الدكتور محمود خليل الحموري

   الإخوان دعاة إصلاح, ولهم مساهمتهم في بناء الدولة المدنية وخدمة المجتمع في التعليم والإعلام والوعظ والإرشاد ولهم دورهم في التنمية ومساعدة الفقراء ومشاركة الناس في مناسباتهم. وهم ليسوا طارئين على الساحة الأردنية, فالناس تعرف مسلكهم ويعرفوا نجاحهم في ضبط المال وإنجاح مؤسساتهم المحصنة بشورى قرارهم وسلامة الالتزام بمضمونه, وهم ضد ما يسمى بالوطن البديل, يعملون على أن تبقى فلسطين لشعبها أين ما هجر وارتحل, ولديهم آليتهم العقائدية في الحد من طموح إسرائيل وإخافتها. والإخوان لديهم برنامج معلن وثوابت مبدئية تتفق مع مطالب الرأي العام, وهم أصحاب جهد واضح على الساحة الأردنية, ومن حق صاحب الجهد المتواصل الدءوب أن يجني ثمرة جهده عبر انتخابات تنافسية عادلة ! فلماذا لا يقال لهم "هذه الحمراء وهذا الميدان" لكم مثل الذي على غيركم من الإنصاف والصدق في فرز الأصوات لمرشحيكم عند فتح الصناديق الانتخابية, وهاهي نتائجها كما يدلي بها المواطن لكم ولغيركم. بعدئذ, تعطى الفرصة للجميع لتصبح الديمقراطية المنشودة فرصة إصلاحية تتسع لأفكار الناس بلا خوف ولا تخويف ولا قهر ولا ومغالبة ! وعليه, دعونا نجمع جميع الآراء ونقف جنبا لجنب ونقول "ألا لعنة الله على الفاسدين" ونتفق على المطالبة بتحويل ملفاتهم للنائب العام لينطق بالحكم المناسب ليحاسبوا على الضن الملتصق بهم, جراء ما مكروا وسلبوا وتربحوا من أموال السحت التي سحبت من جهد المواطنين لتستوطن جيوبهم وأرصدتهم, وتعطل كل البرامج التي قد تتخذها الدولة لزيادة رواتب الموظفين وأصحاب الدخل المحدود الذي أنهكهم ارتفاع أسعار ما يلزمهم للعيش بعيدا عن الضنك. ولماذا لا تتعاون كل الأجهزة في الدولة على الإثبات المبرهن بالوقائع أن الدولة تستطيع العمل بمقود السياسي البرنامجي وسهر الأمني ووعي الإعلامي وإدراك الثقافي وتقوى خطاب الإسلامي وجهد المواطن في القطاعين العام والخاص مسنودة بسلطة القضاء ورقابة مجلس النواب وصولا لسلامة تطبيق الدستور والقوانين في تنظيم سبل الحياة والاقتصاد والتنمية في جهد المواطن من زراعته وصناعته وفي بحثه العلمي والتقني لبعث الهمة في الأمة من جديد, وتجديد العزم على أن دولتنا لها القدرة على تجديد ثقة الناس بها, ولديها فهم لمتطلبات المرحلة وتستجيب للتغيير السلمي بعيدا عن العنف والتشنج والخروج للشارع للمغالبة. عودوا للمنطق, وتفهموا أن الثورات العربية لها ما يبررها وأن هنالك إمكانية أن يلعب التيار الإسلامي، الذي تقدم في تونس وليبيا والمغرب ومصر واليمن ويتقدم في سوريا وسيتقدم بالجزائر, وجزيرة العرب دورا هاما في حياة الشعب العربي "الذي يحس ويألم وينحاز لبعضه بعضا" في كل مكان, وسيكون للإخوان الدور الإيجابي في تنظيم تفاصيل برامج حياة الأمة من اقتصاد واستثمار وحياة مدنية منظمة وتعاون دولي على مستوى تكتلات الإقليم في القادم من الأيام. أما الآن فيجب علينا أن ندرك أننا جزء من الأمة وسنصل لنفس النتيجة الحتمية المتماثلة, وهذا يعني أن الإخوان المسلمون قادمون للمشاركة الفاعلة أو للحكم عن طريق صناديق الانتخابات سواء كان ربيعنا سلاما وهذا ما نتمناه أو غماما وذلك ما نخاف منه.      

mkh@just.edu.jo