أضف إلى المفضلة
الخميس , 28 آذار/مارس 2024
الخميس , 28 آذار/مارس 2024


هل تفك أبو ظبي ارتباطها بالرياض واليمن؟

بقلم : حازم عياد
01-08-2019 05:56 AM

تواترت الانباء عن انسحاب القوات الاماراتية من اليمن وتركزت الاخبار عن انسحابات جزئية من محيط ميناء الحديدة؛ انباء تأكدت فيما بعد وثقها وزير الشؤون الخارجية الاماراتي «انور قرقاش» في مقاله المنشور على صفحات الواشنطن بوست الامريكية تحت عنوان «فخورون بدورنا العسكري في اليمن .. لكن حان الوقت للبحث عن حل سياسي» We’re proud of the UAE’s military role in Yemen. But it’s time to seek a political solution.
الوزير قرقاش اوضح ان بلاده تعيد انتشار قواتها في اليمن بناء على تفاهمات اتفاق ستوكهولم؛ وانسحاب قواتها لن ينشأ عنه فراغ عسكري اذ ستقوم القوات اليمنية التي دربتها الامارات بحسب مصادر متعددة بملء الفراغ والمقدرة بـ60 الف مقاتل تم تدريبهم على ايدي القوات الاماراتية.
قرقاش كشف عن نية بلاده مواصلة تقديم الدعم الانساني والاقتصادي الذي بات جزءا من المصالح الاماراتية فـقرقاش قدر المساعدات المقدمة خلال السنوات الخمس الفائتة بـ 5.5 مليارات دولار؛ فالمصالح الاماراتية كبيرة في اليمن ويصعب فك الارتباط مع مصالحها المتعاظمة؛ ولكنها تستطيع ان تضع مصالحها في المقدمة في أي مسار تفاوضي يشمل الحوثيين وايران.
في ضوء ذلك؛ قرقاش اعتبر اعادة الانتشار الاماراتية فرصة للبدء بحوار جاد؛ فرصة على الحوثيين الاستفادة منها من خلال فهم صحيح لرسالة اعادة الانتشار؛ ورغم تفسيرات الوزير الاماراتي المنطقية والمتقنة في لغتها الدبلوماسية؛ الا ان كثيرا من المراقبين ربطوا الانسحاب واعادة الانتشار الاماراتي بالتطورات الحاصلة في الخليج العربي في اعقاب التصعيد الناجم عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي 5+1؛ وبعيد الهجمات العنيفة التي استهدفت ناقلات النفط في مضيق هرمز وانابيب النفط في السعودية وتوجت باحتجاز طهران لناقلة نفط بريطانية ردا على احتجاز بريطانيا لناقلة النفط الايرانية في مضيق هرمز.
الصراع في الخليج بات مرشحا لتصعيد خطير تدفع فيه الدول المتشاطئة على جانبي الخليج اثمانا باهظة؛ مسألة تدفع ابو ظبي للبحث عن افضل السبل واقلها كلفة لفض الاشتباك مع طهران وان تطلب الامر فك الارتباط مع الازمات وعلى رأسها الازمة اليمنية التي باتت مكلفة اقتصاديا وانسانيا وقانونيا؛ ممهدة الطريق لفصل المسار بين ابو ظبي والرياض على الارجح.
الخطوة الاماراتية تبدو حكيمة ومتقنة وبخطوات متسارعة تسابق فيها الزمن؛ اذ تدعمها انباء عن وفود اماراتية زارت طهران اكثر من مرة؛ سربت طهران خلالها فحوى رسائلها اكثر من مرة الا ان الزيار المعلنة لوفد اماراتي يوم اول امس الثلاثاء 30 تموز يوليو لحضور مؤتمر في طهران يناقش امن الملاحة في الخليج مثل اعترافا ضمنيا من ابو ظبي بدور طهران في تحقيق امن الخليج وبداية لتعاون سياسي وامني من الممكن ان تمتد تداعياته الى اليمن وعدد من البؤر الساخنة المتصارع عليها بين البلدين وبمسار منفصل عن الرياض اذ يمثل بداية فعلية لفك الارتباط السياسي والامني.
في ضوء جهود ابو ظبي لفك ارتباطها بالبؤر الساخنة وهي سياسة استباقية تعكس قراءة عميقة للواقع السياسي والامني الاقليمي؛ فإن السؤال المستحق الاجابة بات يطرح في الرياض عن الخطوات الممكن اتباعها في السعودية لمواجهة التصعيد الخطر في الخليج العربي والمسارات المتعددة للتفاوض مع طهران.
فالرياض ستبقى وحيدة اذ لم تخط لنفسها مسارا منفصلا؛ امر دفع المتحدث باسم الرئاسة في ايران لدعوة الرياض للحوار والتعاون بما يحقق امن الخليج العربي بعيدا عن القوى الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة الامريكية؛ فهل تستجيب الرياض لدعوات طهران ام انها تملك في جعبتها مفاجآت يصعب تخيلها؟السبيل

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
01-08-2019 10:55 AM

حلف ايران يتمنى ان تفك الامارات تحالفها الاستراتيجي مع الرياض وهذا لن يحصل فهو ضد مصالح الطرفين وضد الجغرافيا السياسية والاقتصادية

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012