صفقة القرن والنغمة الجديدة

الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024

صفقة القرن والنغمة الجديدة

بقلم : كمال زكارنة
15-07-2019 05:44 AM

عرّابو صفقة القرن بعد ان فشلوا في تسويقها سياسيا واقتصاديا، ولم تعد امامهم خيارات اخرى لاقناع العرب والفلسطينيين والعالم بها، اخذوا يعزفون نغمة جديدة على اوتار المؤامرة التصفوية التي يقودونها ضد القضية الفلسطينية، وهي ان الصفقة تهدف الى الخلاص من حركتي حماس والجهاد الاسلامي الفلسطينيتين، فتحولت اهداف الصفقة بقدرة قادر من حل للصراع الفلسطيني الصهيوني، وتحقيق السلام في المنطقة والازدهار الاقتصادي الذي بشروا به، الى صفقة لمكافحة الارهاب حسب تصنيفاتهم وتقسيماتهم وتوصيفاتهم، واذا كانت الحركتان الفلسطينيتان ارهابيتان فهل وقف ارهابهما يتطلب تصفية القضية الفلسطينية، ومن هو الارهابي الذي يحتل الارض بقوة السلاح ويقتل الشعب المحتل ويعتقله ويهدم بيوته ويغتصب ارضه ومساكنه ويمارس التطهير العرقي ضده يوميا، ام الذي يدافع عن حقه ووجوده وارضه وعرضه وكرامته، ليعلم غرينبلات ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان اقوى واشرس المدافعين عن حركة حماس عندما تعرضت للاتهام بالارهاب في المحافل الدولية ومنع اتخاذ قرار دولي ضدها يصنفها بالارهابية، وعليه ان يعلم ان هذا الاسلوب الجديد الذي يحاول التسلل من خلاله الى جدار الرفض الفلسطيني لصفقة القرن، على امل احداث اختراقات في صفوف القيادة الفلسطينية والقوى الفلسطينية سيبوء بالفشل، لان جميع القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية موحدة ضد العدو الصهيوني والادارة الامريكية ومشاريعهما التصفوية، وان كان بين تلك القوى خلافات داخلية في وجهات النظر والمواقف ازاء العديد من القضايا المحلية.
حماس والجهاد الاسلامي وجميع الفصائل والتنظيمات والقوى الفلسطينية لا تهدد احدا، ولا تشكل خطرا على اي من الدول العربية او الاسلامية، او دول العالم الاخرى، ومن هنا فان العرّابين للصفقة لن يجدوا آذانا صاغية لنغمتهم الجديدة ولن ينجحوا في تسويقها، وسيكون الفشل حليفهم ومصيرهم كما سبق وفشلوا سياسيا واقتصاديا.
ينكر العرّابون المتصهينون للصفقة على الشعب الفلسطيني حقه في استعادة ارضه المحتلة، واقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس المحتلة، ويعترفون بذلك علنا ويحرّمون على الشعب الفلسطيني حقه في الحرية والاستقلال والعدالة والحياة الحرة الكريمة مثل باقي شعوب الارض، وكل ما يعنيهم ويهمهم توفير الامن والامان للمحتلين الصهاينة الغاصبين للارض الفلسطينية بالقوة العسكرية الامريكية .
محاولات الالتفاف الخطيرة جدا التي بدأ اؤلئك العرّابون باستخدامها تحن عنوان الخلاص من الحركات المتشددة، توحي الى نوايا خبيثة وعدوانية ضد الشعب الفلسطيني، ربما يحتفظون بها كخيارات جدية بعد ان تفشل مؤامراتهم وجهودهم التصفوية، واستعمال القوة العسكرية لفرض صفقة القرن على الشعب الفلسطيني بحجة مكافحة الارهاب، ومهاجمة جميع القوى الفلسطينية دون استثناء كونها ترفض الصفقة بالاجماع، ويبقى هذا الاحتمال واردا بقوة .
المؤشرات الحقيقية على المواقف الفلسطينية في الداخل والخارج الفلسطيني، كلها تؤكد بأن الموت اسهل الخيارات دون الوطن وتحقيق الاهداف الوطنية مهما بلغت التضحيات وحجم المؤامرات، وتحذر في ذات الوقت من الانزلاق الى وحل الاعداء.الدستور