27-01-2012 09:37 AM
كل الاردن -
فتحي المومني
المشهد السياسي العربي يعاني من إخفاقات، كان لرسم السياسات الغربية كامل الأثر في تبعية الانظمة العربية الهشّة لما يريد المخطط الغربي الصهيوأمريكي المتعادل في نسبية المخطط ، وذلك للبقاء في حالة صراع دائم الهدف منها شرذمة الأمة العربية بأيدي قطرية وما يتحالف معها في المخطط ، والسيطرة على الموارد العامة في دول الخليج وباقي مناطق النفوذ الاقتصادي بشكل عام
حين بدأ الخريف العربي وهذا ما أسميه بالمعنى الطبيعي لما يحصل لأطراف المشهد الشرق أوسطي -كان السبب الرئيس لحالة الغليان ، ومشهد التصفيات السياسية الدموية هو احتقان أدمى القلوب لفترة من الزمن منها فقدان الانسان العربي لشخصه ، وكرامته ، وفقره المتأزم عبر عقود من السيطرة الأوليجارشية على مقدرات الوطن ، وإعطاء الأوطان صبغة من الهامشية في العدالة الاجتماعية ، وتوزيع المكتسبات بشيء من العدالة --ما أفضى إلى حالة العنف والثورة حتى على النفس في اكتساب الحقوق التي أخذت منهم عنوة دون أحترام للكيان البشري العربي، والمحافظة على مقدرات البلاد --فكان ما كان من دفع الكثير من الدم العربي في تحصيل ما أخذ منهم من كرامة ، وحق مكتسب ليصل الحال إلى دراما" من الحرب الأهلية المعقدة المخرجات ، فقد تشكّل معها حالة من فقدان الثقة مع ما نسميه المعارضة ، وحالة من إفراز تيارات تنادي بالعنف والدماء ، بعيداً عن الأنظمة المتمترسة على عرش الوراثة الهشّ في كل شيء
مشاهد الشارع العربي معقدّة في نظرتنا لها ، فسياسات الاستعمار لا زالت تمارس وبأيدي عربية ، أحتضنها النظام الشرعي الغربي في إيجاد نوع من السيكولوجيا الثقافية في حب ممارسة العنف مقابل المال ، ومقابل ضمان الإرث في تسلم سدّة الحكم ، وتدريس الجيل القادم من أبناء النظام العربي في مدرسة التبعية ، والعمالة الملوثة ، وفساد القيم والمعتقد ؟!ه
ما أود قوله أن الاردن ، وأمام النهج السياسي المتبع في القبض على الرموز الوطنية الشريفة ، والتي تطالب بالاصلاح ومكافحة الفساد، وتعريف المجتمع بالوثائق والدلائل الثابتة على الفاسدين في الاردن ، سيجر الشارع الاردني لمزيد من الاحتقان ، وشد الشارع الى المرحلة التي حذرنا منها سابقاً في أكثر من مقال ، والتي تجعلنا نأخذ جانب الوقوف مع حزب الاخوان المسلمين في الاردن ، ويمكن أن نلتقي كقيادات وطنية في وجهات النظر بعيداً عن التأزيم الحالي ، والذي بدوره يخدم المتنفذين في الاسترسال في شراء الذمم ، وسرقة البلاد ، وإبقاء الاردن في حالة الدولة الأمنية التي ستنهار أمام معتقد القبض غير المبرر على الرجال الوطنيين ، والسجن ، وفرض السيطرة التي عانى منها المواطن الاردني والعربي لسنوات طويلة ، فقد كان الاجدر بأصحاب القرار أن يأخذوا على عاتقهم الوطن والمواطن --بعيداً عن سرقة الارض والمال والنفط وكامل المقدرات ، وذلك من أجل عمل ميراث للأبناء كما أبناء الآخرين --فالذي حصل هو عبارة عن جمع أموال من مقدرات الاردنيين ، وبيع شرعياتهم في الأملاك لتلبية الرغبات البهيمية في التملك ، والصرف على حساب الشعب الاردني ، وتلبية للمخطط الصهيوأمريكي في المنطقة وبكل حيثياته ؟؟!!!
لا نعرف من المسؤول عن البلد حتّى هذه اللحظة --في ممارسة القبض على الوطنيين ، والاصلاحيين لمحاكمتهم في محكمة عسكرية ؟ فالذي يجري حالياً هو الأخطر --فقد بدأ الشارع الاردني يصحو على ما يحاك عليه من مؤامرة المجرمين الذين لم يتورعوا حتى الآن عن ممارسة أخطائهم ، وفسادهم ، وعهرهم
النهج السياسي --سيخلفه تحولات قادمة حتماً ستنتج الالتفاف حول الاخوان المسلمين ، والسيطرة الحقيقية على زمام الأمور في الأردن وهذا ما حذرت منه أيضاً ، فعندما تفلت الأمور من أيدي الشارع ، وذلك بعدم جدية النظام في معالجة الأمور بكل موضوعية وصدق ، وتصويب الأخطاء المتبعة سابقاً في سياسة القمع ، وسياسة الاستهتار بالشعب سوف يصل الجميع إلى حالة حساب عسيرة كالتي حصلت في تونس ومصر وليبيا وسيدف الجميع الثمن ؟
fathialmomani@yahoo.com