بسام الشروف

لازال خالدا في أذهاننا عند العبور من وإلى أولى القبلتين وثاني الحرمين وثالث المسجدين والى المهد والقيامة وحرم أبو الأنبياء خليل الرحمن والعودة من فوق الجسر " جسر الكرامة والوحدة عندما تسير الباصات والحافلات من فوق أوتار عود موسيقى عربي كنعاني متين ، جسر العودة " تنبعث منه سيمفونية  طربية رائعة صوت ترتيلات وترنيمات وجدانية تشدوا بها  ثلة اوركسترا مكونة من أخشاب جذوع شجر الزيتون والسنديان والبلوط العتيقة، اؤبت بها جبال السلط والكرك وعجلون وسهول اربد والبوادي وجبال الكرمل ونابلس والقدس والخليل وشواطئ البحر والنقب" أسفار الخلود وآيات الإيمان، لا أحلى ولا أجمل لها وقع في الأذان والقلوب والأفئدة ، من على الجبال الراسيات الشامخات والشاهدة على أقدم الحضارات الإنسانية الواقعة على ضفتي ذلك النهر المقدس
نستذكر الأحاديث القدسية لرحلة الإسراء والمعراج التي كرمت أمام وسيد المرسلين" عليه الصلاة والسلام" والصلاة في المسجد الأقصى بأنبياء ورسل الله سبحانه وتعالى " عليهم السلام " وما جاء في سورتها الكريمة وفي بداية سورة الروم في القران الكريم بداية البعثة والرسالة السمحاء وتعظيم المكان في ذلك الزمان عندما تقابلت قوة المؤمنين في الله مع قوة الكفر والوثنية وكان وعد الله في النصر من بعد الغلب والهزيمة وعدا ألاهيا خالصا للمؤمنين الذين فرحوا بنصر الله ونحن على مقربة منه بأذن الله تعالى
حديث الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم بان القيامة من على ارض المحشر والمنشر ونهاية الدنيا إلى الآخرة تسير  على هذا الصراط الفيصل والشريان النابض في قلب العروبة والإسلام من أعالي سفوح جبل الشيخ والبقاع بروافد النهرية من المياه العذبة من الحاصباني وبانياس واللدان التي تغذي الشريعة إلى مصبه في البحر المالح، البحر الذي أطلق عليه رصاصة تاريخية خاطئة قاتلة بأنه البحر الميت
نهر الأردن وكما كان يسميه الأجداد والإباء بنهر الشريعة كانت على امتداده الصولات والجولات عبر مخاضات ونقاط تواصل بين الضفتين يمر من خلالها الأهل والأحبة والأخوان ليعمدوا في مغطس نبي الله عيسى عليه وعلى رسولنا أفضل الصلاة والسلام فنحن ورثة الرسالات السماوية لكافة المؤمنين بالله عقيدة الإخوة الإيمانية لشفيعنا وخاتم الأنبياء والمرسلين النبي العربي الهاشمي محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم  

نهر الأردن" دموع الإيمان وقطرات العيون على الخدود الشريان الموحد لبلاد الشام ولسوريا الطبيعية وكانت عليه معارك الفتح الإسلامي من العصر الراشد في اليرموك وعين جالوت إلى يوم الكرامة العربية عندما سطرت أسطورة أبناء ضفتي الأردن ومعهم دماء الشهداء آمين الأمة  أبو عبيدة وشرحبيل وسعد ابن أبي وقاص وصحابة الرسول العربي الهاشمي " صلى الله عليه وسلم " وقهرت جيش الوهم والزيف وحطمت قواته والياته ومعداته بإرادة الوحدة والإيمان والشجاعة والعزم
نهر الأردن  وهو بمثابة الجهاز التنفس من الرئتين والقلب في جسم الإنسان يغذي الروح والنفس والجسد ، الصورة طبق الأصل عن الهاشميين ودورهم التاريخي في كافة القضايا التي تهم الأمتين العربية والإسلامية أصحاب العطرة والحكم والخلافة الذين أقاموا دولة العدالة والمساواة والحرية قبل أي فكر أو أيدلوجية لأنهم ورثة رسالة السماء المحمدية وقادة النهضة العربية المجددين لروح الأمة في ثورة العرب التي قضت على الظلم والطغيان  فكانوا قادة الثورة والإصلاح والفلاح

يا أهل النعمة والأمن والاستقرار في زمن عاصف بالبراكين والزلازل والفتن والجحود تذكروا بأن الأردن" والأردني... ليس إقليمية أو نعرة أو عنصرية بل هي دولة وحدة وتوحد ومنهجية وفكر ورسالة ووحدة صف لكافة المكونات التي انصهرت وذابت طواعية حبا وودا في بوتقة الهاشميين من الأهل في  بلاد الشام والهلال الخصيب ومن إخوة العروبة من الرافدين والنيل والمغرب ومن المهجر ومن كافة أصقاع الدنيا كونت مزيجا للأردن الغالي بتجانس فريد رائع فكانت هذه اللحمة القوية والمتينة الصلبة من أبناء الشعب الأردني الواحد على ارض الرباط والحشد هذه التربة المقدسة الأردنية الهاشمية المؤمنة بولاية الـ البيت الأخيار والأطهار صاحبة العرش والحكم الجامع الوحيد لكافة مكونات " الأردن " الغالي والعزيز على قلوب كل واحد منا من أبناء العائلات والعشائر والقبائل في المدن والقرى والبوادي والمخيمات الهاشمية،في دولتنا العصرية عشنا كافة الفصول وكنا كالبنيان المرصوص أخوة متحابين متعاضدين متكاتفين بعيدين عن الفرقة والمناكفة والجهالة، و الإصلاح مسيرة الجميع بدون تقليد اعمى او أذى أو أي أجندة أو فوضى خلاقة تهدم ولا تبني  تظللنا مظلة الهاشميين، ولنا عبرة في الربيع العربي في الدول العربية  وما ألت إليه والمجهول والظلمة الحالكة، نطلب لهم الفرج والخلاص  .... قرأنا كتاب الله وتفهمنا ما في محكم آياته العطرة بسورة قريش " وقول الله عز وجل (( فليعبدوا رب هذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وأمنهم من خوف )) صدق الله العظيم