليق بواسطة :
16-01-2012 04:19 PM

شو هي الاطر اللي بتنادي فيها - شو الخطه البديله - شو الحل

7) تعليق بواسطة :
16-01-2012 04:23 PM

لا ادري لماذا يقحم بعض الكتاب موضوع الحقوق المنقوصة والتجنيس وحقوق ابناء الاردنيات في العيش والراحة في وطن امهم في اي موضوع سياسي او اجتماعي ، يا جماعة ان كنتم تخشون من ازدياد عدد الاردنيين من اصل فلسطيني وتتحدثون انه لصالح مشاريع الوطن البديل ، فنحن ابناء فلسطين نرفض اي دولة بديله لفلسطين ، لكننا طالما اننا نعيش في الاردن وننعم بخيرها فلن نكون ناكرين جميل لما قدمه ابناء الشعب الاردني والعائلة الهاشمية الكريمة لنا منذ 1947 ، ولكننا نود ان نمد اليد لحل قضايا عالقة لابنائنا لا اكثر ، صحيح ان هناك من يصطاد ويخطط ضد الاردن ويرفع شعار حقوق منقوصة وتجنيس ابناء فلسطين الذين لم يتركوا ارضهم فحسب ،وبعضهم باعوها كذلك ، فأننا نعرفهم ونعرف توجهاتهم ، ولنا فيهم خبرة فهم فاسدون باعوا قضية شعبهم قبل ان يتاجروا بهمومنا . نحن وانتم سنكون ضدهم بالقوة ان كشفناهم . نحن مع البلاد وليس ضدها .

8) تعليق بواسطة :
16-01-2012 04:45 PM

هل صحيح ان احدى سيدات المجتمع والتي تملك مزرعة في الاغوار رفضت ان تسمح لسيدة عاملة في مزرعتها الجلوس للراحة على كرسي بلاستيكي وطلبت من خادمتها الاندونيسية ان تغسله بالماء والشامبو ! فقط مجرد سؤال لقصة سمعناها من بنات الاغوار العام الماضي . فأين المطالبات بالحقوق النسائية من هذه السيده . للعلم السيده رشحت لتولي منصب وزاري في حكومة الخصاونه ولم تفلح محاولاتها .

9) تعليق بواسطة :
16-01-2012 04:56 PM

الأخت ميس. الموضوع الذي تتحدثين به موضوع سياسي مشبوة مكشوف تستغله دوائر وجمعيات موجهه من الخارج . أن عليك أن تتسائلي لماذا لا تقوم تلك الجمعيات بطلب منح الأطفال جنسيه ابيهم الفلسطينيه؟؟ ولماذا لا يمنح ابيهم من الأساس جواز السفر الفلسطيني؟؟ وفي نفس الوقت لا تسمح اسرائيل للفلسطينه التي تحمل الجواز الأسرائيلي من الأقامه في اسرائيل ان هي تزوجت فلسطيني "وهنا لا وجود لتلك الجمعيات الأنسانيه ولا مطالبات "

أن هناك صراع بين الدول على موضوع السكان والتغيير الديمغرافي يدار بكل السبل وهناك دوائر تعتقد ان الأوان مناسب للضغط على الأردن في هذا الملف وتجنيس الفلسطينيين .
في آخر تصريحات نتنياهو قال " اننا كيهود تركنا للفلسطينيين ثلاثه ارباع فلسطين لأن فلسطين هي شرق وغرب النهر بينما نعيش فقط على الربع "

أما القول عن رفض اي وطن بديل فالواقع قد تجاوز هذا الكلام لأنه قد تم تجنيس وتوطين الجزء الأكبر من الفلسطينيين في الأردن .

10) تعليق بواسطة :
16-01-2012 10:30 PM

الى الاخ محمد المحترم ،
ان كنت تعتقد ان توطين الشعب الفلسطيني يلغي من فكره حق العودة والاستمرار في البقاء في الاردن فانت واهم ، بالرغم اننا نشعر اننا في الاردن ونحب الوطن ونعشق نظامه ونقدر اننا شعب واحد قبلنا بالفكره او رفضناها ، تشيكوسلوفاكيا دولة تعايش فيها شعبان السلافيين والتشيك ، وحين توفرت ظروف الانفصال عاد السلوفانيين الى هويتهم الاصلية وكذلك التشيكيين ، والان دولتان ، وان جرى الانسحاب وتحررت بلادنا بعون الله والشرفاء من الامه ـ فاننا سنعود فلسطينيين نحب الاردن ونعشق ترابها وتاريخ وجودنا بها ونحب ارضنا وترابنا بنفس القدر ، منها اكلنا ومنها شربنا ونمينا وتعلمنا . المهم ان تتحرر الارض وحين ستعرف ان الوطن غالي

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012