أضف إلى المفضلة
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024
السبت , 20 نيسان/أبريل 2024


نحن بشر نُعامَل كباقي المخلوقات راتب عبابنه

بقلم : راتب عبابنه
04-08-2019 07:27 AM


مازال التخطيط الضعيف وترك الكثير من القضايا الهامة للصدفة ومعالجتها عند وقوعها هما الطابع الغالب على السياسات والمعالجات لأمور ذات صدى مدو عند حدوثها تاركة المجال فسيحا لإدانة هذه الجهة أو تلك.

إن غياب التخطيط المسبق وعدم التحوط لما يمكن أن ينتج عن بعض الأحداث والإجراءات الحكومية يقودنا إلى أن السلطة تعول على أن الشعب يحتد ويحتج وينتقد في بداية الأمر أي عندما ترتكب الحكومة جطأ ما وسرعان ما تخبو الحدة حتى تتلاشى.

ونهج كهذا أشبه ما يكون بلعبة القط والفأر بعد أن ينتهيا من مواجهة ما، يعودا لينشغلا بخصام آخر. وهكذا يبقى كل منهما يدور في حلقة مفرغة بحثا عن مكسب أو غنيمة يخطفها قبل الآخر.

كثير من الأحداث تتم بغفلة من الجهات المعنية أو بعلمها المسبق ظنا منها أنها ستمر دون ردة فعل. ومن الأمثلة مسلسل 'جن' ثم تبعه فيلم 'جابر' وقد تزامن الأخير مع ممارسة اليهود لطقوسهم التلمودية التي يؤمنون بها على الأرض الأردنية في البتراء.

يبدو أن الحكومة تتبع المثل الشعبي 'إن شفتني بضحك عليك وإن ما شفتني راحت عليك'. ونهج كهذا يترك الأمور تعالجها الصدفة والظرف في ظل غياب تام للتخطيط الإستراتيجي وانعدام روح المبادرة وهما العاملان الأساسيان بضمان الحصول على نتائج مرضية وتنعكس إيجابا على السلطة والمواطن.

بهذا النهج وبهذه النوايا وبهذه الإدارة النمطية لشؤون الدولة من شأنها خلق التوجس والحذر من قبل المواطن ليجد نفسه أنه لا ينظر له على أنه ذو عقل به يدرك الغث من السمين. وهو أيضا لا يختلف عن باقي المخلوقات.

وهذا التقزيم والإستخفاف جعلا من المواطن طالبا للثأر لاسترداد إنسانيته وانتزاع حقوقه كإنسان يسيره عقل حباه الله به ويميزه عن باقي المخلوقات. وهنا تقع الخصومة لتتفاجأ السلطة بسلوك من المواطن بسيره العقل وقد كانت أغفلته وتعاملت على أساس غيابه.

فالأحداث الثلاثة آنفة الذكر تمخضت عن ردة فعل لم تتوقعها السلطة لإيمانها الواهم أنها ستمر بسلام لأن الإنسان الأردني حسب ظنها لا يختلف عن المخلوقات الأخرى.

تلك هي مصيبتنا مع الحكومات، إذ تتعامل بنهج مجمله 'شيوعي اشتراكي' غير ممأسس لا يسمح بالإحتجاج ولا يؤمن بالرأي الآخر، بل يتوقع الطاعة العمياء والتأييد المطلق. ونهج كهذا من أنماط الإستعباد ولكن بصورة تم تحديثها لتبدو للناظر أنها تتماشى مع ركب الدول في العالم الحقيقي حيث الإنسان هو المحور والركيزة التي تستند عليهما الأنظمة الحاكمة والحكومات عند تشريع قانون أو اتخاذ خطوة أو قرار، إذ يتم معرفة مدى تناغم السياسات والقرارات مع احتياجات الشعب.

فالنهج العام والمتبع لم ينصف الإنسان الأردني وقيد الحكومات بأن لا تنضج لحد التعامل الديموقراطي مع المواطن. فنرى الحريات مقيدة والرأي الآخر ليس مقبولا والإجتهاد تمردا والكلمة سلاحا بوجه السلطة والقوانين تشرع كالمصيدة. كما نرى الوطن صار يضيق بأهله ليندفعوا نحو الهجرة بحثا عن حرية مصانة وعدل محقق ورأي مسموع وقوانين تنصف الجميع لا يعلو عليها أحد مهما كان سمو موقعه.

حمى الله الأردن والغيارى على الأردن والله من وراء القصد.

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012