أضف إلى المفضلة
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024
شريط الاخبار
بحث
الخميس , 25 نيسان/أبريل 2024


النهج السياسي والتحولات القادمة ..
27-01-2012 09:37 AM
كل الاردن -

alt

 فتحي المومني

 المشهد السياسي العربي يعاني من إخفاقات، كان لرسم السياسات الغربية كامل الأثر في تبعية الانظمة العربية الهشّة لما يريد المخطط الغربي الصهيوأمريكي المتعادل في نسبية المخطط ، وذلك للبقاء في حالة صراع دائم الهدف منها شرذمة الأمة العربية بأيدي قطرية وما يتحالف معها في المخطط ، والسيطرة على الموارد العامة في دول الخليج وباقي مناطق النفوذ الاقتصادي بشكل عام
 حين بدأ الخريف العربي وهذا ما أسميه بالمعنى الطبيعي لما يحصل لأطراف المشهد الشرق أوسطي -كان السبب الرئيس لحالة الغليان ، ومشهد التصفيات السياسية الدموية هو احتقان أدمى القلوب لفترة من الزمن منها فقدان الانسان العربي لشخصه ، وكرامته ، وفقره المتأزم عبر عقود من السيطرة الأوليجارشية على مقدرات الوطن ، وإعطاء الأوطان صبغة من الهامشية في العدالة الاجتماعية ، وتوزيع المكتسبات بشيء من العدالة --ما أفضى إلى حالة العنف والثورة حتى على النفس في اكتساب الحقوق التي أخذت منهم عنوة دون أحترام للكيان البشري العربي، والمحافظة على مقدرات البلاد --فكان ما كان من دفع الكثير من الدم العربي في تحصيل ما أخذ منهم من كرامة ، وحق مكتسب ليصل الحال إلى دراما" من الحرب الأهلية المعقدة المخرجات ، فقد تشكّل معها حالة من فقدان الثقة مع ما نسميه المعارضة ، وحالة من إفراز تيارات تنادي بالعنف والدماء ، بعيداً عن الأنظمة المتمترسة على عرش الوراثة الهشّ في كل شيء
 مشاهد الشارع العربي معقدّة في نظرتنا لها ، فسياسات الاستعمار لا زالت تمارس وبأيدي عربية ، أحتضنها النظام الشرعي الغربي في إيجاد نوع من السيكولوجيا الثقافية في حب ممارسة العنف مقابل المال ، ومقابل ضمان الإرث في تسلم سدّة الحكم ، وتدريس الجيل القادم من أبناء النظام العربي في مدرسة التبعية ، والعمالة الملوثة ، وفساد القيم والمعتقد ؟!ه
 ما أود قوله أن الاردن ، وأمام النهج السياسي المتبع في القبض على الرموز الوطنية الشريفة ، والتي تطالب بالاصلاح ومكافحة الفساد، وتعريف المجتمع بالوثائق والدلائل الثابتة على الفاسدين في الاردن ، سيجر الشارع الاردني لمزيد من الاحتقان ، وشد الشارع الى المرحلة التي حذرنا منها سابقاً في أكثر من مقال ، والتي تجعلنا نأخذ جانب الوقوف مع حزب الاخوان المسلمين في الاردن ، ويمكن أن نلتقي كقيادات وطنية في وجهات النظر بعيداً عن التأزيم الحالي ، والذي بدوره يخدم المتنفذين في الاسترسال في شراء الذمم ، وسرقة البلاد ، وإبقاء الاردن في حالة الدولة الأمنية التي ستنهار أمام معتقد القبض غير المبرر على الرجال الوطنيين ، والسجن ، وفرض السيطرة التي عانى منها المواطن الاردني والعربي لسنوات طويلة ، فقد كان الاجدر بأصحاب القرار أن يأخذوا على عاتقهم الوطن والمواطن --بعيداً عن سرقة الارض والمال والنفط وكامل المقدرات ، وذلك من أجل عمل ميراث للأبناء كما أبناء الآخرين --فالذي حصل هو عبارة عن جمع أموال من مقدرات الاردنيين ، وبيع شرعياتهم في الأملاك لتلبية الرغبات البهيمية في التملك ، والصرف على حساب الشعب الاردني ، وتلبية للمخطط الصهيوأمريكي في المنطقة وبكل حيثياته ؟؟!!!
 لا نعرف من المسؤول عن البلد حتّى هذه اللحظة --في ممارسة القبض على الوطنيين ، والاصلاحيين لمحاكمتهم في محكمة عسكرية ؟ فالذي يجري حالياً هو الأخطر --فقد بدأ الشارع الاردني يصحو على ما يحاك عليه من مؤامرة المجرمين الذين لم يتورعوا حتى الآن عن ممارسة أخطائهم ، وفسادهم ، وعهرهم
 النهج السياسي --سيخلفه تحولات قادمة حتماً ستنتج الالتفاف حول الاخوان المسلمين ، والسيطرة الحقيقية على زمام الأمور في الأردن وهذا ما حذرت منه أيضاً ، فعندما تفلت الأمور من أيدي الشارع ، وذلك بعدم جدية النظام في معالجة الأمور بكل موضوعية وصدق ، وتصويب الأخطاء المتبعة سابقاً في سياسة القمع ، وسياسة الاستهتار بالشعب سوف يصل الجميع إلى حالة حساب عسيرة كالتي حصلت في تونس ومصر وليبيا وسيدف الجميع الثمن ؟
 
fathialmomani@yahoo.com

التعليقات

لا يوجد تعليقات
تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط. ويحتفظ موقع كل الاردن بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع كل الاردن علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
بقي لك 300 حرف
جميع الحقوق محفوظة © كل الاردن, 2012