أضف إلى المفضلة
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
العدوان: 31 تموز الموعد المتوقع لفتح باب الترشح للانتخابات النيابية الوطني لمكافحة الأوبئة: الأردن خال من أي إصابات بالملاريا وزير الداخلية: أهمية مشاركة المواطنين في الحياة السياسية والحزبية تنظيم الاتصالات تتخذ جميع التدابير لإيقاف التشويش في نظام "جي بي أس" الملك لماكرون محذرا: الهجوم الإسرائيلي على رفح خطير الملكية: سندخل طائرات صديقة للبيئة إلى أسطولنا ارتفاع الفاتورة النفطية للمملكة 4.9% خلال شهرين توقيف محكوم غاسل أموال اختلسها بقيمة مليون دينار بحث التشغيل التجريبي للباص السريع بين الزرقاء وعمان بلدية إربد تدعو للاستفادة من الخصم التشجيعي على المسقفات القوات المسلحة الأردنية تنفذ 6 إنزالات جديدة لمساعدات على شمال غزة بمشاركة دولية الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال للمستوطنين المتطرفين باقتحام الاقصى المملكة على موعد مع حالة ماطرة استثنائية تستمر 10 أيام أكثر من 34.3 ألفا حصيلة الشهداء في غزة منذ بدء العدوان 18 إصابة بحادث تصادم في الموجب
بحث
الجمعة , 26 نيسان/أبريل 2024


الأردن ... و ، السعودية ومصر وبريطانيا !

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
14-07-2019 10:44 PM

أعرف سلفا أن كلامي هذا لن يعجب من يفكرون بيومهم وينسون ماضيهم ومعهم جيل جديد لم يعش الماضي بحلوه ومره على قسوة وكثرة مرارته ، ومع ذلك سأقول ما أرى أنه الحق ليس ولاء لآخرين كما قد يفعل غيري ، وإنما ولاء لضميري ولوطني ولعروبتي وما أعتقد أنه الصواب .

سأبدأ من بريطانيا الدولة العظمى ذات المقعد الدائم في مجلس الأمن الدولي ، والدولة الحليف الإستراتيجي الأول للولايات المتحدة التي باتت تحكم وتتحكم في مصير عالم اليوم . فبريطانيا هي الدولة الأكثر تأثيرا في توجيه السياسات الأميركية الشرق أوسطية ، وليس سرا أن العالمين ببواطن الأمور في هذا العالم يدركون تاريخيا ، أن العسكرة صناعة أميركية ، فيما السياسة صناعة بريطانية ، وأن بريطانيا التي إستعمرت بلادنا طويلا وأسهمت في تقسيم المنطقة بالتعاون مع فرنسا إلى دول عدة ، وصاحبة وعد بلفور الداعي لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين قبل أن يسطع نجم أميركا وغيرها ، هي الأقرب إلى عالمنا العربي الشرق أوسطي ، وهي الأدرى بشؤوننا والأكثر خبرة حتى بأنماط تفكيرنا ، وهي بالتالي الأقدر على معرفة ما يمكن تطبيقه من حلول لقضية فلسطين وما لا يمكن ، بخلاف أميركا التي تستند إستراتيجيتها الشرق أوسطية اليوم على ضمان ما تسميه الأمن القومي لإسرائيل ، حتى لو كان الثمن خراب المنطقة كلها وضياع حقوق شعوبها وبالذات الشعب الفلسطيني الذي يرتبط مصيره بمصيرنا نحن الأردنيين تحديدا أكثر من سوانا ! .

بريطانيا الضاربة جذورها في عمق التاريخ ، لا تغير مواقفها بين عشية وضحاها كما تفعل أميركا مثلا ، وبريطانيا لا تتخلى كذلك عن حلفائها كما يفعل غيرها ، إلا إذا تخلوا هم ووضعوا مصائرهم دفعة واحدة في السلة الأميركية التي ثبت تاريخيا أن من السهل جدا تخليها عن حلفائها تحت وطأة أبسط مصالحه هي ومصالح ربيبتها إسرائيل التي ترى فيها حاميتها العسكرية المتقدمة في منطقتنا ، والتي ترى أن لا غضاضة في هيمنتها على كامل فلسطين دولة لليهود وحسب ، وليذهب الآخرون إلى الجحيم .

ليس خافيا أننا نحن العرب وأمام سطوع نجم أميركا وتراجع نجم بريطانيا نسينا ، أغفلنا أو تغافلنا عن حقيقة أن بريطانيا هي الأقرب إلى فهم واقعنا وهمومنا التي أسهمت هي في زمن غابر في صنعها ، وجعلنا جميعنا من لندن مجرد محطة للإستراحة في طريقنا إلى واشنطن ، ناسين أن كلمة بريطانيا نافذة في واشنطن ، وأن لندن هي المطالبة قبل واشنطن وغيرها في قول الكلمة الفصل وإتخاذ الموقف الفصل حيال قضايانا وبالذات قضية فلسطين .

وعليه ، أرى أن الأردن يصنع المطلوب الصحيح إن هو سعى جادا إلى تفعيل علاقاته مع بريطانيا بالذات ، وجعل منها علاقة إستراتيجية سياسيا كي تفعل فعلها في توجيه قطار السياسة الأميركية غير العادلة حيال قضية فلسطين وسائر قضايا منطقتنا ، فالدهاء السياسي البريطاني التاريخي المعهود ، بمقدوره أن يفعل الكثير على هذا الصعيد ، وتجنيب بلدنا ومنطقتنا عموما أن تبقى تحت رحمة رؤى مستشارين أغرار للإدارة الأميركية الحالية ومن يقفون خلفها من منظمات دينية خفية وعلنية تشن حربا دينية على منطقتنا بلبوس سياسي مكشوف مضمونه الحقيقي ديني عنوانه الحركة الإنجيلية المتصهينة التي تحث الخطى لإستكمال هيمنة إسرائيل على كامل فلسطين إنتظارا لعودة المسيح المنتظر وفقا لعقيدتهم ، بغض النظر عما يترتب على تلك الهيمنة من دمار وخراب وضياع لعالمنا العربي ولمنطقتنا الشرق أوسطية كلها ! .

ونذهب إلى ما لا يقل أهمية عما سبق ، فنقول ، إن علاقاتنا الأردنية مع سائر دول الخليج العربية غاية في الأهمية إستراتيجيا ، مع الكويت والإمارات والبحرين وقطر وعمان ، لكنها تكتسب ميزة خاصة مع السعودية بالذات ، فالسعودية هي الدولة الخليجية الأكبر ، وهي بلاد الحرمين الشريفين ، وعلاقاتنا معها ومنذ إستقرار دولتنا الأردنية إمارة فمملكة منذ عشرينيات القرن الماضي ، ظلت علاقات تعاون كامل ودعم سعودي سخي لا ينكره سوى جاحد ونحن لسنا كذلك ، وحتى عندما إختلفت رؤانا إزاء حرب تحرير الكويت ، وبرغم عتبهم إذ كانوا يتوقعون أننا آخر من يمكن أن يختلف مع موقفهم ، إلا أنهم لم يقفوا طويلا هم وأشقاؤنا الكويتيون وتناسوا كل شئ ، وعادوا أشقاء داعمين لنا وما زالوا .

للسعودية مصالحها الوطنية العليا ، تماما
كما هو الحال بالنسبة لنا ولكل دولة على هذا الكوكب ، ومن حق كل دولة أن تقدم مصالحها على مصالح غيرها حتى لو كان شقيقا ، وتلك غريزة إنسانية تحدث حتى على مستوى العائلة ، فاليمن الشقيق صار بفعل التمرد الحوثي شوكة في خاصرة السعودية ، خاصه وهي ونحن معها لطالما سمعنا من يتحدث عن السيطرة على ثلاث عواصم عربية والرابعة أي صنعاء على الطريق ، وهو كلام ما كنا نرغب بسماعه بل كنا نتوق لنقيضه حفاظا على علاقات شرق أوسطية إسلامية تضامنية في مواجهة المشروع الصهيوني الذي يستهدفنا جميعا .

لو كنت صاحب قرار سعوديا ، لغادرت اليمن ، فإذا ما كان الأشقاء اليمنيون راغبون في حكم الحوثي فهذا شأنهم ولهم ذلك ، ولإحتفظت بجيشي على حدودي معهم وحسب تحسبا لأي طارئ ، خاصة ونحن نسمع كل يوم من يتباكى على الشعب اليمني من ظلم السعودية ! ، متناسيا وعن عمد أن حكم الحوثي لهذا البلد العربي ، يعني وضعه تحت هيمنة قوى إقليمية لها مشروعها الذي لا نتمناه هو الآخر ونتمنى عكسه بالمطلق ، حرصا منا على تضامن عربي إيراني في مواجهة مشروع مرعب يستهدفنا معا عربا وإيرانيين وأتراكا على حد سواء ، ولا حول ولا قوة إلا بالله .

مصر الشقيقة دولة كبرى في موازاة السعودية الشقيقة ، والحكمة الإستراتيجية تقتضي بناء علاقات أردنية سعودية مصرية إستراتيجية قوية غير قابلة للنقض أو الإهتزاز تحت أية مشاعر عتب أو زعل خشوم ، فما يتهددنا معا ومعنا كل العرب وبالذات في الشرق العربي أكبر مما نتصور .

قد يبدو غريبا ولربما مستهجنا في نظر من لا يتقون الله في تخوين وظلم أشقائهم ، أن أدعو إلى أستدارة كاملة في منظومة العلاقات البينية العربية تبدأ بعلاقات تحالف إستراتيجي أردني سعودي مصري قوي عسكريا إقتصاديا وإجتماعيا ، يكون نواة قوية فاعلة لتحالف عربي شرقي كامل متكامل بتعاون سياسي واضح مع بريطانيا ، لتوجيه رسالة عربية قوية موحدة لواشنطن بأن العرب ليسوا ( موضع سخرية وإستخفاف ) في نظر إدارة ترمب ، بل هم قوة إنسانية ترفض الذل والهوان وبغير العدل والحق لا تقبل ، ولن يضيرها تقارب مع تركيا وإيران إن لزم وركبت الإدارة الأميركية رأسها وواصلت مهزلة ما تسميه صفقة القرن إعتقادا واهما منها أن الشعوب العربية قد ذلت وماتت ، وستقبل صاغرة بحكم وهيمنة إسرائيل عل أوطانها ومقدساتها ومقدراتها كما لو كانت نهبا لهمل الكوكب ! .


أخيرا وليس آخرا ، عمان والرياض والقاهرة مدعوات لقرع الجرس بقلوب عربية صافية وضمائر حية ، والشعوب العربية والإسلامية جميعها حاضرة حية تتمنى ذلك وتنتظره على أحر من الجمر ، والله الذي خلق أميركا خلق غيرها وقادر على أن يخلق من هو أعظم ، وهو سبحانه من وراء قصدي .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012