أضف إلى المفضلة
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024
شريط الاخبار
مصطفى يشكل الحكومة الفلسطينية الجديدة ويحتفظ بحقيبة الخارجية - اسماء الانتهاء من أعمال توسعة وإعادة تأهيل طريق "وادي تُقبل" في إربد الحنيفات: ضرورة إستيراد الانسال المحسنة من مواشي جنوب إفريقيا الاتحاد الأوروبي يتصدر قائمة الشركاء التجاريين للأردن تحويلات مرورية لتركيب جسر مشاة على طريق المطار قرض بـ 19 مليون دولار لبناء محطة معالجة صرف صحي في غرب إربد غرف الصناعة تطالب باشتراط اسقاط الحق الشخصي للعفو عن مصدري الشيكات 5 إنزالات أردنية على غزة بمشاركة مصر والإمارات وألمانيا - صور ارتفاع الإيرادات المحلية 310 ملايين دينار العام الماضي والنفقات 537 مليونا مجلس الأعيان يقر العفو العام كما ورد من النواب المحكمة الدستورية ترفع للملك تقريرها السنوي للعام 2023 وفاة سبعينية دهسا في إربد "الكهرباء الوطنية": الربط الكهربائي الأردني- العراقي سيدخل الخدمة السبت المقبل السلطات الاسرائيلية تعلن إغلاق جسر الملك حسين بعد إطلاق نار في أريحا 7.726 مليون اشتراك خلوي حتى نهاية ربع 2023 الرابع
بحث
الجمعة , 29 آذار/مارس 2024


علي سعادة يكتب : المواطن يحمل "صخرة سيزيف" وخلفه جوقة " المتحمسون الأوغاد"

بقلم : علي سعادة
09-07-2019 11:48 AM

سيزيف أشهر الشخصيات في الميثولوجيا الإغريقية، عاقبه زيوس، بأن يحمل صخرة من أسفل الجبل إلى أعلاه، فإذا وصل القمة تدحرجت إلى الوادي، فيعود إلى رفعها إلى القمة، ويظل هكذا إلى الأبد، فأصبح رمزا للعذاب الأبدي، لأن ما يقوم به بالتأكيد، عمل غير مجد وعبثي.
حكاية سيزيف لم تكن فقط عن معنى الحياة، كانت مجموعة من الأسئلة حول هذا الشقاء الذي حُكم على سيزيف به، وكأنه صورة قديمة عن شقاء الإنسان العربي المعاصر، الذي تعاقبه الحكومات وتحمله كل هموم الكون على ظهره وتطالبه بالصبر وانتظار الفرج القريب، ثم تمضي به إلى قمة الجبل، ولا تنسي في طريق صعوده أن تضع له شواخص إرشادية تذكره دائما بدوره الوطني، وبأن ما يقوم به هو لمصلحة الوطن، وبأن الحكومة تحمل همومه باستمرار، وأن عليه أن لا ييأس أبدا ويواصل الصعود، فالفرج قريب.
وبينما يصل إلى قمة الجبل أو عنق الزجاجة، أو تجاوز المرحلة الصعبة وبدء النهوض الاقتصادي، بحسب الحكومة، والعرق يتصبب منه، تضع الحكومة كما أكبر من الأثقال على ظهره وكتفيه مثل الضرائب ورفع الأسعار والمبادرات التي تنهك قواه الخائرة، فيهوي إلى القاع متدحرجا أخذا معه في طريق تدحرجه الأبدي بعض الشواخص الإرشادية التي تضرب في مؤخرته وقد كتب عليها : 'طريق غير نافذ'.
وحتى لا يغضب، أو يشعر بالمهانة فإن الحكومة، عبر أدواتها الإعلامية وجمهورها من الهتيفة المتحمسين، تماما، كما هم لدى الكاتب المبدع الراحل محمد طملية في مجموعته القصصية الأولى ' المتحمسون الأوغاد' تقنعه بمقولة محمد علي كلاي :' إذا كانوا قد استطاعوا أن يصنعوا البنسلين من الخبز المتعفن، فإنهم يستطيعون بالتأكيد صنع شئ مفيد منك '.
يعيش المواطن روتين يومي من المعاناة والأعمال التي تبدو غير مجدية والتي يكررها كل يوم دون هدف واضح يسعى للوصول إليه .
وبحسب كتاب ألبير كامو الشهير ' أسطورة سيزيف' فإن مأساة سيزيف لا تعكس مأساة الإنسان في الحياة بقدر ما تصور تحديه وكفاحه المستمر. ويقال بأن سيزيف كان باستطاعة أن يضع حدا لحياته وأن ينهي هذا العقاب الأبدي. لكنه اختار بشجاعة أن يتحدى قدره وأن يمضي قدما في مواجهة مصيره هذا.
لا يبدو وضع حد لمعاناة المواطن المعاصر خيارا متاحا أمامه ، فهو سيكون أمام خيار وحيد وهو الصمود في وجه حكومات تمعن في قهره وعقابه، وهو بالتاكيد يتحدى مواصلا في كده وتعبه لأنه وحده الباقي بينما الحكومات تغادر المنصب مرغمة غالبا وهي تجر أذيال الخيبة.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012