أضف إلى المفضلة
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024
الثلاثاء , 23 نيسان/أبريل 2024


الملك يبني علاقات ( مؤسسية ) مع دول الخليج العربي . بقلم : شحاده أبو بقر العبادي

بقلم : شحادة أبو بقر العبادي
02-09-2019 11:44 PM

منذ ثلاثين عاما وأنا من أكثر المؤمنين بحتمية قيام علاقات مؤسسية راسخة بين المملكة الأردنية الهاشمية ودول الخليج العربي ، ولمبررات عديدة جغرافية وديموغرافية وتاريخية من جهة ، وتماثل في النظم السياسية الحاكمة من جهة ثانية ، وتلك بمجموعها مبررات واقعية لا يمكن تجاهلها إطلاقا ، بإعتبارها قاسما أو جامعا مشتركا ينتج طبيعيا وحدة في المصالح والمصائر ، في إقليم متغير مسكون بالمطامح والمطامع الإقليمية والدولية التي عشناها وما زلنا نعيشها وسنظل كذلك ما دامت الحياة .

جلالة الملك عبد الله الثاني ينتهج سياسة شعرة معاوية في علاقات الأردن الخارجية ، وهي سياسة جنبتنا حتى الآن ولوج معترك الشر الدائر حروبا وصدامات في الإقليم كله وما خلف حدود الإقليم ، ومن الواضح أن هذه السياسة التي لا فضل دنيويا فيها لأحد بعد فضل الله سبحانه إلا للملك ، أخذت تنتج اليوم نهجا مؤسسيا جيدا في شكله ومضمونه إزاء العلاقات مع الدول الخليجية الشقيقة ، وعلى قاعدة الندية والإحترام المتبادل من ناحية ، وقاعدة الإدراك المعمق لوحدة المصير المشترك عند إمعان النظر في التهديدات والتحديات الخارجية على كثرتها من ناحية ثانية .

ولنكن أكثر صراحة في تأكيد أننا جميعا مستهدفون ومهددون ، وأن لا أحد منا في مأمن من خطر يأتي من خلف الحدود ، ومهما تباينت بيننا الرؤى أحيانا حيال طاريء هنا أو هناك وعلى نحو يجب أن يكون طبيعيا في العلاقات بين الأشقاء ، فإن ذلك الإستهداف ، لا بد وأن يكون البوصلة التي تحتم بناء علاقات مؤسسية راسخة إقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا وأمنيا وعسكريا في ما بيننا ، وهو ما يبدو أن الملك يسعى إليه حثيثا ، وعلى نحو يتطلب في المقابل ، إستجابة صريحة واضحة ومعمقة من سائر الأشقاء في دول الخليج العربي ، وبلا إستثناء لأي منهم .

ميزة السياسة الأردنية تاريخيا ، أنها وبحكم إنخراط الأردن طويلا في مجريات الصراع العربي الإسرائيلي وما شهدته المنطقة من أحداث جسام ، غدت بيت خبرة وحكمة ودراية معا ، وتلك قيم عالية في أثرها وتأثيرها ، الأمر الذي جعل الأردن ومنذ عقود طويلة ، مرجعا لسائر قوى النفوذ الدولي في أوروبا وأميركا وغيرهما من القوى العالمية عند البحث عن الحقائق ذات الصِّلة بقضايا المنطقة . ومهما توهمت القوة العالمية الأكبر حاليا قدرتها على لي أذرع الحقائق وبلوغ ما تريد ، فإن إبتعادها عن سماع رأي ورؤية الأردن تحديدا ، سيورطها والمنطقة عموما في أتون واقع لا تريده لا هي ولا نحن أيضا .

شخصيا وكمواطن عربي أتمنى صادقا بإذن الله ، أن تجد منهجية الملك في العمل على بناء علاقات مؤسسية راسخة قوية مع دول الخليج الشقيقة ، التقدير الذي تستحق من جميع الأشقاء ، فنحن شئنا أم أبينا في مركب واحد ، والأردن القوي المنيع ، جدار صد صلب في مواجهة أية تهديدات قد تطال أيا منا لا قدر الله ، وبين أيدينا اليوم فرصة سانحة لقراءة ما يجري في الإقليم وما يمارس من سياسات وتطلعات وطموحات ، وبين أيدينا كذلك ، فرصة للإنحياز إيجابيا وبقوة صوب ما يسعى إليه الملك وبصدق وبموضوعية وذكاء ، والله من وراء قصدي .

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012