أضف إلى المفضلة
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
2.27 مليون إجمالي عدد طلبة المدارس في المملكة قانون التنمية لسنة 2024 يدخل حيز التنفيذ وفاة و6 إصابات بحادثي سير في عمان الملك يستقبل وزير الخارجية والدفاع الإيرلندي قرارات مجلس الوزراء - تفاصيل أورنج الأردن وأوريدو فلسطين تجددان شراكتهما الاستراتيجية لتقديم خدمات الاتصال والتجوال الدولي للزبائن إنفاذاً لتوجيهات الملك.. رئيس الوزراء يوعز إلى جميع الوزارات والجهات الحكوميَّة بتقديم كلِّ الدَّعم والممكِّنات للهيئة المستقلَّة للانتخاب لإجراء الانتخابات النيَّابية مستقلة الانتخاب تحدد الثلاثاء 10 ايلول القادم موعدا للانتخابات النيابية ذروة الكتلة الحارة الخماسينية بالأردن يوم الخميس مشاريع مائية في اربد بقيمة 23 مليون يورو 6 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة لليوم 201 للحرب صياغة مسودة تعليمات تتعلق بنظام دور الحضانة بيان أردني كويتي مشترك في ختام زيارة الدولة لأمير دولة الكويت إلى الأردن - نص البيان المعايطة: يؤكد جاهزية الهيئة للانتخابات الملك يأمر بإجراء الانتخابات لمجلس النواب وفق أحكام القانون
بحث
الأربعاء , 24 نيسان/أبريل 2024


عالبال بعدك يا سهل حـــــــوران - مرة ثانية-
26-01-2012 09:56 AM
كل الاردن -

alt
 
  أ.د أمل نصير : في مثل هذه الأيام من العام الماضي كتبت مقالا عن سهل حوران وقد أحبه كثير من القراء امتدادا لحبهم لسهول حوران الممتدة في الأردن وسوريا، وتعلقهم بموطن كثير من الأردنيين، ولما لهذا السهل العريق من تاريخ مجيد.
 واليوم، وبعد كل ما مرّ على الأهل في جزء منه في سوريا الحبيبة، أتساءل ماذا قدمنا لهذه الأرض الطيبة المعطاءة، وماذا قدّمنا لساكنيها الذين يكابدون القتل، والتشريد، والمعاناة في ظل هذا البرد القارس؟! وأين هم مصلحوا ذات البين؟! ولكن، ولمّا كانت الأقلام تتكسر الواحد تلو الآخر، والآهات تحتبس في الحلوق، والصدمة تجمّد القلوب والعيون لكل ما حلّ به، ووفاء لحوران وأهلها على مر العصور أحببت أن أعيد نشره .
 لقد ختمت مقالي في العام الماضي بالاستسقاء لهذا السهل العظيم وقد انحبس المطر عنه، ولكني في هذا العام أدعو الله تعالى أن يخلّص أهله مما هم فيه، ويوقف نزيف دمائهم الزكية، وأن يطلع الفجر على امتداد السهل في سوريا الحبيبة، وفي كل أرجائها، وسأبقي على المقال كما كان على النحو الآتي:
 شعرت بضيق وأنا أغادر أرض الوطن للمشاركة في ندوة نقدية دُعيت إليها من قبل وزارة الثقافة السورية، وحاولت تجنب ما أنا فيه من شعور سلبي بتأمل سهول حوران، وعندما يمر الساري في ربوع حوران لا بدّ أن يتذكّر أغنية (يومٍ على يوم)، ويدعو بالرحمة لمغنيها صاحب الصوت الأصيل فهد بلان، ويدعو بطول العمر لكاتب كلماتها وملحنها سعدو الديب، ويستذكر معهما هذه الكلمات الجميلة:
 يومٍ على يوم لو طالت الفرقة
 ما نسيت أنا يوم، ما نسيت أنا الرفقة
 عالبال بعدك يا سهل حوران...
 شرشف قصب ومطرز بنيسان ....
 عرسك صبايا، ولمّتك خلان.....
 واني غريب أسأل عن الرفقة
 عالبال بعدك يا سهل حوران...
 يحرم عليّ أبدلك بالغير
 ريحة هلي منك يا سهل الخير
 بالله لو رحت المسا يا طير
 مسي عليهم ... طالت الفرقة
 لم تكن حوران رمزا لعزّة أهلها، ولا مصدرا هاما لغذاء أبنائها، ومرعى لحلالهم فحسب، ولكنها كانت ملهمة لمبدعيهم كما في قول أحدهم:
 حوران ! ياجزءا ً من السّماء
 يا عطرَ ورودٍ
 أسْكـَرَتْ برحيقها الدنيا
 جناحاها زرقة السماء، وعيناها خضرة الزيتون
 أنتِ مهوى فؤادي ومرابع صباي
 لا يزالُ حنيني إليك
 ترنيمة َ قلبي
 فيك أسمو فيشمخُ الزمنُ بداخلي
 فيا ربيعي المزركشَ بألوان ِالحياة
 ويا صيفي الذي يذيبُ صقيعَ تجاربي
 ويا خريفي الذي يعرِّيني من أوراقي الصفراء
 ويا شتائي الذي يزرع الحياة في أغصاني الراقدة
 إن لم تكوني
 فلمن يغني الياسمينُ
 أنتِ في قلبي بحرٌ سرمديٌّ
 لا جزيرة َلهُ ولا شطآن
 أشمخُ وأنا أحملُ جوهرتي في قلبي
 أعبدُ اللونَ الأخضرَ في عينيك
 يحلو لي الضياعُ في مساحاتِ خـَصْركِ
 في حوران يتجسّد ألق المكان، وعبقرية الإنسان، ولعل هذه الآثار الباقية فيها ما هي إلا دليل على ما مر عليها من حضارات أبدعت يد الإنسان في نقشها، ففي سهول حوران الأردنية تربض مدينة أربيلا –إربد- وكانت تسمى بالإقحوانة نسبة إلى زهرة الإقحوان فيها، وقد استوطنتها حضارات عديدة منها الرومانية واليونانية، والعرب الغساسنة، ومدن التحالف العشر- الديكابولوس – الأخرى، ومنها مدينة جدارا وما فيها من آثار إسلامية ورومانية من قاعات فسيفسائية ومسارح وغيرها، وفي الجانب السوري نشاهد مدينة بصرا القديمة عاصمة المقاطعة العربية للإمبراطورية الرومانية، والحاضرة الدينية للإمبراطورية البيزنطية، وقد كانت نقطة توقف على طريق قوافل الحجيج المتجهة إلى مكة المكرمة، أما السويداء، فقد سميت بهذا الاسم لطغيان اللون الأسود البازلتي عليها حيث بُنيت منذ القديم من الحجارة البركانية السوداء، وقد أطلق عليها الرومان اسم( ديونيزياس) أي بلد الخبز الشهي، وفيها عدد من الآثار المهمة، ومدينة شهبا أي روما الثانية التي تشتهر بأنها مسقط رأس الإمبراطور الروماني السوري الأصل فيليب الذي حكم روما بين عامي244-249، وقد خطط المدينة على الطريقة الرومانية، وأقام فيها القصور والمعابد، وأقواس النصر، والحمامات، وبنى فيها مسرحا، وسورا يحيط بها من كل جوانبها، وكان يسعى لجعلها روما ثانية.
 ولكن سهول حوران لم تعد كما كانت، فقد غزتها أكوام الحجارة الممتدة في كل من الأردن وسوريا، وحينما يتأمل الناظر إلى حالها لابد أن تجول في ذاكرته محطات مهمة من تاريخ هذه المنطقة، وكيف كانت سهول حوران - مخزن حبوب روما- تمدّ الإمبراطورية الرومانية القوية ذات الأطراف المترامية بالخيرات الكثيرة، وتسد حاجتها من القمح، بل كانت السهول الخصبة تسمى بأهراء روما، وكانت كذلك سلة غذاء الدولة الإسلامية، وقد بقيت تمدّ أهل هذه المنطقة على مدى عشرات القرون بخيراتها الكثيرة، وهي لم تخذل اليد التي امتدت لحرثها وزرعها أبدا، ولم تذهب قطرات الندى التي نزفت من جباه رجالها ونسائها دونما طائل، مثلما لم تذهب دماؤهم الزكية التي أراقوها دفاعا عنها جيلا بعد جيل دون مقابل. فقد كانت حوران مصدر رزقهم، وصورة لانتمائهم الوطني؛ أما الآن فقد تراجع الإنتاج الزراعي فيها، وانخفضت مساهمته في الناتج المحلي إلى أقل من 3 بالمئة.
 لم تعد هذه السهول الجميلة ممتدة ومخضرّة فقد تآكلت، ولم يبق منها إلا القليل، وحتى هذا القليل أصبح جافا متعطشا لقطرات الماء، فقد انحبست عنها مياه الأمطار هذا العام مدة طويلة، مما يثير الحزن في القلب، ويلهب اللسان بالدعاء، فحوران يا ربي عطشى أغثها، ولا تحرمها نعمة المطر، فما زال أبناؤها رافعين أيديهم إلى عليائك يدعون: يا رب، غيثك يا ربي، فاسقِهم يا كريم هم وسهولهم، فهم ما زالوا ينتظرون شآبيب رحمتك، ورجال حوران ونساؤها ما زالوا يحملون بذارهم ينتظرون غيثك، لم ينقطع أملهم من نزول هطلك عليهم يوما، وهاهم أطفالهم يمدون أيديهم الصغيرة البريئة يستسقونك، فاسقهم يا ربي سقيا رحمة لا سقيا عذاب، وأعد لحوران بهجة ربيعها، وخرير مياهها، وألق مكانها، وشموخ زمانها، وعزيمة أهلها، اللهم آمين

التعليقات

1) تعليق بواسطة :
26-01-2012 11:45 AM

الى الكاتبة المحترمة شكرا لك على هدا المقال وعلى المعلومات الغنية في هدا المقال

2) تعليق بواسطة :
26-01-2012 02:19 PM

بعد ان اجدب السهل وبعد ان أكلت التعرية ما بقي من تربة خصبة على الجبل، وكما سهول بلادي اجدب سهل حوران، فجاءت كلماتك كهطل الندى فعسى بعضا من دحنونات بلادي تتفتح ويطلع القمح وشقائق النعمان، ومن المؤكد سَيُزهر الاقحوان في حوارٍ مع النفس بل سؤال:... بتحبني؟ ...ما بتحبني؟....بتلاتها فردية، بل وترا تحكي قصة حبٍ تذوب الروح حزنا على فراق الشام وحارات الشام وغنج صبايا الشام، فما ان تصحو خروجا من الشام وإذا بك في حوران ...حوران الشقائق حوران الورد والدحنون حوران وردات الإقحوان، بتحبني ..ما بتحبني...أكيد بتحبني وبحبها بلادي وبحب معاها كل بلاد الشام...و(ملعون ابو) من فصل الشام عن بادية الشام.
أيها الكاتبة الشاميه الحورانيه الرائعة، تحيه من الكرك تودع الركبان إلى الشام وتحملهم سلاما للشام وأمانةً إن مروا بحوران أن يبلغوه من أخت الخليل ونابلس والقدس... من الكرك السلام.

3) تعليق بواسطة :
26-01-2012 02:45 PM

ولن ننسى ابدا اطفال حوران الذين اشعلوا شمعه الحريه ليبددوا ظلام ليل طويل غطى ارض سوريا الحبيبه من قبل عصابات ظالمه سلبت الشعب السوري حريته وكرامته
نعم اطفال حوران من سطروا كلمه الحريه على جدران مدرستهم واطفال حوران من تحمل اجرام عاطف نجيب ابن خاله راس النظام المجرم ليقوم بتعذيبهم وقلع اظفارهم الغضه وبكل حقاره يرد على اهلهم بان انسوا اولادكم..... وبدا ربيع حوران يمتد على كامل الارض السوريه ليزهر ياسمين الشام ولشرقت شمس الحريه وتنهي حقبه مظلمه من تاريخ بلاد الشام ومصير الطغاه جهنم وبئس المصير

4) تعليق بواسطة :
26-01-2012 04:14 PM

الله يحمكي يا سورية من كل شر

5) تعليق بواسطة :
26-01-2012 06:13 PM

Well Done Ya Bent Al-Hoson....God Bless The Fields of Houran and Syria. According to the Turks who ruled the country...Houran District starts from northern Jerash til about 15 Km. before you reach Damascus....Good Job Houranyeh Lady....

6) تعليق بواسطة :
26-01-2012 08:14 PM

ترتعد الفرائص طربالكلمات حالمةتقال في صومعة قصيّة ,تنطلق مدويةلتخترق آذان مجتمع محبوس وراء جدران معتمة لا يتسرب منها بصيص نور, وترى أهله صرعى الذهول والجمود , تحريرك أستاذتي همسة ناصح أو صيحة زاجر لقدم لمن يعصف النسيان بأفكارهم وطرحوا التاريخ جانباليذوب حوران ويصبح نسيا منسيا, قلمك سيدتي دام حبره وعلا نبره بوعيك المخلص وحسك القومي النابض فلا عدمناه.

7) تعليق بواسطة :
26-01-2012 10:16 PM

ملعون ابو من فصل الشام عن بادية الشام

8) تعليق بواسطة :
27-01-2012 04:44 PM

حوران سلة القمح والنبيذللأمبراطوريه الرومانيه، حوران نبع الكرامة والحريه والرجوله والاباء التي ما عرفت الضيم يوما ولكنني متأكد بان شدة الظلمه تعني اقتراب الفجر وفجر حوران وربيعها قادم وقريب بأذن الله تعالى منها انطلقت شرارة الثوره السوريه ومنها شيع الرتل الاول من شهداء الثوره وفيها سيقام بأذن الله الاحتفال الأول المهيب برحيل الطاغيه واعوانه اللئام المجرمين بأذن المولى، قال ضابط روماني خدم في حوران : "كنت اخشى ان ارتكب خطيئه على ارض حوران كانت سهولها تنطق بالحكمة والفضيله كنت اشعربأن ترابها وحجارتها كانت ترفضني كلما حاولت ذلك وكنت اخشى عقابها ارض حوران لاتقبل الخطايا"

9) تعليق بواسطة :
27-01-2012 06:49 PM

شكرا للكاتبة المحترمة التي حركت في وجداننا الشجون الدفينة التي تذكرنا بتمزيق سهل حوران الى جنوب وشمال ....الامل يتجدد بسحق سايكس و بيكو اللعينيين في قبورهم بالنهضة العربية الكبرى التي اطلق عليها الربيع العربي ...
يد بيد نحو الولايات المتحدة العربية ان شاء الله.

10) تعليق بواسطة :
28-01-2012 07:52 AM

I enjoyed reading this lovely article about the beautiful Houran. However, I am very curious as to the name of the poet that wrote the second eloquent poem. I was very touched by his unique and unparalleled writing. From Emily, the Hourany lady, who unfortunatley lives far from Houran

11) تعليق بواسطة :
28-01-2012 09:21 AM

اشكركم جميعا والى رقم 10 ايملي اسم الشاعر هو سليمان الصدي من حوران سوريا ولا اعرف لماذا سقط اسمه

12) تعليق بواسطة :
29-01-2012 12:30 PM

بارك الله فيك يا بنت ال نصير الكرام

13) تعليق بواسطة :
30-01-2012 12:01 AM

كألعاده . أبدعتِ .

14) تعليق بواسطة :
30-01-2012 10:55 AM

والله لقد أرعدت فرائصي من شده تأثري لقرائتي هذه اللوحه الفسيفسائه لكي كل المحبه

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012