أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


أسرار إيرانية - صينية

بقلم : حازم عياد
24-07-2019 05:17 AM

رفضت ايران الافصاح عن وجهة ناقلة النفط (غريس 1) التي احتجزتها البحرية البريطانية اثناء مرورها من مضيق جبل طارق؛ وعندما سئل وزير الخارجية الايراني من على شبكة سي بي اس نيوز الامريكية عن وجهة شحنات النفط الايرانية رفض الافصاح عن ذلك؛ وقال ان ذلك سر من اسرار الدولة الايرانية.
الموقف الايراني ازداد صلابة وصدامية بعد اصرار الجانب البريطاني على ضرورة الكشف عن وجهة السفينة؛ وبعد ان كشفت مصادر امريكية عن قيام ايران بتخزين نفطها في الموانئ الصينية؛ فالمردود المتوقع للشركات الصينية مرتفع؛ ذلك ان الصين تستهلك 12 ونصف المليون برميل يوميا محتلة بذلك المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة؛ ما يعطي الشحنات الايرانية قيمة كبيرة للشركات الصينية الطامحة للاستفادة من النفط الايراني منخفض الكلفة عالي المردود والارباح والمقيم بالعملة الصينية اليوان.
تزداد الامور تشويقا اذا علمنا ان الولايات المتحدة الامريكية لمواجهة هذه الحقائق فرضت عقوبات على الشركة الصينية المتعاقدة مع الحكومة الايرانية لتخزين النفط داخل الاراضي الصينية، غير ان ذلك لم يوقف النشاط التجاري؛ كما انه لا يشكل رادعا لدول اخرى لا تعلمها امريكا استفادت من النفط الايراني ومن كلفه المنخفضة من ضمنها على الارجح دول حليفة لواشنطن؛ فالشحنة التي تحملها الناقلة الايرانية (غريس 1) تقدر بـ300 الف طن نفط؛ اي ما يعادل مليونين و100 الف برميل قيمتها السوقية تقدر بـ 118 مليون دولار متوجهة الى غرب المتوسط ووسط اوروبا على الارجح.
الاصرار الامريكي على ضرورة الكشف عن وجهة الشحنات الايرانية لا تتعلق بسوريا وانما برغبة امريكية للكشف عن وجهة الشحنات الضخمة من النفط الايراني والتي تعد شريان حياة لإيران وخيانة يمارسها الحلفاء؛ ترغب الولايات المتحدة بقطع شريان الحياة حتى لو تسبب الامر بأزمة لحلفائها وعلى رأسهم بريطانيا؛ والاخطر من ذلك ان نظام العقوبات الامريكي بات فاشلا ومحرجا تولد عنه نظام اقتصادي مواز لا يعترف بالعقوبات الامريكية ويقوض في ذات الوقت سلطة «بترو دولار»؛ فالصين تقيم النفط بعملتها اليوان؛ في حين ان هناك دولاً كثيرة تتعامل بنظام مواز يعتمد على السلع والخدمات ما يتسبب بتفاقم ازمة الدولار وتراجع مستويات تداوله في الاسواق العالمية؛ فالدول المتمردة على الرقابة والنظام الاقتصادي الامريكي تضم فنزويلا وكوريا الشمالية؛ بالاضافة الى تركيا والهند وباكستان الى حد ما وروسيا والصين والقائمة تطول وتحتاج الى مزيد
من التأمل.
ايران احتفظت بالسر ولم تكشف عن وجهة شحناتها النفطية وترفض ذلك؛ اذ من الممكن ان يؤدي الى احراج العديد من حلفاء الولايات المتحدة المقربين والدول الاوروبية والشركات العالمية؛ فاختارت طهران خوض مواجهة خطرة مع الولايات المتحدة الامريكية وحليفتها انكلترا معتمدة على شركاء في الباطن لن يهرولوا خلف الاندفاعة والاستراتيجية الامريكية المعلنة.
الصين احتفظت بالسر من جهتها، ولا زالت تحتفظ بعلاقات وصلات قوية مع طهران تفسرها تصريحات الرئيس الصيني تشي جينبينغ اثناء زيارة ولي عهد الامارات محمد بن زايد الخاطفة لبكين قبل ايام قليلة؛ اذ طالب الرئيس الصيني ولي العهد الاماراتي بضرورة الحوار والبحث عن حلول سياسية وخفض التوتر في الخليج العربي؛ فالصين ترفض الانضمام لجهود توتير الاجواء في الخليج العربي.
خفض التوتر والدعوة للحوار لم تقتصر على الصين اذ انضمت اليابان لتلك الدعوات ورفضت الانضمام الى الجهود العسكرية والامريكية تحت مسمى عملية «الحارس» رغبة منها بالحفاظ على مصالحها بعيدة المدى؛ في حين ان الدول الاوروبية لا زالت تدرس العرض البريطاني لتشكيل قوة اوروبية لمراقبة الملاحة في الخليج امر يهدف الى توريط القارة الاوروبية وفرض مزيد من القيود على نشاط الشركات السري والعلني بالتعامل مع ايران؛ اذ يعتبر الهدف المختبئ خلف الجهود الامريكية للمواجهة مع طهران فأمريكا في النهاية تكتشف يوما بعد الآخر انها تقاتل لوحدها في معركة خاسرة؛ معركة لم تكشف أسرارها بعد ولا ابعادها على المنظومة الاقتصاديةالدولية والاقليمية.السبيل

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012