أضف إلى المفضلة
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024
الجمعة , 19 نيسان/أبريل 2024


الاخلاء الجوي .. مات ابي
26-01-2012 09:56 AM
كل الاردن -

 
alt

 محمد رفيق حسيني

 
 اوجه مقالتي هده في البداية الى مقام صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ادامه الله للوطن والشعب ثم الى كل من يعمل في ديوانه العامر، والى كل مسئول في حكومتنا والى السادة الاعيان والنواب، والاهم الى ابناء وطني... فاتمنى من الجميع ان يتسع صدره لسماعي واخد العبرة والعمل بكل عزم لألا يمر اي مواطن اخر بنفس التجربة ويحمينا الله ما دمنا معه ويوفقنا للصواب والخير للجميع.
 
 حيث حضر والدي لزيارتي ببداية شهر ديسمبر من العام الماضي الى الرياض (عمره 85 عاما، متقاعد من الجيش العربي، وعمل لفترة كبيرة في المملكة العربية السعودية).. وبعد مضي اسبوعين جائني خبر وفاة اخية (عمي) في الاردن وقررت مع العائلة ضرورة سفرة للاردن باليوم التالي بدون اخباره عن اخيه ، وفي صباح اليوم التالي صباحا تفاجئت بارتفاع درجة حرارته وسوء صحته بشكل عام فهروت الى اقرب مستشفى لبيتي بمساعدة بعض الاصدقاء .. وقد تم تخفيض حرارته وابلاغنا بان حالته جيدة ويمكن سفره واخدنا تقرير طبي بدلك.. وبالفعل دهبنا للمطار لتسفيره ولخوفي عليه طلبت له خدمة الصحة الجوية (كرسي متحرك) وعند مرورنا الى جهة تختيم الجوازات اوقفنا مسئول الخدمة وسال ابي ان كان متعب فنفى والدي ثم ساله ان كان لديه الم واين فاجاب ابي ان لدية قليل من الالم واشار الى صدره (لوجود اثار انفلونزا) رغم وقوف ابي وسيره امامه بشكل طبيعي الا ان المسئول بقي في شكه بان الوالد يعاني من ازمه في القلب وطلب طبيب المطار وعند فحص ابي من قبله اكد الطبيب ان الحالة العامة جيدة من الناحية الصحية الا ان المسئول اصر على رأية ورفض السماح له في السفر ... وكانت لربما اللحظة التي بدأ معها مشواري الطويل حيث اخر ما سمعت من الوالد (يعني انا عاجز) وسقط ابي على الكرسي وصمت حتى يومنا هدا..
 فغادرنا المطار واخدته الى احد المستفيات الخاصة في الرياض ليدخل على اثرها في وحدة العناية الحثيثة ويخبروني بانه تعرض الى ازمة صدرية حادة ونوبة دماغية وما الى دلك..
 وهنا بدأت الامور تسير في نفق طويل غامض ملئ بالمعاناة والالم لي، ولاهلي والجميع، حيث المستشفى مكلف جدا حيث كان المعدل اليومي للعلاج ما يعادل 8000 دينار وبقي لمدة 35 يوما...
 لم يكن باستطاعي الوقوف عن علاجه ولو دفعت كل ما املك واهلي لعلاجه.. وبدات اوجه النداء تلو الاخر لجلالة الملك ومحاولة التواصل مع السفارة الاردنية ومكتب الملكية هنا، والاتصال بكل الجهات الممكنة للمساندة او المساعدة.. وبقيت اعاني وحدي لعدم امكانية الحصول على التاشيرات لبقية العائلة بسهولة.. وكان اقصى رجائنا بالسماح بالاخلاء الطبي له للعودة للوطن وان يحاط بعائلته واحبائه.
 حسبما علمت بان جلالة الملك قد وافق على الاخلاء وهو الموقف الدي يشكر علية وياكد اصالته واهتمامه بابناء الوطن اينما كانوا وان الامر اصبح تحت قرار السادة اللجنة الطبية في الديوان الملكي العامروكان الرد ناشفا بلا اية مسئولية حقيقية بان الاخلاء له بروتوكول معين كحوادث السير او وجود مسئول في مهمة خارج الوطن (وهدا لا ينطبق مع حالة ابي) وان ابي كبير في السن وحالته سيئة وان الاخلاء مكلف .. وما الى دلك.
 لم اكن لاتوقف فحاولت جل جهدي مع الاخوة في مكتب الملكية بالتعاون مع الاخوة في السفارة الاردنية، وقد حاولوا بكل صدق المساعدة الا ان الحالة لا يمكن ان يسمح بها ضمن نظام الطيران المدني..
 وبقيت في هدا الامتحان الى ان وافته المنية فتوفي ودفن في الرياض بعيدا عن اهلة ووطنه. فالحمد لله ورحمه الله واسكنه فسيح جنانه.
 
 
 
 هده القصة بالمختصر وقد سردتها لكي يتصور اي من يقراها ما مر بي ويفهم ما اود الوصول اليه واعتبار تجربة والدي نمودج لا احد منا يرغب بتكرارها مع اي مواطن اخر مهما كان من العمر او المكانة او ايا ما كانت حالته الصحية.. وحسبما قال جلالة المغفور له الملك الحسين (الانسان اغلى ما نملك) ومتيمنا بقول جلالة الملك عبدالله الثاني (على قدر اهل العزم تاتي العزائم).
 واود ان الخص بعض الدروس او الاراء لتشاركزني الرأي بها او العمل على ايجاد الحلول الناجعة لتلافي هده المواقف لمواطيننا اينما كانوا خارج الوطن.
 
 • وجوب العمل على وضع مؤسسة مستقلة دات سيادة عليا مربوطة بجلالتكم مباشرة أو بمجلس الامة للاهتمام بكافة شئون الاردنيين بالخارج والوقوف بجانبهم بشؤنهم واحوالهم بعيدا عن السفارات والتي نراها عادة عاجزة او مكبله ببروتوكولات لا تفيد ولا تحل الا المشاكل الشكلية.
 • نأكد تفهمنا بان الديوان الملكي هو بيت كل الاردنيين وان عميده حريصا على الجميع وانه ليس مؤسسة خيرية وان هناك العديد من الطلبات او الخدمات كان يمكن ان تحل من قبل وزارات او جهات اخرى من غير الضرورة للالتجاء للديوان الملكي وبقاء هده الطلبات لدى الديوان ياكد عجز وضعف الجهات الاخرى في ايجاد الحلول الناجعة والسليمة لتحول دون طرق باب الديوان الملكي..
 • صعوبة وصول الطلبات في الوقت المناسب او المكان المناسب من غير وجود واسطات ومعارف رغم التكنولوجيا ووسائل الاتصال السريع المتاحة حاليا.
 • تحرير اجراءات الاخلاء الجوي لتكن مرنة ومتاحة لكل محتاج بالفعل والرجوع لصاحب الحاجة كحد ادنى في استسقاء المعلومات والضرورة من حيث الاتصال به وتوجيهه او مساندته بشكل حقيقي وحسب الحالة وعدم الاكتفاء باوراق ناشفة، فلربما كانت الكلمة الطيبة لها سحرها.
 • امكانية فتح المجال لمؤسسات خاصة أو شركات للقيام بعمليات الاخلاء الجوي ضمن اطر وقوانين وضوابط محلية ودولية .
 • ضرورة وضع قانون او نظام يمكن دراسته لوضع الية ناجعة وفعالة لتامين المواطن المغادر الى خارج البلد صحيا (خاصة المغادر سياحيا او زيارة) كالنظام المعمول به كشرط للحصول على تاشيرة اوروبا الموحدة .
 ويدوم عزك يا وطن
 
mr.hussaini@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012