|
|
|
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
توريط!
بقلم : كمال زكارنة 13-07-2019 06:04 AM مستوطنون حقيقيون ولدوا وتربوا وترعرعوا وتعلموا في ربوع المستوطنات الصهيونية المقامة على ارض فلسطين المحتلة، وفي كنف غلاة المستوطنين المتدينين المتشددين والمتطرفين، يتربعون الان على اهم المناصب القيادية في البيت الابيض، ويقودون السياسة الخارجية الامريكية في الشرق الاوسط تحديدا، وفي العالم بشكل عام، يتلقون تعليماتهم وتوجيهاتهم من قادة الكيان الصهيوني، ويتدخلون في شؤون شعوب ودول ترفض تدخلهم لانهم طرف حقيقي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي والطرف لا يمكن ان يكون وسيطا، ويخططون لافتعال الازمات والحروب مع دول وشعوب المنطقة وضربها ببعضها البعض، ومشاريعهم الاكثر خطورة التي يقدمونها باسم الادارة الامريكية، تقوم على توريط الولايات المتحدة في حروب اقليمية لا مصلحة فيها للشعب الامريكي، وجميع اهدافها تصب في مصلحة الكيان الصهيوني على المدى القريب والبعيد، وهؤلاء لا ينتمون لاميركا الا بالاسم وكل ولاءهم للصهيونية العالمية واسرائيل المحتلة لفلسطين والمعتدية على الشعب الفلسطيني والامة العربية، وهناك مصلحة صهيونية في اضعاف القوة الامريكية للصعود على انقاضها واخذ دورها العالمي عسكريا واقتصاديا وسياسيا. رؤوس قادة الشر الثلاثي الاستيطاني، فريدمان وكوشنير وغرينبلات، يعتبرون محركات وادوات تنفيذ المخططات والمشاريع الصهيونية، الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية وافتعال الحروب في المنطقة، ومن خلالهم تدفع حكومة اليمين الصهونية المتطرفة بقيادة نتنياهو بالادارة الامريكية برئاسة ترامب الى مواجهات عسكرية واسعة وتوريطها في حروب قد تستمر سنوات في الشرق الاوسط وآسيا، سوف يصعب على الولايات المتحدة الاستمرار فيها او الانسحاب منها. هذا الثالوث السرطاني الذي ضرب جذوره في البيت الابيض، ويتحرك بكل حرية في توجيه السياسة الامريكية الخارجية، على الادارة الامريكية التنبه له جيدا ومراقبته عن كثب قبل ان ينجح في تنفيذ المخططات الصهيونية والايقاع بالولايات المتحدة في وحل ورمال الحروب المتحركة. العداء المطلق الذي تمارسه الادارة الامريكية للشعب الفلسطيني حاليا بتحريض مباشر من هذا الثالوث، مقابل انحياز امريكي كامل للاحتلال الصهيوني في فلسطين، يضع امريكا في مواجهة عدائية حقيقية مع جميع الدول العربية والاسلامية ومعظم دول العالم، وان كانت غير معلنة على المستويات الرسمية فانها واضحة وظاهرة للعيان شعبيا واهليا، وسوف يساعد ايضا في زيادة عزلتها والتسريع في هذه العزلة. ربما يكتشف ترامب في وقت متأخر هذه الحقيقة، خاصة ان القرن الصهيوني نتنياهو بدأ يلمح الى ان ثقته بالرئيس الامريكي اهتزت كثيرا بسبب موقفه المتردد من ايران، مما يعني انه يستعجل توريط اميركا في نزاع عسكري مسلح في منطقة الخليج العربي ليقطف هو ثمار الخسائر والدمار الذي سيلحق بجميع الاطراف. لجوء الثالوث السرطاني الاستيطاني في البيت الابيض الى خيار الصدام والتصادم مع الآخر بشكل دائم، يوحي بأن هناك اهدافا خطيرة تختفي وراء هكذا سياسة عدوانية.الدستور
التعليقات
لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن
علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
|
|
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012
|
الرد على تعليق