د . محمود عليمات
تمثل نهاية عام 2010 وبداية 2011 ولادة جديدة للوطن العربي حيث ان هذه الولاده افرزت قيماً كبرى اجبرت البعض على الانسحاب من الواقع في حين بدأت قوى جديدة تفرض نفسها على الساحة ومع ذلك وعلى الرغم من هذه الانعكاسات  وهذه التأثيرات على الساحة وخاصة القضايا الوطنية فمن الملاحظ ان الاعتزاز بالمصالح الخاصة وعلو الشأن الشخصي والفردي طغت على التقدير الوطني بحيث اصبحت معه المواطنه معياراً شكلياً يستثمر في إطاره الاداري فقط بحيث يؤمن لصاحبه شروط الفائدة والمصلحة الفردية فقط . لذلك فالشك والتناقض اللذان ميزا العلاقة بين التيارين المتخاصمين لا يزالان قائمين بل مؤثرين في الحياة السياسية للبلدان التي لا تعرف تقاليد ديمقراطية ولا تعترف بمكانة قوى المعارضة ودورها في الحياة العامة .
ولكي تستطيع كل الاطراف معارضة وموالاة ان تنتج وتعيد وحدتها بالحفاظ على النظام والاستقرار والمساعدة على ديمومته على الرغم من مظاهر الشد من قبل طرف على طرف آخر وتحميل البلد ويلات هذا الشد مطلوب هنا العمل على ابتكار منظمومة قيمية مركبة من جميع عناصر المجتمع أو البيئة المثالية مركبة من المنطق والاخلاق لأن هذه القيم هي التي تحدد المجال أو المناخ العام لجميع الانشطة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية لأنه من الصعب تصور بناء اصلاح سياسي ذات بعد استراتيجي شامل سواء كان داخلياً أو دولياً من دون امتلاك منظمومة ذات بعد تاريخي وفكري تفتح المجال لعمل اصلاح شامل. ومن هنا يأتي دور الدولة فهي الضامن الاساسي للاستقرار العام حيث تزداد اهميتها وهيبتها عندما يتعرض البلد لاخطار الفوضى والتخريب والتجيش ووقف عجلة الانتاج عندما تقوم الدولة بواجبها عن طريق فرض القانون على من يقومون بالاعمال المخلة بالقانون واذا كان ذلك يطبق على واقعنا في الاردن فأن هناك ضرورة أنيه ومستعجلة للكشف عن الفساد ومحاربة المفسدين وابعاد هذا الشبح أو الكابوس المظلم لهؤلاء وان ذلك لا يمكن ان يتحقق إلا بالاعتماد على قاعدة الأمن والأمان ولأن ذلك سيقود في النهاية الى السكينة فالأمن والأمان إذن هو الذي سيساعد على الكشف مكامن الاختلالات والعثرات وعكس ذلك سيعمل على خلق الفوضى والخراب وبالتالي فأن الهدوء سيعمل على تحقيق متطلبات الرفاه الاقتصادي والنمو السياسي بحيث يفسحان المجال لكل الطاقات العارفة والعالمة لما في ذلك من فوائد لتحسين الاداء السياسي والاقتصادي ولحلق المناخ الملائم والطبيعي للتنافس بين مختلف مكونات المجتمع لئلا يفقد قدرته على خلق القيم والمعايير المشتركة التي تعتبر قاعدة وحدته واتساقه .