أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني عضو بالكنيست : جميع كتائب القسام نشطة بغزة بخلاف ادعاءات نتنياهو الوزير الارهابي بن غفير : "الإعدام".. "الحل" لمشكلة اكتظاظ السجون بالفلسطينيين وكالة فارس الإيرانية: وي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية في الجيش تقارير أولية عن انفجارات متزامنة في إيران وسوريا والعراق فيتو أميركي يفشل قرارا بمنح فلسطين عضوية الأمم المتحدة الكاملة المندوب الروسشي : كل فيتو أمريكي ضد وقف إطلاق النار في غزة يتسبب بمقتل آلاف الفلسطينيين "مفاعل ديمونا تعرض لإصابة".."معاريف" تقدم رواية جديدة للهجوم الإيراني وتحليلات لصور الأقمار الصناعية الأردن يوسع المستشفى الميداني نابلس/2 كأس آسيا تحت 23 عاما.. الأولمبي يتعثر أمام قطر باللحظات الأخيرة الحكومة تطرح عطاءين لشراء 240 ألف طن قمح وشعير الأمير الحسن من البقعة: لا بديل عن "الأونروا" الصفدي يطالب المجتمع الدولي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية - نص الكلمة العسعس: الحكومة تملك قرارها الاقتصادي القسام: فجرنا عيني نفقين مفخختين بقوات صهيونية بالمغراقة
بحث
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


ابو عرب …خرج ولم يعدْ !!!

بقلم : بسام الياسين
23-07-2019 06:36 AM


{{{ النخب في بلادي العربية تسرق اثمان المكانس نكاية بالنظافة، وتنهب ثروات الاوطان لتفسد الطهارة،وهي على استعداد تشليح الاموات الاكفان من غير ان يرف لها جفن.غير هذا الكلام،مجرد كلام يندرج تحت بند الثرثرة، وعلك كلام كعلكة عالية الجودة.الم تروا قصورهم، ارصدتهم،بذخهم. شواهد تدينهم، وشهود تشهد عليهم.اهلكوا البلاد بتقسيمها الى قيس ويمن و اعادوها للجاهلية الاولى بحروب اهلية اكثر ضرواة من داحس والغبراء،ثم افقروا العباد حتى ركب الشباب زوارق الموت بحثاً عن الكلأ والماء في اوروبا.سياسات خبيثة لا يقدر عليها سوى الشيطان والنخب العربية }}} .

***

ـ لم يتوقف ” ابو عرب ” عن البحث في ذاكرته المكتظة بالاسماء من ذوي المقامات الرفيعة،و ارقام هواتف اصدقاءٍ مخلصين، تضيق بها ذاكرة جهازه الخلوي،لعله يجد من يقرضه،بعد ان ضاقت احواله وشحت ميزانيته.فاعباؤه ازدادت ضعفاً.ابنه الجامعي ،اجرة البيت،غلاء الاسعار،اعتلال صحة والدته المُسنة.هاتف اصدقاءه اولاً ممن يتوسم فيهم الخير.كانت الاجابات مخيبة للآمال والتبريرات تنطوي على كذب صريح.اسودت الدنيا في وجهه.فهاتف موسرا متديناً من ذوي القربى، يسرف في التبجح بالاعمال الخيرية وفضائل الصدقة وإغاثة الملهوف ،جاء رده على نداء الاستغاثة جارحاً .تمنى لو بلعته الارض و لم يتصل به.قرر وضع ذاكرته بالعصارة، بعد ان استنفذ الاسماء كلها.تذكر صديق طفولته الذي كانا معاً ولم يفترقا الا في الدراسة الجامعية. بقي هو في الاردنية،و ذاك ذهب الى جامعة امريكية،ولما عاد شغل منصبا حساساً حتى أُحيل للتقاعد بتهمة ” مالية “.فقرر الذهاب اليه شخصياً، لعل المواجهة تحرك عاطفة الطفولة .

استقبله الصديق بمودة في دارته الواقعة على ربوة في اجمل مناطق المدينة،لكن مظاهر الثراء الفاحش استفزته،خاصة اللوحات الثمينة ذوات الاطر الذهبية.فحدث نفسه :ـ ” الفرج بات قريباً، فالمبلغ زهيد قياساً بهذه الابهة “.تشجع بعد ان تناول فنجان القهوة وترطيب لسانه برشفة ماء ، فافصح لصديقه متعلثماً عن حاجته لمبلغ وسيرده.اشار اليه صديقه :ـ بالذهاب الى البنك ؟!. فرد عليه ابو عرب:ـ تعرف انني لا اقرب البنوك ،فتربيتي الدينية تنهاي عن ما يُغضب ربي.ابتسم صديقه وقال:ـ لقد جئت اذاً على العنوان الخطأ،فانا مثلك بالكاد اتدبر شؤوني حتى انني افكر بالاستدانة من البنك،وقد اباح الله لنا الميتة في الشدة،فكيف لا نتعاطى سلفة .

ادرك ابو عرب مدى تقديس صاحبه للمال واستهزائه بالقيم وضجره منه.استأذن بالانصراف،وكرر الصديق المعذرة حتى شّيعه الى الباب ،وكانت المفاجأة ان لمح اليه عدم تكرار الزيارة،فامتلأت نفسه حقداً فوق حقده عليه.خرج يجرجر اقدامه في ممر الحديقة المفضي للشارع.ولما وصل الرصيف،التفت وراءه ليبصق على الطريق التي حملته الى صديقه،لكنه امتنع حياءً من الله عندما قرأ نقشاً محفوراً على واجهة الفيلا الفخمة ـ هذا من فضل ربي ـ.

احتار في امره ماذا عساه ان يفعل ؟. هل يبيع التلفزيون الحديث الذي اشتراه بالتقسيط الطويل قبل اسابيع،فهو يسبب له صداعاً يومياً.فالشاشة تزرب دما عربياً ؟.عربان يتهافتون كالذباب للتطبيع مع اسرائيل !.دول عربية ذات مكانة وقوة تدفع الجزية بينما الجوع والطاعون والمديونية تفتك باشقائها اما ام القضايا فلسطين فقد باتت خبراً عابراً ليس بذي قيمة.

اقلع عن فكرة بيع التلفزيون، إثر تهديد زوجته بترك البيت لانه متعتها الوحيدة الباقية،اذ انها مولعة بالمسلسلات التركية حد الهوس،لدرجة انها ناصبت العداء خطيب الجمعة الذي تساءل ذات خطبة :ـ هل نحن امة محمد ام امة مهند ؟. ثم هداه تفكيره في بيع الثلاجة حيث لا يوجد فيها الا قناني الماء كثلاجة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ـ و امثاله من القادة الذي كان سيدنا عمر بن الخطاب قدوة لهم في التقشف والحرص على مال الدولة.بيع الثلاجة اذاً منطقي.فعائلته تأكل ما تيسر يوماً بيوم.اما اللحم ،لا يتذوقه الا في عيد الاضحى مما يجود به الخيرون، اضافة لمكرمة الاوقاف من لحم اضاحي الحجاج التي تدفع به الينا دولة شقيقة بدلاً من دفنه حفاظاً على البيئة.ولما عرضها على تاجر الاثات المستعمل اظهر فيها الف علة،فسولت له نفسه صفعه لكنه تراجع وطلب اليه مغادرة البيت بسرعة قبل ان تفلت اعصابه.

ما الحل ؟!. لمعت بذهنه فكرة جهنمية.توجه الى موقف الحافلات الذاهبة للمدينة الكبيرة التي تضيق ارصفتها بالناس.دفع للسائق آخر ما في جيبه من فراطة ولما هبط مع الركاب في المحطة،شعر انه مثل مهاجر عاد لوطنه ولم يجد احداً في استقباله.امتطى قدميه هائما على وجهه…ليس برفقته سوى ظله…في منتصف النهار كانت الشمس عامودية لاسعة فاختفى ظله و مُذاك ضاع اثره.

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
23-07-2019 01:02 PM

هذه القصة تعزز مقولة لاينفعك أب ولا أخ ولا قريب ولا صديق لاينفعك الا مالك(مالك هو صديقك الذي لايخذلك)؟!!!

2) تعليق بواسطة :
23-07-2019 04:29 PM

انت رائع

3) تعليق بواسطة :
23-07-2019 05:36 PM

الياسين سلمت ودمت...كاتب رائع وقلم طاهر

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012