أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


تنامي خطاب الكراهية والعنصرية في الولايات المتحدة

بقلم : كمال زكارنة
21-07-2019 05:30 AM

اخطر ما يمكن ان تكون العنصرية والكراهية احدى وسائل الدعاية الانتخابية في دولة ما، لانها تؤدي الى انقسامات عميقة داخل المجتمع لا يمكن ان تلتئم او ان تعود الامور الى طبيعتها حتى بعد انتهاء الانتخابات، بل على العكس سوف تتعمق وتتجذر اكثر فاكثر، ومن اخطر انواع العنصرية التمييز العنصري على اساس اللون او الدين او العرق، حيث يتم فرز ابناء المجتمع الواحد بسهولة وبسرعة، وتتشكل التكتلات المتناحرة والمتنافسة والمتصارعة مما ينعكس سلبا على جميع مناحي الحياة ويهدد الامن والسلم المجتمعيين.
وفي الحالة الامريكية المستجدة، قبيل الانتخابات الرئاسية الامريكية العام المقبل، ان الرئيس الامريكي يقود بنفسه خطاب الكراهية والعنصرية، علما بأنه من المفروض ان يكون المرجعية للجميع وعنده تلتقي جميع وجهات النظر المتباينة ويضع هو بنفسه الحلول الوسط والمقبولة من جميع الاطراف، لا ان يؤجج الصراعات العنصرية وينحاز الى اللون الابيض والديانة التي ينتمي اليها، ويصنع الاصطفافات المتعصبة ضد بعضها البعض، ويعمل على تفسيخ المجتمع المتماسك .
الخطورة في الحالة الامريكية، انها الدولة الاولى في العالم، عدا عن كونها مترامية المساحة ومن الدول الاولى في عدد السكان، وتضم اكبر عدد من الجنسيات والعرقيات والاديان والالوان المختلفة من البشر، ومن السهل ان تنتشر العنصرية والكراهية الى خارج حدودها، وتستقر وتتوطن في دول اخرى من العالم، وتصبح ظاهرة وسلوك وممارسة حقيقية تهدد الامن والسلم العالميين، ويصعب السيطرة عليها وضبطها وقد تؤدي الى كوارث عالمية على المديين البعيد والمتوسط.
غياب العنصرية والكراهية والتمييز وسيادة القانون والعدالة الاجتماعية وحقوق الانسان في الولايات المتحدة الامريكية، كانت من اهم السمات والميزات وعوامل الجذب لجميع شعوب العالم ودافعا رئيسيا لطلب الهجرة الى امريكا قبل البحث عن المال وفرص العمل، لان الانسان اولا وقبل كل شيء يبحث عن الاستقرار النفسي والامن وضمان حصوله على حقوقه وعدم تعرضه لاية اعتداءات او مخاطر او تهديد من قبل الاخرين، لكن في هذه المرحلة يبدو ان عقارب الساعة بدأت تعود الى الوراء وتسير بشكل عكسي، لتهدد جميع هذه المغريات التي استقطبت خلال العقود الماضية ملايين البشر الذين هاجروا بطرق مختلفة الى الولايات المتحدة واستقروا فيها.
حتى يطمئن المواطن الامريكي على استقراره وبقاءه في بلده، عليه ان ينظر الى لونه كل يوم في المرآة ويتأكد هل هو اسود ام ابيض، وقد يضطر في مرحلة لاحقة الى اجراء عمليات ومداخلات طبية لتغيير لون بشرته لتفادي الملاحقة العنصرية وتجنب الكراهية، والصدام مع اتباع هذا النوع من التمييز.
رغم المعارضة الشديدة والواسعة، التي قوبلت بها افكار ترامب ودعواته العنصرية وخطاب الكراهية الذي تبناه ضد اربع نائبات
امريكيات، الا ان هذا النهج الخطير الذي بدأ يتبناه في حملته الانتخابية، يشكل خطورة حقيقية على نظام الحياة العام في امريكا، وربما يتطور الى اعتداء المتعصبين البيض في المجتمع الامريكي على حياة وممتلكات ذوي البشرة السوداء، وتمزيق مكونات المجتمع وبالتالي تفكيك الولايات المتحدة جغرافيا وديمغرافيا .الدستور

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012